تخطط جماعتان أميركيتان إلى وضع إعلانات في مترو نيويورك تدعو إلى محاربة الإسلام ودعم إسرائيل، وسط تخوفات من قبل كثيرين أن يؤدي مثل هذا الفعل إلى موجة غضب عارمة على غرار ما حصل حين عرض فيلم quot;براءة المسلمينquot;.


رغم أن العالم الإسلامي مازال يغلي بسبب تريلر فيلم quot;براءة المسلمينquot; الذي تم تصويره في أميركا وتم بثه على موقع اليوتيوب، وأثار زوبعة كبرى من الغضب، إلا أنه ما يزال هناك إصراراً من جانب بعض المتشددين في الغرب على سكب مزيد من الزيت على تلك النيران المشتعلة، حيث يتم التخطيط لعرض إعلان مناهض للجماعات الإسلامية في 10 محطات لمترو الأنفاق في نيويورك اعتباراً من يوم الاثنين المقبل.

ويقول هذا الإعلان quot; في أي حرب بين المتحضرين والهمج، قم بتدعيم المتحضرين. ادعم إسرائيل واهزم الجهادquot;. وقد تم تمويله من جانب جماعتين هما quot;المبادرة الأميركية للدفاع عن الحريةquot; وquot;أوقفوا أسلمة أميركاquot;، المناهضتين للإسلام.

صورة الإعلان مثار الجدل

هذا وتعتبر رابطة مكافحة التشهير و مركز قانون الفقر الجنوبي جماعة quot;أوقفوا أسلمة أميركاquot; واحدة من جماعات الكراهية. وذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية أن من بين الأشخاص الذين يشاركون في وضع الإعلان باميلا غيلر، وهي شريك مؤسس بكلا الجماعتين ووقفت أيضاً وراء الجهود التي تم بذلها في العام 2010 من اجل وقف بناء مركز إسلامي بالقرب من جراوند زيرو في مانهاتن السفلي.

وأوردت عنها الصحيفة في هذا السياق قولها إن هناك خططاً لوضع الإعلان في عدة مدن أخرى بمجرد أن يتوافر التمويل، موضحةً أن الرعاة قاموا يوم الخميس برفع دعوى قضائية من أجل وضع ذلك الإعلان كذلك في العاصمة الأميركية، واشنطن.

وأضافت الصحيفة أن هيئة النقل الحضرية بنيويورك حاولت حظر الإعلان على اعتبار أنه quot;مهينquot;. لكن قاضياً فيدرالياً حكم مؤخراً بأن تتم حماية الرسالة بموجب التعديل الأول.

ومع هذا، فمن المحتمل أن يثير ذلك الإعلان نقاشاً بشأن نطاق عمل حق التعديل الأول في مدينة يوجد بها عدد كبير من السكان المسلمين. وبينما اعتبرت الجماعات اليهودية ذلك الإعلان عدائياً ومحرضاً، فقد أبدا كثير من سكان نيويورك قلقهم من احتمالية أن يتسبب الإعلان في إثارة رد فعل عنيف.

وتابعت ساينس مونيتور بنقلها عن دوغ موزيو، الأستاذ بجامعة باروخ وواحد من مستخدمي مترو الأنفاق، قوله: quot;أتفهم مسألة حرية التعبير، لكن على المستوى الحشوي، تشعر وكأن لديك عين ثور في ظهرك. وقد تركت للتو رسالة على موقع تويتر أقول فيها أني لا أريد أن أكون ضحية لغضب إسلاميquot;.

العديد من الدول العربية والإسلامية شهدت تظاهرات ضد السفارات الأميركية بعد عرض فيلم براءة المسلمين

وأعقبت الصحيفة بقولها إن تلك الإعلانات تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن تريلر فيلم quot;براءة المسلمينquot; الذي تم رفعه على موقع اليوتيوب ويحمل محتوىً مسيئاً للنبي محمد (ص) وتسبب في إثارة أعمال عنف مناهضة للولايات المتحدة في العالم العربي، وأدى لمقتل السفير الأميركي وثلاثة آخرين في هجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي.

ونتيجة لهذه الأجواء المتوترة على نحو متصاعد، فقد قال نظام النقل في العاصمة، واشنطن، إنها تريد إرجاء عرض الإعلانات، ما جعل رعاة الإعلانات يرفعون دعوى قضائية يوم الخميس الماضي ضد نظام مترو الأنفاق بواشنطن من أجل التصدي لهذا التوجه.

وعاودت غيلر لتقول: quot;متى يكون الوقت المناسب؟ ليس هناك وقتاً مناسباً على الإطلاقquot;. ومضت تدافع عن الإعلانات بقولها quot;إنها اعتراف بالحقيقة. فضلاً عن أنها صحيحة، والدليل على ذلك هجمات حماس على إسرائيل والهجمات التي تم تنفيذها في شهر تموز/ يوليو الماضي ضد مواطنين إسرائيليين في بلغاريا. فأليست هذه وحشية؟quot;.