اتهمت وزارة الداخلية العراقية مساء الجمعة حراس سجن مدينة تكريت شمال غرب البلاد بالتواطؤ مع المسجونين في تنفيذ عملية هروبهم، وقالت انهم سمحوا أيضا لعائلات النزلاء بادخال اسلحة الى السجن واشارت الى هروب 102 سجينا ينتمون الى تنظيم دولة العراق الاسلامية المرتبط بالقاعدة بينهم 47 محكوما بالاعدام مازالت تبحث عنهم.


بغداد: قالت وزارة الداخلية العراقية في بيان صحافي تسلمته quot;ايلافquot; انها وفي اطار سياستها القائمة على ضرورة اطلاع الشعب العراقي على كل القضايا الهامة وذات الصلة بعملها فأنها تسعى quot;الى اظهار الحقائق المجردة كما هي بدون اي تزويق او فبركة ايمانا منها بأن المواطن العراقي شريك اساسي وجزء لايتجزء من العملية الامنية وبدونه لايمكن للامن ان يتحقق في البلادquot;.

واشارت الى ان عدد الموقوفين في سجن تسفيرات شرطة محافظة صلاح الدين في تكريت يبلغ 303 موقوفين، منهم 47 موقوفا ينتمون الى تنظيم quot;دولة العراق الاسلاميةquot;، وقد سبق وان صدرت ضدّهم احكام بالاعدام.

واضافت ان عدد الذين هربوا من الموقف 102 موقوفا بضمنهم هؤلاء السبعة والاربعين المحكومين بالاعدام وقد استطاعت قوات شرطة صلاح الدين من قتل اربعة منهم والقاء القبض على 23 موقوف هارب ولايزال مصير السبعة والاربعين الباقين مجهولا.

سجن التسفيرات بتكريت اثر صدامات بين النزلاء من عناصر القاعدة والقوات العراقية

واشارت الى أنّ القوات الامنية في المحافظة quot;خسرت في اطار مواجهتها مع الارهابيين هؤلاء ستة عشر شهيداquot;.

واكدت وزارة الداخلية ان عملية الهروب جاءت اثر تواطؤ ملحوظ من بعض عناصر الحماية في سجن التسفيرات quot;وان تدبيرا مسبقا وترتيبا سبق القيام بهذه العملية وقد شخصت اللجان التحقيقية التي ما تزال تحقق في الموضوع هذا التواطؤ لان الاسلحة التي أستخدمها الارهابيون كانت قد دخلت الى الموقف اثناء اوقات الزيارات العائلية فضلا عن موقف التسفيرات هذا يحتوي على ستة قاعات كبيرة كانت اقفالها قد عطلت بفعل فاعل مما جعلها مفتوحة على بعضها البعض بالاضافة الى عدم تفتيش الموقف من الداخل لفترات طويلة وهذا سبب اخر من اسباب الاهمال المتعمد الذي ادى الى هذه العمليةquot;.

واوضحت ان ضابط الخفر في التسفيرات عندما قام بواجب التفتيش هجم عليه الموقوفون الارهابيون وقاموا بقتله بطريقة وحشية واستولوا على سلاحه وعلى الاسلحة الموجودة في مخزن السلاح بعد ان سيطروا على اجزاء واسعة من السجن واستخدموا الموقوفين الاخرين كدروع بشرية وهذا ما ساعدهم على تنفيذ مخططهم والهروب.

واضافت الوزارة ان اللجنة الامنية العليا التي كلفت بالتحقيق في ملابسات هذا الحادث قامت باتخاذ جملة من الاجراءات التي تهدف الى ضبط الحالة الامنية في المحافظة ومنها عزل قائد الشرطة اللواء الركن عبد الكريم الخزرجي وتكليف اللواء الركن غانم القريشي بدلا عنه بالوكالة لحين اختيار قائد جديد للشرطة في صلاح الدين وفرض حضر للتجوال في المدينة للعثور على الجناة الهاربين.

نداءات عبر مكبرات الصوت

وجهت القوات الامنية نداء الى سكان تكريت (180 كم شمال غرب بغداد) مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين للتعاون معها في القبض على الهاربين كما تم توجيه نداءات عبر مكبرات الصوت في المساجد تناشد المواطنين الادلاء باي معلومات عن اماكن اختباء الهاربين.

وقالت ان عملية البحث عن هؤلاء تجري بصعوبة نظرا لكثافة السكان في المدينة التي فرض عليها حظر للتجوال. وقد استولى الهاربون على سجلات ووثائق السجن وهي تتضمن معلومات عن نزلاء السجن والاحكام الصادرة بحقهم.

وكانت القوات العراقية استعادت إثر معركة فجر اليوم سيطرتها على سجن مدينة تكريت، بعدما احتله مسلحو القاعدة منذ الليلة الماضية، واحتفظوا برهائن بينهم مدير السجن.

