نشرت صحيفة الديار موضوع إيلاف ضمن زاوية تقارير خاصة
في التاسع والعشرين من شهر آب الماضي نشرت إيلاف تقريرًا حول فتاوى شيعية تحرم بيع السلاح خشية وصوله الى سوريا، وقد نسخت جريدة quot;الديارquot; اللبنانية نفس التقرير ونشرته كتقرير خاص بها مع صورة رئيس تحريرها وناشرها شارل أيوب.

قبل نحو شهر ضجت الاوساط الصحافية بخبر إيقاف الكاتب الأميركي فريد زكريا عن العمل في محطة quot;سي أن أنquot; ومجلة quot;تايمquot; بعد إقراره بسرقة مقاطع من مقال لكاتبة أخرى نشرها باسمه في مقال له حول مافيا السلاح في الولايات المتحدة الأميركية.
وعلى الرغم من إقرار الكاتب واعتذاره عن الخطأ لكن صرامة المؤسسات التي يعمل فيها ومهنيتها حتمت إثبات صدقيتها التي وضعتها، حادثة الكاتب الشهير زكريا، على المحك.
لعل شهرة الكاتب فؤاد زكريا وشهرة وسائل الاعلام التي يتعامل معها ساهمتا بشكل كبير في انتشار خبر السرقة والإيقاف عن العمل. فهكذا سرقات تحدث، كل يوم، في عالم الصحافة، وخاصة العربية. وبدرجات من الوقاحة التي لايندى لها جبين السارق.
وتتعرض quot;إيلافquot; لسرقات شتى منذ انطلاقتها عام 2001 بطريقة النسخ واللصق دون الاشارة للمصدر أو لاسم الكاتب أو حتى نقلاً عن وسيلة إعلام بل تصل الوقاحة بلصوص النصوص الى نسبة التصريحات والحوارات لهم ولوسائل الاعلام التي ينشرون فيها.
ولكثرة السرقات اليومية من quot;إيلافquot; تركنا الأمر لفطنة القارىء الذي يميز الأصل عن المنسوخ.
لكن حين يصل الأمر بالسارق بنشر صورته مع المادة المسروقة وحذف اسم الكاتب مع المصدر يتطلب الاشهار كي لايتكرر الأمر معنا أو مع وسائل إعلام أخرى باتت مصدراً لسطو الكتّاب الكسالى.
من بين هذه السرقات ماقامت به جريدة quot;الديارquot; اللبنانية في التاسع والعشرين من شهر آب الماضي بنسخ تقريرنا (وهو عن السلاح أيضًا) المنشور في إيلاف بنفس التاريخ عن فتاوى شيعية تحرم بيع السلاح في العراق: quot;ارتفاع أسعار المسدسات والبنادق في محافظات الوسط الجنوب.. فتاوى شيعية تحرم بيع الأسلحة في العراق خشية وصولها إلى سورياrdquo;. (إقرأ تقرير إيلاف)
لم يفعل الزميل ناشر ورئيس تحرير جريدة الديار شارل أيوب سوى نسخ التقرير مع صورتيه ولصقه أسفل صورته الشخصية في موقع جريدته على الانترنت، ضمن صفحة تقارير خاصة. (تابع تقرير إيلاف المنسوخ في الديار)
عام 2004 نشرت quot;إيلافquot; حواراً مع الروائية الفلسطينية المقيمة في دمشق نعمة خالد ليظهر بعد نحو شهر منشوراً في جريدة quot;الزمانquot; اللندنية باسم مراسل الجريدة في القاهرة مصطفى عمارة الذي لم يغيّر سوى عنوان اللقاء بجملة من اللقاء نفسه، تاركاً نص اللقاء كما هولينشره الزملاء في quot;الزمانquot; باسمه دون أن يكلف أحد منهم عناء البحث والتحقق خاصة أنهم قرّاء مدمنون لإيلاف.
لكن لتلافي فضيحة مهنية نشرت الجريدة اعتذاراً شكلياً عن السرقة في نفس الصفحة التي نشر فيها اللقاء وعاقبت المراسل بالايقاف عن العمل لبعض الوقت حسب ما أبلغني باتصال هاتفي محررها الثقافي وقتئذ الزميل كرم نعمة.
ترى هل نتحلى ببعض أخلاق الكاتب فريد زكريا ونقر بنسخ جهود الآخرين دون الاشارة اليهم؟
متى تكف وسائل الاعلام العربية التي تستسهل خداع القرّاء والايحاء لهم أن مايقرأونه خاص بها؟
لقد وفرت ثورة الانترنت سبلاً سهلة للصحف ووسائل الاعلام الاخبارية اختصرت عليها جهداً ووقتاً كبيرين كانا يضيعان في زحمة تدوين وتحرير الخبر. لكن ذات الانترنت بات سلاحاً ذا حدين فهو يكشف أيضاً ويشهر بالسارقين والمنتحلين لجهد غيرهم.
فهل سنتحلى يوماً بممارسة ثقافة الاعتذار؟
لكن الأفضل من الاعتذار عدم التسبب بعمل يجبرنا على اللجوء اليه كما فعل الكاتب الشهير فريد زكريا.