نتائج استفتاء إيلاف |
رأت أغلبية قرّاء إيلاف ضرورة اقرار تشريع أممي يمنع اهانة الاديان جميعاً، كرد على فيلم "براءة المسلمين" الذي تسبب بالعديد من أحداث العنف والتظاهرات المتواصلة حتى الآن في دول عربية وإسلامية.
أمستردام: تتواصل التظاهرات في الدول الاسلامية ضد فيلم quot;براءة المسلمينquot;، الذي عرض مع ذكرى الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)2001 على موقع يوتيوب الشهير. وتتواصل بازائها دعوات لعرض صور كاريكاتورية وانتاج أفلام مشابهة في دول أوروبية كألمانيا وفرنسا رداً على ردود فعلعدد من المسلمين الغاضبة التي وصلت إلى حد مهاجمة سفارات ومدارس أجنبية وقتل أشخاص.
في وقت يشدد فيه غير المسلمين على احترام حرية الرأي، التيتحرك في منطقتها صانع فيلم quot;براءة المسلمينquot;، يؤكد المسلمون على أن حرية الرأي يجب أن لا تستهدف مقدسات الآخرين، مطالبين بسن اشتراطات في قوانين حرية الرأي تعاقب من يتجاوزها وتتضمن احترام الاديان والمقدسات.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما يبدو ولم يزل من المتضررين من هذا الفيلم وما تضمنه من ردود أفعال من المسلمين وغير المسلمين.
فقد وجد نفسه في أرض ملغومة لا يستطيع أن يذهب بعيداً في أي تصريح أو رد حيال ما يجري حتى الآن، حيث لم تتجاوز تصريحاته رفض ما ورد في الفيلم وضرورة إحترام حرية التعبير، متجنبًا شماتة خصمه الانتخابي ميت رومني التي تطارده بعد أن كان وطاقمه السياسي يفخرون بدعمهم لدول quot; الربيع العربيquot; التي شهدت سفارات الولايات المتحدة الاميركية فيهااكبر الهجمات خاصة ليبيا، حيث كان السفير الاميركي من بين قتلى الهجوم عليها من قبل متطرفين اسلاميين مرتبطين بتنظيم القاعدة.
وبرز خلال هذه الفوضى تصريح وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون حول ما جرى ولم يزل من رد فعل تجاه الولايات المتحدة الاميركية كليبيا ومصر وتونس واليمن quot;إن الخروج من دكتاتورية الأنظمة يعني سقوط الدول العربية في دكتاتورية الغوغاءquot;. وهو ما فسره متابعون بفورة ندم اعترت الادارة الاميركية على دعمها إسقاط الأنظمة العربية في تلك الدول التي كان قادتها المستبدون يمسكون بزمام الامور واضعين خطوطًا حمراء في كل تحرك شعبي وأول الحماة لمصالح الدول الكبرى.
هذا الندم ساهم في جمود الأزمة السورية دولياً لتكون مفتوحة على خيارات شتى بما فيها دعم حوار بين الرئيس الاسد ومعارضيه لوضع حد لسيطرة الاسلام السياسي على دول الربيع العربي. وليتبلور فهم صحيح لمعنى الديمقراطية، قال الرئيس اوباما إن quot;الديمقراطية لا تعني فقط إلقاء ورقة في صندوق انتخابيquot;. وهو ما كان المظهر الأبرز في دول الربيع العربي ومن قبلها العراق. حيث لم يتبلور بعد فهم لمعنى الديمقراطية فيها.
شيخ الازهر أحمد الطيب دعا في بيان وجهه إلى الأمم المتحدة الى اصدار قرار دولي يقضي بعدم المساس برموز الدين الاسلامي ومقدساته، مطالبًا بتجريم المساس بالرموز الإسلامية ورموز سائر الأديان العالمية، بعد ما وقع من عدوان عليها، تسبب في تعكير السلام العالمي، وتهديد الأمن الدولي.
وأكد الطيب أن السلام والامن الدوليين هما المسؤولية الأولى للمنظمة الدولية، ضمانًا لعدم تكرار هذه الأحداث الخطرة في المستقبل، وباعتبار ذلك من أول واجبات الأمين العام للأمم المتحدة لحماية السلم العالمي من كل تهديد أو عدوان.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, إن منتج فيلم معادٍ للإسلام فجر احتجاجات مدوية في أنحاء العالم الإسلامي, أساء استخدام حقه في التعبير بهذا الفيلم الذي رأى أنه عمل مخزٍ ومشين.
وشدد بان كي مون على ضرورة صيانة حريات التعبير واحترامها حينما تستخدم من أجل أبسط مبادئ العدالة ولتحقيق مقاصد مشتركة، أما حينما يستخدم بعض الناس حرية التعبير هذه لامتهان بعض قيم الآخرين ومعتقداتهم أو ازدرائها فإنه لا يمكن احترام هذه الحرية على هذا النحو.
وشدد الامين العام للامم المتحدة على أن quot;موقفي هو أن حرية التعبير وإن كانت حقًا وامتيازًا أساسيًا فإنه يجب ألا يسيء أحد استخدامها بمثل هذا العمل المخزي والمشين الذيلا يتعدى 14 دقيقة فقط، مستبعدين صحة ما نقل عن منتجه أن مدته ساعتان.
ورأى متابعون عرب أن ردود الافعال الغاضبة من قبل المسلمين ساهمت في شهرة الفيلم وحرص الملايين على مشاهدته على الرغم من رداءته فنياً وعدم اكتماله درامياً، اذ ما بث منه لا يتعدى الـ14 دقيقة، مشككين بما ورد عن منتجه أن مدته ساعتان.
ويؤكد هؤلاء المتابعون أن مواقع الانترنت تحتوي مقالات وصوراً ومشاهد تشابه ما ورد في الفيلم، لكن عدم إشهارها والترويج لها جعلها حبيسة تلك المواقع، مثلها فيلم quot;فتنةquot; الذي انتجه المتشدد الهولندي خيرت فيلدرز عام 2008 وتضمن إساءات للاسلام والحث على تمزيق القرآن، لكنّ رجال دين مسلمين في هولندا طلبوا من أقرانهم في الدول الاسلامية والعربية تجاهل ذلك الفيلم، وانهم بصدد مقاضاة منتجه مدعومين من قبل رئيس الوزراء الهولندي، وقتئذ، بالكينينده. ومر الفيلم quot; فتنةquot;، المشغول بعناية فنية أفضل بكثير من quot;براءة المسلمينquot;،دون أي فتنة.
وكانت إيلاف طرحت، الاسبوع الماضي، على متصفحيها سؤالاً يتضمن وضع تشريع أممي يحظر الإساءة إلى المقدسات الدينيّة. فأيد 69.41% ( 3505 ) منهم هذا التشريع، فيما خالفهم مانسبته30.59% ( 1545 )، وبلغ عدد المتصفحين المشاركين بالاجابة على سؤال الاستفتاء 5050.
التعليقات