شهدت ساحة التحرير وسط بغداد تظاهرات مؤيدة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، شارك فيها مئات من سكان العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية ومن الفرات الأوسط ردًا على تظاهرات محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى.


عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: تظاهر المئات من سكان شيعة صباح اليوم السبت دعمًا لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورداً على تظاهرات الأنبار.

تجمع المتظاهرون من محافظات وسط وجنوب العراق في ساحة التحرير وسط بغداد، مرددين شعارات تُدين حزب البعث وخطاب عزة الدوري نائب الرئيس العراقي السابق، الذي هاجم فيه المالكي والمكوّن الشيعي، إضافة إلى تصريحات النائب عن القائمة العراقية أحمد العلواني، المتهم بشتم الشيعة وتشبيههم بالخنازير والعمالة لإيران.

ورفع المتظاهرون العلم العراقي الجديد مستنكرين رفع علم النظام العراقي السابق، واتهموا بالخيانة كل من يرفع العلم السابق الذي بات يعرف بعلم البعث، حسب وصفهم.

تحدث عدد من المتظاهرين لوسائل إعلام محلية عن استحالة تحقيق معظم مطالب متظاهري الأنبار، وخاصة المتعلقة منها بالمادة الرابعة الخاصة بتهم الإرهاب واجتثاث البعث.

وتشهد محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى وبعض مناطق بغداد ذات الغالبية السنية منذ 25 كانون الأول/ديسمبر 2012 تظاهرات، شارك فيها علماء دين وشيوخ عشائر ومسؤولون محليون للمطالبة بإطلاق سراح السجينات والمعتقلين ومقاضاة quot;منتهكي أعراضquot; السجينات، وتغيير مسار الحكومة والعفو العام عن جميع السجناء والموقوفين وإلغاء قانون المساءلة والعدالة، الذي يعرف بقانون اجتثاث البعث، مع مطالب أخرى تؤكد الحكومة استحالة تحقيق بعضها، فيما ترى أن بعضها الآخر يقع على عاتق البرلمان. وتم إطلاق سراح عدد من السجينات.

خرجت تظاهرات مضادة في المحافظات الجنوبية وفي بعض مناطق بغداد تؤيّد حكومة المالكي، وتدعو إلى الوحدة الوطنية، كما ترفض إلغاء قانون المساءلة والعدالة والمادة الرابعة من قانون مكافحة quot;الإرهابquot;، كان آخرها أمس في النجف.

وفي الأنبار تسرّبت أنباء عن حضور وفد عشائري رفيع مرسل من قبل رئيس الوزراء العراقي إلى الأنبار للاتفاق على إنهاء الاعتصامات والتظاهرات وفتح الطرق الدولية.

وقال موقع quot;المسلةquot; نقلاً عن الشيخ عماد الدليمي، أمس الجمعة، إن وفدًا من عشائر جنوب العراق وصل إلى ساحة اعتصام المتظاهرين، مبينًا أن الوفد مخوّل من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي إنهاء الأزمة والاستماع إلى مطالب المتظاهرين.

وأوضح الدليمي أن quot;هذه الخطوة تأتي لإيجاد حلول مرضية، تفضي بإنهاء الاعتصام وفتح الطريق الدولي وفتح قنوات اتصال مباشرة بين الحكومة والمعتصمين لضمان عدم تطور الموقفquot;.

وأضاف أن quot;الوفد سيجري محادثات مكثفة مع منظمي الاعتصام والحكومة المحلية في الأنبار لإطلاعهم على توصيات رئيس الوزراء نوري المالكي بشأن إيجاد الحلول المرضية لمطالب المعتصمين من أجل إنهاء الأجواء المتشنجة التي تمر بها محافظة الأنبارquot;.

من جانب آخر، أكد مصدر برلماني، اليوم السبت، أن رئاسة مجلس النواب قررت تأجيل الجلسة السادسة، التي كان من المقرر عقدها اليوم، إلى يوم الاثنين المقبل، عازيًا السبب إلى إعطاء المجال أمام اللجان البرلمانية لتقديم القوانين المهيأة للتصويت.

وقال المصدر في حديث إعلامي إن quot;رئاسة مجلس النواب العراقي قررت تأجيل الجلسة السادسة من الفصل التشريعي الثاني للسنة التشريعية الثالثة، التي كان من المقرر عقدها اليوم، إلى الاثنين المقبل المصادف 14 كانون الثاني/يناير الحاليquot;.

وعزا المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، سبب تأجيل الجلسة إلى quot;إعطاء المجال أمام اللجان البرلمانية لتقديم القوانين المهيأة للتصويت، كقانوني العفو العام والمحكمة الاتحاديةquot;. حيث يتسبب هذان القانونان بخلافات عدة بين الكتل السياسية.

يذكر أن التظاهرات انطلقت في محافظة الأنبار، غربًا، في الخامس والعشرين من الشهر الماضي ردًا على اعتقال عناصر من فوج حماية وزير المالية رافع العيساوي بتهم إرهابية في العشرين من الشهر نفسه. ولم تفلح كل المحاولات في إنهائها. وتم رفع سقف مطالب المتظاهرين مع مرور الوقت. كما انطلقت تظاهرات مضادة في مناطق متفرقة من بغداد ومحافظات الفرات الأوسط والجنوب، تندد بالشعارات الطائفية، وتؤيد رئيس الحكومة نوري المالكي.