فيما أعلنت فرنسا اليوم مواصلة ضرباتها الجوية على مواقع المجموعات المسلحة الاسلامية في مالي، قتل المسؤول الكبير في جماعة quot;انصار الدينquot; المسلحة عبد الكريم، المعروف باسم quot;كوجاكquot;، في المعارك التي جرت في الايام الماضية.
باريس: شن الطيران الفرنسي غارات الاحد على قواعد للمقاتلين الاسلاميين في معقلهم في مدينة غاو ما اجبرهم على اخلائها، كما افاد سكان في هذه المدينة الواقعة في شمال مالي ومصدر امني.
وقال احد السكان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس quot;حصلت نحو عشر ضربات في غاو وقرب غاو. تم تدمير كل قواعد الاسلاميينquot;. واكد مصدر امني في المنطقة لوكالة فرانس برس ان quot;ابرز قواعدquot; الاسلاميين في غاو ومحيطها quot;لم تعد صالحةquot; نتيجة الغارات الفرنسية.
واعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان ان اربع مقاتلات فرنسية من نوع رافال شنت الاحد غارات جوية استهدفت محيط مدينة غاو في شمال مالي، ودمرت معسكرات تدريب ومخازن للمجموعات الاسلامية المسلحة المنتشرة في هذه المنطقة.
وقال الوزير الفرنسي في بيان quot;نفذت هذه المهمة اربع مقاتلات من نوع رافال اقلعت من فرنسا وهي بذلك تعزز الغطاء الجوي الفرنسيquot; في المنطقة.
وأكد لودريان أن الضربات الجوية الفرنسية على مواقع المجموعات المسلحة الاسلامية في مالي مستمرة صباح الاحد. وقال الوزير quot;هناك غارات باستمرار، ويجري شن غارة في هذا الوقت، كما شنّت غارات ليلاً وستكون هناك غارات غدًاquot;، مؤكدًا أنه quot;لم يتم بالكامل وقفquot; تقدم المجموعات المسلحة.
وقد وصلت قوات فرنسية من ساحل العاج وتشاد الى باماكو السبت في اطار التعزيزات التي امرت باريس بارسالها الى مالي، حيث تشن منذ الجمعة عملية عسكرية لمؤازرة القوات الحكومية ضد الاسلاميين الذين يسيطرون على شمال هذا البلد.
وتواجه القوات العسكرية الفرنسية في مالي مجموعات اسلامية quot;مجهزة ومدربة بشكل جيدquot;، وتمتلك quot;معدات حديثة متطورةquot;، كما افاد مقربون من الرئيس فرنسوا هولاند الاحد.
وقال هذا المصدر quot;في البداية، كان يمكننا الاعتقاد أن الامر يتعلق ببعض الجنود المرتزقة على متن عربات تويوتا وبعض الاسلحةquot;.
واضاف quot;تبين أنهم في الواقع مجهزون بشكل جيد ومسلحون ومدربون بشكل جيدquot;، لافتًا الى أن المجموعات الاسلامية quot;استولت في ليبيا على معدات حديثة متطورة اكثر صلابة وفاعلية مما كنّا نتصورquot;.
وتابع المصدر نفسه أن quot;ما صدمنا بقوة هو حداثة تجهيزاتهم وتدريبهم وقدرتهم على استخدامهاquot;. واضاف أن هذه المجموعات quot;اظهرت كيف يمكنها الحاق الضرر بمروحية واصابة قائدها اصابة قاتلةquot;، في اشارة الى قائد مروحية قتالية فرنسية اصيب اصابة قاتلة الجمعة اثناء تدخل ضد رتل كان يتوجه الى مدينتين في جنوب مالي هما موبتي وسيفاريه.
وبحسب وزارة الدفاع الفرنسية، فقد قتل هذا العسكري برصاصة من سلاح خفيف بيد مقاتل اسلامي بينما كان في مروحية من طراز غازيل.
إلى ذلك قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاحد ان الجزائر سمحت للطائرات الفرنسية بعبور اجوائها في طريقها لضرب اهداف للجماعات الاسلامية في مالي.
وقال فابيوس ردا على سؤال لقناة quot;ال سي ايquot; الاخبارية ان quot;الجزائر سمحت بالتحليق فوق اراضيها من دون شروطquot;. وقصفت طائرات رافال فرنسية انطلقت من فرنسا مواقع للاسلاميين المتطرفين في شمال مالي.
مقتل مسؤول كبير من جماعة quot;انصار الدينquot;
إلى ذلك، قتل المسؤول الكبير في جماعة quot;انصار الدينquot; المسلحة عبد الكريم المعروف باسم quot;كوجاكquot; في المعارك التي جرت في الايام الماضية في مالي بين الجيش المدعوم من القوات الفرنسية والمجموعات الاسلامية المسلحة، كما افاد مصدر امني اقليمي الاحد.
وقال المصدر الامني إن quot;المقاتلين الاسلاميين تعرضوا لنكسة حقيقية مع مقتل عبد الكريم المعروف باسم كوجاكquot;، مضيفًا أن هذا المسؤول الكبير في جماعة انصار الدين قتل في المعارك التي جرت الجمعة والسبت بين الجيش المالي والاسلاميين في كونا بوسط مالي.
