رأى السفير قيس العزاوي، مندوب العراق الدائم في الجامعة العربية، أن قلق الجامعة من الأزمة السياسية الراهنة في بلاده مشروعٌ، مؤكدًا حرصها على سلامة العراق ودوره العربي، مع رئاسته الحالية للقمة العربية.


لندن: وصف مندوب العراق الدائم في الجامعة العربية، السفير قيس العزاوي في تصريحٍ صحافي لـquot;إيلافquot; من القاهرة اليوم، بيان الجامعة العربية حول تطورات الأوضاع الحالية في بلاده، بالمتوازن وقال إن الجامعة حريصة بشكل كبير على ما يجري في العراق، خاصة بعد أن تحول حاضنة للعرب إثر ترؤسه للقمة العربية في دورتها الحالية، واستضافته بنجاح خلال الأشهر الأخيرة لمؤتمرات عربية عدة حول الإسكان والتعمير والبيئة وكتابة الدستور، وأوضاع الأسرى والمعتقلين العرب والفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، quot;ولذلك فمن حق إخوتنا العرب أن يقلقوا على أي تطورات سياسية يشهدها العراق وعلى الوفاق الوطني فيهquot;.

وأوضح العزاوي أن مساعد الأمين العام للجامعة العربية أحمد بنحلي، قد ناقش معه الأزمة السياسية في العراق، وأكد على ضرورة المباشرة بحوار وطني بين المكونات العراقية، انطلاقاً من حقيقة تأثير الوضع العراقي وانعكاساته على الأوضاع العربية.

ورداً على سؤال حول ما اذا كان بيان الجامعة العربية قد جاء إثر مبادرة من أمانتها العامة، أم بدفع من قوى أو دول عربية بذاتها، أشار العزاوي إلى أنه من الطبيعي أن يكون هناك قلق عربي وإقليمي من أي تطورات في العراق، خاصة وأن هناك جهات ترى في أخذ العراق لمكانته العربية والاقليمية والدولية تأثيراً على دورها وتأثيرها في المنطقة برمتها.

وقال رئيس الوزراء نوري المالكي في خطاب له أمس لمناسبة الذكرى 92 لتأسيس الجيش العراقي،
إن التنافس الإقليمي والإستقطاب الموجود في المنطقة quot;وما يحيط بنا من توتر طائفي أخذ يلقي بظلاله الثقيلة على العراق، وأصبحت قواتنا لا تقاتل جماعات إرهابية أو إجرامية معزولة، بل نقاتل جماعات مدعومة بتيارات فكرية تكفيرية خطيرة تعج بها المنطقة حاليًاquot;.

وأضاف quot;أن نجاة العراق تكمن في عزل أنفسنا عن هذه التيارات التي تعصف في المنطقة وليس في محاولة الاستعانة بها من طرف ضد الطرف الآخر، وأن الاستقواء بهذا الطرف الإقليمي لإضعاف طرف عراقي داخلي، يعدّ عملاً خطيرًا يفتح ابواب الشر عليناquot;. وأشار إلى أن الدول quot;لا تبحث عن مصالحنا ولا تبحث عن مصالح هذه الجماعة القومية أو الدينية أو المذهبية العراقية أو تلك، إنها تبحث عن مصالحها وما يخدم هذه المصالح وهي مستعدة لدعم أي جماعة تضع نفسها في هذا السياق مهما كانت النتائجquot;.

وأوضح قائلاً: quot;نحن اليوم أمام منعطف خطير هل نحن بمستوى المسؤولية فنتخذ قرارنا بانفسنا بناءً على ما تقتضيه مصالحنا كعراقيين ومصالح بلدنا، بعيداً عن تأثير الآخرين ومصالحهم. أم أننا نعمل كامتداد لهذا الطرف الاقليمي أو ذاك؟ واذا بقينا نتطلع إلى خارج الحدود ونراهن على هذا الطرف الاقليمي أو ذاك فسوف لن نجلب لبلدنا وأهلنا وانفسنا سوى الدمار والمآسيquot;.

