تفرض المعارضة السورية سيطرتها على عدد من المناطق

يقع نحو 1000 جندي من القوات النظامية السورية تحت حصار الجيش السوري الحر، حيث تقترب المعارضة المسلحة من السيطرة على quot;القاعدة 46quot; بعد إحكام الحصار عليها ولم تعد تبعد عنها سوى كيلومترين فقط.


الاتارب (سوريا): هدير القاذفة السورية يقترب، المقاتلون المعارضون للرئيس بشار الاسد يسرعون للاحتماء، بعضهم يختبىء خلف اشجار الزيتون وآخرون يهرعون الى السيارات او الدراجات النارية.
على المرتفعات الصخرية لبلدة الاتارب، غربي حلب، التي يسيطرون عليها منذ ثلاثة اشهر بعدما نجحوا في طرد القوات النظامية منها، يؤكد مقاتلو الجيش السوري الحر، المؤلف من جنود انشقوا عن نظام الرئيس بشار الاسد ومدنيين حملوا السلاح الى جانبهم، انهم يضيقون الخناق على قاعدة عسكرية كبيرة موالية للنظام.
ويقول المقاتلون لمراسل وكالة فرانس برس الذي التقاهم الاثنين ان المركز العسكري الذي يهاجمونه يدعى quot;القاعدة 46quot; وانهم يحاصرونه منذ ثلاثة ايام، وهو لا يبعد عن مكان وجودهم اكثر من كيلومترين وفي داخله حوالى الف جندي من القوات النظامية للاسد.
ويضيف هؤلاء ان هذه القاعدة تشغل مساحة كبيرة وهي احدى آخر العقبات على الطريق المؤدية الى حلب، العاصمة الاقتصادية للبلاد وكبرى مدن الشمال، مشددين في الوقت نفسه على انها ستسقط في ايديهم في غضون ايام.
احدهم يدعى ابو صادق، له لحيه كثة سوداء، يرتدي زيا عسكريا يعرف عن نفسه وجبينه يتصبب عرقا بانه ضابط منشق.
ويقول quot;انهم مسلحون تسليحا جيدا، لديهم داخل القاعدة 13 دبابة والكثير من قاذفات الصواريخ... ولكن نحن اكثر عددا منهم. لقد قطعنا عنهم كل الطرق التي يمكن ان تصلهم منها تعزيزات. حتى وان حاولوا ارسال مدرعات اليهم من حلب فقد فخخنا كل الطرق. زرعنا عبوات ناسفة ضخمة على كل المسالك. لدينا ايضا قاذفات صواريخ. اذا اتوا سندمرهمquot;.
ويؤكد المعارضون المسلحون انهم حشدوا لهجومهم الحاسم المرتقب اكثر من 1500 مقاتل اتوا من كل انحاء المنطقة بأمر من quot;العميدquot; المنشق احمد الفج وهو ابن الاتارب.
وعلى خط الجبهة الامامي يبلغ عدد المقاتلين حوالى 300، يتمركز في مواجهتهم قناصة القاعدة الذين يطلقون عليهم النار من مدفعيتها... وكل ثماني ساعات يعود هؤلاء الى الصفوف الخلفية للاستراحة قبل العودة مجددا الى الخط الامامي.
يراهن المقاتلون على سقوط القاعدة العسكرية في أيديهن خلال 3 أيام
ويقول ضابط آخر يكتفي بالتعريف عن نفسه باسمه الاول حسين وبانه قائد كتيبة quot;انصار الحقquot; ان قوات الاسد quot;لم يعد بوسعها فعل شيء، الامر الوحيد الذي يمكنهم فعله هو استخدام الطيران، وهم يفعلون ذلك، ولكن هذا لن ينقذ القاعدةquot;.
ويضيف quot;انهم يقصفون ولكنهم لا يصيبون احدا تقريباquot;، مشيرا بيده الى حفرة يبلغ قطرها حوالى خمسة امتار قرب الطريق بين شجرتي زيتون.
ويتابع quot;انهم يقصفون الاتارب عشوائيا، يقصفون المنازل، ولا يقتلون الا مدنيين. لانهم لا يعرفون اين نحن ولاننا لا نكف عن التنقل. عندما نسمع صوت الميغ تقترب نختفي. عندما تكون الطائرة مروحية نطلق عليها النيران بكل ما لدينا من سلاح. ولكنها غالبا ما تحلق عاليا جداquot;.
ويقود رجال الضابط حسين مراسل فرانس برس الى مكان غارة جوية يقولون انها شنت الليلة الفائتة. منزل من طبقتين سوي بالارض وتحول الى كومة ركام بارتفاع ثلاثة امتار.
ويقول ابو صادق quot;هنا كانت تقيم اسرة باكملها، اب وام واربعة اطفال، قضوا جميعاquot;، مضيفا quot;انهم يقصفون في الليل خصوصا، يقصفون اي شيء مضيء مهما صغر، حتى اننا اضطررنا الى نزع مصابيح سياراتنا ودراجاتنا الناريةquot;.
ومن اصل 35 الف شخص كانوا يقيمون في الاتارب قبل اندلاع المعارك لم يعد في هذه البلدة الا بضع مئات من السكان. ربما لا يزيد عددهم الى الف شخص، يختبئون في الزوايا ويختفون عند سماع هدير الطائرات.
هؤلاء البقية هم افقر الفقراء، الذين لا يملكون المال حتى لاستئجار شاحنة تنقلهم مثل من سبقهم في الفرار من البلدة، سواء الى مخيمات اللاجئين في تركيا او حتى الى قرب الحدود مع هذا البلد.
شقيق ابو صادق هو ايضا مقاتل، يجلس قرب واجهة بقالة صغيرة بابها مغلق نصفيا بالشبك الحديد. يومئ برأسه مشيرا الى عجوز يجلس في كرسي متحرك وساقاه مشوهتان ويضيف متسائلا quot;وهو، ماذا سيجرى له؟quot;.