واوقعت هذه المعارك 11 قتيلاً وستين جريحًا في صفوف الجيش المالي، بحسب رئيس مالي ديونكوندا تراوري. وقتل ضابط فرنسي قائد مروحية ايضاً. ولم تصدر أي حصيلة عن حجم الخسائر في صفوف الجهاديين، لكن الجيش المالي تحدث عن مقتل نحو مئة اسلامي في كونا.
وجماعة انصار الدين هي احدى المجموعات الاسلامية المسلحة التي تحتل شمال مالي منذ حزيران/يونيو مع الجهاديين في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا. وتدعو كل هذه الجماعات الى تطبيق الشريعة التي ترتكب باسمها العديد من التجاوزات.
وتضم جماعة انصار الدين خصوصًا افرادًا من الطوارق الماليين مثل زعيمها اياد اغ غالي وعبد الكريم وهو احد افراد قبيلة ايفورا (شمال شرق مالي) البالغ من العمر نحو اربعين عامًا.
وكان عبد الكريم انضم الى انصار الدين بعدما كان الرجل الثاني في الجماعة التي يتزعمها العضو في حركة تمرد الطوارق ابراهيم اغ باهانغا الذي يقاتل السلطات في باماكو والذي قتل في اب/اغسطس 2011 في ظروف غامضة في حادث في شمال شرق مالي.
وحدة النخبة في الدرك الفرنسي لحماية السفارة الفرنسية في مالي
إلى ذلط انتشر نحو عشرة دركيين من وحدة النخبة في الدرك الفرنسي منذ اسبوع في محيط السفارة الفرنسية في باماكو لتعزيز امن السفير والمقار الدبلوماسية الفرنسية، كما افاد مصدر قريب من الملف الاحد.
وينتمي عناصر وحدة الدرك هذه الى قوة الحماية الامنية في مجموعة التدخل في الدرك الوطني، كما اوضح المصدر نفسه.
وانتشر عناصر اخرون من مجموعة التدخل في الدرك الوطني ايضا في سفارة فرنسا في بانغي (افريقيا الوسطى).
ويقوم دركيون من مجموعة التدخل في الدرك الوطني بتعزيز امن سفارات فرنسا في الخارج في حال حصول اضطرابات في الدول المعنية.
إرجاء قمة استثنائية لدول غرب أفريقيا
من جهة ثانية اعلن وزير الاندماج الافريقي في ساحل العاج علي كوليبالي الاحد انه تم ارجاء القمة الطارئة لرؤساء دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا حول مالي الى 19 كانون الثاني/يناير بعدما كانت مقررة في 16 منه.
وقال كوليبالي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة غرب افريقيا، لفرانس برس ان quot;قمة رؤساء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا المخصصة للوضع في مالي ستعقد في 19 كانون الثاني/ينايرquot;، من دون الادلاء بتفاصيل اضافية.
وعلى دول غرب افريقيا ان تشكل قوة تدخل ضد المقاتلين الاسلاميين الذين يحتلون شمال مالي تنفيذا لقرار مجلس الامن الذي اجاز تشكيل قوة من 3300 جندي تحظى بدعم لوجستي غربي.
واجاز رئيس مجموعة دول غرب افريقيا، رئيس ساحل العاج الحسن وتارا الجمعة الارسال الفوري لقوات الى مالي دعما للجيش المالي في هجومه على الاسلاميين.
ووصلت طواقم عسكرية من دول غرب افريقيا الى مالي، في مقدمها فريق من سلاح الجو النيجيري وقائد القوة الافريقية المقبلة الجنرال شيسو عثمان عبد القادر.
وسترسل نيجيريا اكبر كتيبة افريقية الى مالي تضم 600 عنصر، فيما التزمت كل من بوركينا فاسو والنيجر والسنغال المشاركة في القوة الافريقية عبر ارسال 500 جندي.
المانيا تستبعد ارسال جنود الى مالي وتدعو الى حل سياسي
استبعد وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الاحد ارسال جنود المان لقتال الاسلاميين في مالي ودعا الى حل سياسي لإنهاء العنف فيما تقاتل القوات الفرنسية الاسلاميين في البلد الأفريقي.
ورحب فسترفيلي بـquot;تمكن الجيش المالي بدعم من فرنسا والدول الأفريقية من وقف الاسلاميينquot;.
واضاف في بيان quot;من حق فرنسا الاستجابة لطلب المساعدة من الحكومة المالية الا أن نشر قوات المانية مقاتلة في ذلك البلد ليس محل نقاشquot;.
واكد فسترفيلي أن المانيا ستقرر ما اذا كانت ستشارك في بعثة الاتحاد الاوروبي لتدريب القوات المالية عند اكتمال خطة نشر تلك البعثة، داعيًا الى حل الازمة من خلال الوساطة السياسية.
وقال إن quot;التوصل الى حل دائم للنزاع في مالي لا يمكن أن يتم الا من خلال حل سياسي يشتمل على عودة النظام الى جميع انحاء مالي والاخذ في الاعتبار مخاوف الشمال المبررةquot;.
التعليقات