آخر تحديث: السبت 12 يناير 2013 - ساعة: 01:25

شنّ الجيش المالي مدعوما بطائرات فرنسية الجمعة هجوما مضادا لاستعادة مدينة كونا في وسط البلاد التي استولت عليها حركتا الجهاد والتوحيد وأنصار الدين. وأعلنت الحكومة المالية الطوارئ، فيما تعهّد الرئيس الفرنسي التصدّي للإرهاب.



باماكو، باريس، وكالات: أعلن ضابط في الجيش المالي لوكالة فرانس برس أن القوات الحكومية المالية وحلفاءها تمكنوا الجمعة بفضل الهجوم المضاد الذي شنوه من quot;وقفquot; تقدم المسلحين الإسلاميين المتشددين الذين يسيطرون منذ تسعة اشهر على شمال مالي ويحاولون الزحف باتجاه الجنوب.

وقال الكابتن عمر داو ومقره مدينة موبتي في وسط البلاد إن quot;الجيش المالي مدعوما بقوات اجنبية أوقف تقدم الإسلاميين. نحن نواصل الهجومquot;.

وتشهد المنطقة معارك بين القوات العسكرية والمسلحين الإسلاميين الذين شنوا هجوما واسع النطاق انطلاقا من المناطق التي يسيطرون عليها في شمال البلاد بهدف الاستيلاء على المزيد من المدن الواقعة جنوبا والتي تسيطر عليها القوات الحكومية.

وأضاف الكابتن داو أن الاسلاميين quot;لم يتقدموا. لا بل لقد تراجعوا. نحن الآن في الميدانquot;.

وتعذر مساء الجمعة الاتصال بأيٍّ من سكان كونا للتحقق من الجهة التي تسيطر على هذه المدينة الواقعة في وسط البلاد والتي سيطر عليها الإسلاميون الخميس قبل أن يشن الجيش المالي هجوما مضادا صباح الجمعة في محاولة لاستعادتها.

وافاد صحافي في وكالة فرانس برس ان الاتصالات الهاتفية في المنطقة متعذرة على نطاق واسع، في حين أكد العديد من سكان موبتي لفرانس برس مساء الجمعة أن مدينتهم لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إن مقاتلات فرنسية نفذت غارات جوية ضد مواقع للمسلحين الإسلاميين في مالي، في إطار جهود باريس العسكرية لتوفير الدعم للقوات الحكومية المالية، وذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، عن بدء العمليات.

ونفى فابيوس وجود قوات نيجيرية وسنغالية إلى جانب الوحدات الفرنسية التي تقوم بعمليات دعم الجيش المالي، دون أن يتضح حجم القوة الفرنسية المشاركة.

وكان هولاند قد قال الجمعة إن الجيش الفرنسي: quot;قدم المساعدة للقوات المالية بمواجهة العناصر الإرهابيةquot; على حد تعبيرها، مضيفا: quot;هذه العملية ستستمر بقدر ما يحتاجه الأمر،quot; متعهدا إطلاع الشعب الفرنسي على اتجاه الأحداث.

وأضاف هولاند أن مالي تتعرض لـquot;عدوان عناصر إرهابية في الشمالquot; مضيفا أن العالم بأسره quot;يعي وحشية تلك العناصر وتطرفهاquot; مشيرا إلى أن وجود دولة مالي بات مهددا، وكذلك أمنها وأمن شعبها وقرابة ستة آلاف مواطن فرنسي على أراضيها.

وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى بالإجماع في ديسمبر/كانون الأول الماضي القرار رقم 2085 لعام 2012، والذي يأذن بنشر بعثة دعم دولية في مالي بقيادة أفريقية لفترة أولية مدتها عام واحد، تتولى دعم البعثة السلطات المالية في استعادة مناطق الشمال وquot;الحدّ من تهديد المنظمات الإرهابية بما في ذلك تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة الوحدة والجهاد.quot;

وسبق ذلك بأسابيع تهديد تنظيم quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot; لفرنسا ورئيسها هولاند والدول الأفريقية - ومن بينها الجزائر - من سياسة التوجه إلى الحرب التي دعت إليها فرنسا، والتي تهدف إلى quot;تقسيم مالي والبلاد الإسلاميةquot; كما حدث في عدة بلدان عربية، وفقا للتنظيم.

وبدأ سريان حال الطوارئ الجمعة في مالي حيث يشن الجيش هجوما على المجموعات الإسلامية المسلحة كما أعلنت الحكومة.

وقال المتحدث باسم الحكومة مانغا دمبيليه للصحافيين إن القرار اتخذ خلال اجتماع طارئ لمجلس الوزراء quot;بسبب الوضع القائمquot;. من جانبه اوضح وزير إدارة الاراضي موسى سينكو كوليبالي ان هذا الإجراء quot;دخل فورا حيز التنفيذ على جميع الاراضي الوطنيةquot;.

وأعلن رئيس مالي بالوكالة ديونكوندا ترواري في رسالة الى الأمة مساء الجمعة quot;التعبئة العامةquot; متوعدا المجموعات الاسلامية في شمال البلاد بquot;رد قاس وواسعquot;، وذلك بعيد قيام الجيش المالي بشن هجوم على هذه المجموعات مدعوما بإسناد عسكري فرنسي وأفريقي.