وقد استعملت في الهجوم طائرات عمودية كرّرت طلعاتها في أجواء المدينة بعد فرض حظر التجول. وابلغ شاهد عيان quot;ايلاف في اتصال هاتفي إن قوات قادمة بغداد ضمن تشكيلات مايعرف بالفرقة الذهبية التابعة لمكتب القائد العام لقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي واخرى من مدينة سامراء القريبة هاجمت المسلحين الذين كانوا ينتشرون في محيط السجن ويتواجدون على بواباته وابراجه.

القوات العراقية تستعيد سجن تكريت من القاعدة

وقال إن تبادلاً كثيفًا لاطلاق الرصاص وتفجيرات كانت تسمع في ارجاء المدينة فجرا فيما كانت الطائرات العمودية تحلق فوق السجن الذي يضم نزلاء معظمهم من مسلحي القاعدة وبينهم محكومون بالاعدام.

ودارت ليلة امس مواجهات مسلحة في شوارع المدينة بين المسلحين وبينهم نزلاء في سجن المدينة تم اطلاقهم اثر الهجوم على السجن الذي فرضوا سيطرتهم عليه واصابوا وقتلوا 27 حارسا ورجل امن بينهم مدير السجن حيث نقلوا الى مستشفى المدينة وحالات بعضهم خطيرة.

وكان مسلحون هاجموا مساء امس سجن تكريت المركزي الذي يضم مسلحين للقاعدة وبينهم محكومون بالاعدام واشتبكوا مع حراسه وقتلوا واصابوا 27 منهم بينهم ضابط بعد اشتباكات دارت داخل السجن ومحيطه مما ادى الى هروب حوالي 200 من نزلائه بينهم عدد ينتظرون تنفيذ حكم الاعدام بهم.

فقد اقتحم المسلحون السجن بعدما فجروا عند مدخل السجن سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان وقتلوا 12حارسا بينهم ضابط كبير قبل ان يفرضوا يطرتهم على السجن.

وقد نجح المسلحون في اقتحام السجن بعدما قتلوا حراسا ثم دارت اشتباكات داخله مما مكن 103 من نزلائه من الهروب.

وعلى الفور انتشرت قوة مشتركة من الجيش وشرطة مكافحة الشغب في منطقة الحادث وفرضت حظرا للتجوال في مدينة تكريت والقرى والنواحي التابعة لها ، وايضا قامت باغلاق المداخل والمخارج الرئيسة.

وقد حدثت مواجهات مسلحة بين القوة الامنية المشتركة وبين السجناء الهاربين المتواجدين في منطقة المئة دار القريبة من سجن التسفيرات كما ان مواجهة مسلحة اخرى حدثت داخل مبنى السجن بين السجناء المتبقين والذين لم يحالفهم الحظ بالهروب وبين شرطة مكافحة الشغب بعد استحواذهم على بعض الاسلحة الرشاشة العائدة الى حراس السجن.

ويضم سجن التسفيرات في تكريت 302 نزيلا بعد أن كان العدد يقترب من 900 نزيل قبل أن تقرر السلطات توزيع المعتقلين على مراكز أخرى اثر أعمال شغب اندلعت خلال العام الماضي. وشهد السجن التسفيرات في تكريت في نيسان (ابريل) الماضي إحباط محاولة هروب جماعي لنزلاء السجن من خلال نفق حفره نزلاء كما شهد في 2 آذار (مارس) عام 2011 أعمال شغب واضطرابات أحرق خلالها عدد من الموقوفين بعض أقسام السجن احتجاجاً على سوء معاملتهم مما أسفر عن إصابة 15 شخصاً بجروح بينهم ضابط كبير.

كما شهد السجن ايضا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي اندلاع أعمال شغب على خلفية نقل 13 معتقلاً إلى العاصمة بغداد بعد صدور قرارات قطعية بحقهم وفق التهم التي اعتقلوا بسببها.

يذكر أن العديد من السجون المنتشرة في مختلف المحافظات شهدت خلال الاشهر القليلة الماضية تكرار هروب السجناء وخاصة المطلوبين بقضايا quot;الإرهابquot; حيث أعلنت وزارة العدل في الخامس من أب (اغسطس) الماضي عن إحباط محاولة لهروب نزلاء من سجن بغداد المركزي غرب العاصمة من خلال نفق حفره النزلاء فيما اقتحم مسلحون مجهولون مديرية مكافحة الإرهاب وسط بغداد التابعة لوزارة الداخلية، في نهاية تموز (يوليو) الماضي بعد استهدافها بسيارتين مفخختين أسفرتا عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 27 آخرين بجروح متفاوتة فيما أعلن جهاز مكافحة الإرهاب عن تطهير مبنى المديرية من المسلحين في هجوم استمر لخمس ساعات وأسفر عن مقتل ثمانية مسلحين وضبط خمسة أحزمة ناسفة.

وكان زعيم تنظيم دولة العراق الاسلامية الفرع العراقي لتنظيم القاعدة ابوبكر البغدادي اعلن في كلمة صوتية في تموز (يوليو) شن عملية جديدة اطلق عليها اسم quot;هدم الاسوارquot; تستهدف اطلاق سراح سجناء التنظيم.