هل تريد أن تشتري quot;فتاة جنّيةquot;، وهل تحتاج مضاعفة أموالك خشية الإفلاس، أم إنك مستعد لشراء سبائك ذهب بأسعار مغرية؟.. هذا هو نموذج مصغر من خدمات معروضة في سوق المحتالين الأفارقة، التي يقدمونها إلى أثرياء الخليج بشكل عام، والإماراتيين على وجه الخصوص، في عالم السحر والشعوذة في القارة السمراء الساحرة.


محمود العوضي من دبي: انهمرت في الشهر الأول من السنة الميلادية الجديدة 2013 سحابة رسائل نصية تحوي عروضًا احتيالية علي هواتف رجال أعمال خليجيين ومواطنين بسطاء، لإخبارهم بما يمكن أن يغيّر حياتهم إلى الأبد.

لكن إزاء عدم الاهتمام من قبل مستقبلي تلك الرسائل، إما لعدم القناعة بذلك أو لأن بعض المستقبلين هم من ضحايا عمليات نصب سابقة، وممن جرّبوا مذاق تلك العمليات بنهاياتها المحزنة، فإن الاهتمام ينصبّ على ضحايا جدد هذه المرة، وذلك في ظل مقولة ساخرة تقول إن quot;المتحايلين مستعدون لتقديم تخفيضاتquot;.

quot;زوجة جنيةquot; بدلاً من حواء
قبل خمس سنوات، باع محتال سنغالي في أحد فنادق دبي الفاخرة لرجل أعمال إماراتي quot;فتاة جنّيةquot; سمراء لاتخاذها زوجة بعدما أصابه الإرهاق والتعب من التعامل مع quot;حواء من بني الإنسانquot;، وذلك حسبما روى لأصدقائه.

وقد اشترى رجل الأعمال quot;الفتاة الجنّيةquot; الوهم بمئات الآلاف من الدراهم، واكتشف متأخرًا جدًا أنه اشترى الوهم، وأنه ضحية عملية احتيال، حيث إن quot;الجنّيةquot; المزعومة لم تكن سوى فتاة من البلد الأفريقي نفسه، هربت منه، وغادرت بسرعة، بعدما حصلت على ثمن دورها في العملية، التي تكررت أكثر من مرة وفي أكثر من عاصمة.

ثروة الرئيس العاجي quot;غيquot;
وفي مدينة quot;لوميquot; عاصمة جمهورية quot;توغوquot;، عاش رجل الأعمال الإماراتي عباس اليوسف تجربة نصب فريدة، تم خلالها توقيف الرئيس السابق لمجلس إدارة شركة quot;ألفquot; الفرنسي quot;آغباquot;، البالغ من العمر 68 عامًا، بعد توقيف الوزير التوغولي السابق لإدارة الأراضي باسكال بودجونا، الذي اتهم في 12 أيلول/سبتمبر في إطار هذه القضية.

حيث قام رجل الأعمال الإماراتي برفع دعوى قضائية ضد quot;آغباquot;، يتهمه فيها بتنظيم شبكة لابتزاز 48 مليون دولار أميركي (نحو 36.5 مليون يورو) منه، إذ إن أعضاءها أوهموه بأنهم يملكون ثروة رئيس ساحل العاج quot;روبرت غيquot; المتوفي، والمقدرة بـ 275 مليون دولار، والمجمدة في حساب مصرفي في quot;توغوquot;.

واتهم عباس اليوسف، الذي يدير شركة استثمارات متخصصة في مجال النفط والغاز، عبر وسائل الإعلام التوغولية، كلاً من quot;آغباquot; وquot;بودجوناquot; وشخصًا آخر يُدعى quot;فلوك بريجانquot; في هذه القضية، التي تذكّر بعمليات نصب quot;على الطريقة النيجيريةquot; عبر الانترنت.

سبائك الذهب المغشوشة
من جمهورية quot;توغوquot; إلى quot;غينياquot;، حيث عاش رجل أعمال إماراتي آخر... سلسلة متصلة من عمليات النصب، بعدما أوهمته عصابات متعددة بتجهيز مئات من سبائك الذهب، اكتشف لاحقًا أن بعضها صحيح، ولكن معظمها مغشوش.

نشير هنا إلى أن غالبية من تتعامل في سوق الذهب تغريهم أخبار يروّجها المحتالون تفيد بوجود الكثير من ذلك الذهب في أفريقيا، وأنه يمكنهم أن يحققوا أرباحًا عالية من إعادة بيعه. ولكنهم عادة ما يسقطون في الأفخاخ المتعددة التي تنصب لاصطيادهم بمساعدة من السلطات المحلية في تلك البلدان في أحيان كثيرة.

يشار إلى أن عدد ضحايا عمليات النصب والاحتيال باستخدام quot;السحر والشعوذةquot;، والذين سقطوا في عمليات بيع ما يسمّى بـquot;الفتيات الجنياتquot; أو بيع سبائك ذهبية مغشوشة أو مضاعفة الأموال، كثيرون، فهم جرّبوا تلك الوصفة أملاً في حلّ مشاكلهم أو طمعًا في كسب المزيد من الأموال، فوجدوا أنفسهم قد أضاعوا ما يملكون في أيديهم، لتنتهي بهم الحال خلف قضبان السجن ووسط جدرانه المظلمة.

وبالرغم من اقتناع بعض الناس التام باستحالة مضاعفة الأموال التي يملكونها عن طريق القوى السحرية، فإن المحتالين الأفارقة لا يكّلون ولا يملّون من نصب شراكهم لاصطياد الكثير من المغفلين، من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة واستعمال كل الوسائط الممكنة لجذب المزيد من الواهمين.