الجامعة تطالب العراق باطلاق حوار جدي لارساء دعائم المصالحة

وكانت الجامعة العربية أعربت أمس عن قلقها من الأزمة السياسية التي يشهدها العراق، مطالبة بمعالجة أسباب الاحتقان الراهن وإطلاق حوار جدي لإرساء دعائم المصالحة الوطنية الشاملة وتعزيز وحدة العراق أرضاً وشعباً.

وناشدت الأمانة العامة للجامعة الحكومة العراقية والسياسيين والمراجع الدينية في بيان quot;بذل جميع الجهود للحفاظ على العراق وإبعاده عن إثارة النعرات الطائفية المقيتة، وروح الانتقام البغيضةquot;. واوضحت quot;أنها توجهت في إطار حرصها على استقرار العراق ووحدته، بنداء أخوي إلى الحكومة العراقية برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي، وإلى الطبقة السياسية العراقية وجميع القوى المؤثرة من مراجع دينية وكتل سياسية وشيوخ عشائر ومنظمات أهلية، إلى وضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار، وبذل كل الجهود للحفاظ على العراق وإبعاده عن إثارة النعرات الطائفية المقيتة وروح الانتقام البغيضة التي عانى منها الأمرين quot;.

وأعربت الجامعة عن قلقها إزاء التطورات المقلقة التي يشهدها العراق، والذي يوشك هذه الأيام على دخول السنة الثانية لانسحاب القوات الأجنبية من أراضيه، وتحقيق سيادته الكاملة على أرضه، واستعادة مقاليد أموره، وعودته ركنًا فاعلاً في منظومة جامعة الدول العربية بعد نجاحه في تنظيم القمة العربية الثالثة والعشرين ، وتبوّء مكانته لقيادة دفعة العمل العربي المشترك على مدى سنة كاملة quot;. واشارت إلى أنه quot;في هذا الجو المفعم بالأمل لتعافي العراق وتجاوز تداعيات الحرب وويلاتها، تبرز حالياً بوادر صراع مؤسف بين شركاء العملية السياسية قد تمتد شرارتها إلى المساس بنسيج المجتمع العراقي quot;.

وطالبت الجامعة بـquot;معالجة أسباب الاحتقان الراهن، وإطلاق حوار جدي لإرساء دعائم المصالحة الوطنية الشاملة، وتعزيز وحدة العراق أرضاً وشعباً، والتوجه نحو المستقبل لبناء عراق قوي، عراق ديمقراطي تعددي توافقي واستثمار ثرواته المادية والبشرية لإعادة الاعمار وتحسين أوضاع المواطن العراقي، والتصدي لحل الأزمات العالقة بما فيها نقاط التماس بين المحافظاتquot;. وقالت quot;إن العراق مقبل على استحقاق مهم يتمثل في إجراء انتخابات مجالس المحافظات المقررة في شهر نيسان المقبل ما يتطلب توفير مناخ الاستقرار والهدوء وإعادة الثقة بين شركاء العملية السياسية لإنجاح هذه الانتخابات واستكمال بناء مؤسسات الدولة العراقية الحديثة والقوية quot;.

وأكدت الجامعة العربية أنها تقف إلى جانب العراق لإنجاح المسار الديمقراطي وأنها سوف لا تألو أي جهد لمساعدته في تجاوز مظاهر الاحتقان السياسي الراهنquot;. وعبّرت الجامعة عن أملها في quot;أن يتمكن العراق من تجاوز أزمته السياسية الراهنة من خلال التوافق بين كافة القوى السياسية والوطنية ليحتل مكانته اللائقة في الساحة العربيةquot;.

ومن جهته، قال نائب الامين العام للجامعة العربية السفير احمد بن حلي إن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اجرى اتصالاً هاتفيًا مع وزير خارجية العراق هوشيار زيباري اطمأن خلاله على تطورات الاوضاع هناك.

وأضاف في تصريح صحافي أن quot;الامين العام أجرى مشاورات مع ممثل العراق في الجامعة تم خلالها بحث آخر تطورات الاوضاع فى ضوء استمرار احتجاجات عدد من المحافظات العراقية على الاوضاع السياسية والقانونيةquot;. وأشار بن حلي إلى أن الامين العام للجامعة العربية quot;اكد ضرورة وجود توافق بين جميع مكونات الشعب العراقي السياسية والدينية للخروج من الازمة الراهنةquot;.