وقال الرئيس تراوري quot;بصفتي رئيسا للجمهورية بالوكالة وقائدا أعلى للقوات المسلحة وإزاء التطورات الأخيرة على صعيد العمليات العسكرية ليس امامي من خيار سوى إعلان التعبئة العامة حول جيش مالي العظيم للتصديquot; لزحف المسلحين الإسلاميين quot;حتى وان اقتضى ذلك التضحية بالنفسquot;.

واضاف quot;قلت وأكرر أن الحرب ليست خيارنا لأن السلام ودائما السلام هو خيارنا. إلا انهم يفرضون الحرب علينا وسنوجه ضربة قاسية وشاملة لأعدائناquot;.

واعتبر ان quot;الوضع على الجبهة تحت السيطرة بشكل عام. ان قواتنا المسلحة ابناء هذا البلد يدافعون عن الوطن المهددquot;.

وكان الجيش المالي شنّ هجوما مضادا صباح الجمعة على المسلحين الاسلاميين في وسط مالي، بدعم من فرنسا وعدد من الدول الأفريقية لمنعهم من التقدم جنوبا نحو المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية.

لندن وبرلين تدعمان قرار باريس بمساعدة الحكومة المالية

أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة على موقع تويتر ان بلاده quot;تدعم القرار الفرنسي بتقديم مساعدة الى الحكومة المالية في مواجهة المتمردينquot;.

لكن مصدرا حكوميا بريطانيا اوضح لفرانس برس ان الأمر يتعلق quot;فقط بدعم سياسيquot;.

وقال المصدر quot;ليس هناك دعم عسكري، ولا طلب بدعم عسكري ولا خطة لدعم عسكري ولا دعم ماديّ من جانب المملكة المتحدةquot;.

وفي برلين، قال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي إثر المداخلة المتلفزة للرئيس الفرنسي إن quot;فرنسا تتحرك بناء على طلب الحكومة المالية. ان فرنسا تتحرك وفق قاعدة (القانون الدولي)quot;، مذكرا بأن المانيا ليست معنية بطلب باماكو.

واضاف فسترفيلي أن quot;الخطط الأوروبية عن احتمال (إرسال) بعثة تدريب لقوات الامن المالية وضرورة (اطلاق) عملية سياسية لم تتبدلquot;.

وتابع quot;على المجموعات المتشددة المتمردة أن توقف هجماتها على سلامة أراضي الدولة الماليةquot;.

وكان فسترفيلي دعا في وقت سابق في بيان الى quot;تكثيف الجهود السياسيةquot; لحل الأزمة في مالي.

من جهته، نفى وزير الدفاع الالماني اي وجود للقوات الالمانية في مالي، نافيا معلومات صحافية تحدثت عن وجود قوات عسكرية فرنسية والمانية في هذا البلد.

واشنطن تعلن انها تتقاسم الاهداف نفسها مع فرنسا

أعلن البيت الابيض الجمعة ان الولايات المتحدة تتقاسم مع فرنسا الاهداف نفسها في مالي، وذلك بعيد قيام فرنسا بتقديم الدعم للهجوم المضاد الهادف الى وقف تقدم المجموعات الإسلامية من شمال البلاد الى جنوبها.

وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي تومي فيتور لفرانس برس quot;لقد أخذنا علما بقيام حكومة مالي بطلب المساعدة ونتقاسم مع فرنسا الهدف المتمثل بمنع الإرهابيين من الاستفادة من موقع لهم في المنطقةquot;.

وأعلن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة تفكر في مد يد العون لفرنسا في العملية العسكرية التي بدأتها الى جانب قوات الحكومة المالية ضد المسلحين الإسلاميين.

وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه ان quot;الجيش الاميركي يدرس إمكانية تزويد القوات الفرنسية في مالي بمعلومات استخباراتية وتموين في الجو وأشكال اخرى من الدعمquot;، موضحا خصوصا ان البحث يتركز على توفير طائرات استطلاع من دون طيار.

واشار الى ان العسكريين الفرنسيين يدرسون مروحة كبيرة من الخيارات بما فيها quot;دعم لوجستي وتكثيف التعاون الاستخباري، ما سيرتب مشاركة طائرات أميركية من دون طيار للمراقبةquot;.

واوضح أن مسؤولين رسميين فرنسيين في باريس ونظراءهم من الولايات المتحدة ودول حليفة تجري محادثات مكثفة بشأن خطة عمل في مالي، مذكرا بان القوات المسلحة الاميركية تملك قواعد جوية في ايطاليا واسبانيا يمكن استخدامها في تموين الطائرات الفرنسية بحال دعت الحاجة.

دول غرب أفريقيا تسمح بإرسال قوات في شكل فوري

سمح رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا الجمعة بارسال قوات بشكل فوري الى مالي، وفق ما افاد بيان للمنظمة.

وأورد البيان الذي وقعه رئيس ساحل العاج الحسن وتارا الذي يتولى الرئاسة الدورية للمنظمة الافريقية التي مقرها في أبوجا أن quot;الرئيس الدوري، بعد التشاور مع نظرائه وانسجاما مع القرار 2085 الصادر عن مجلس الامن، يقرر السماح بإرسال قوات على الأرض في شكل فوري في إطار القوة الدولية لدعم مالي، وذلك لمساعدة الجيش المالي في الدفاع عن سلامة الأراضيquot;.

ويأتي هذا القرار بعد اعلان الجيش المالي ان قوات نيجيرية وسنغالية وفرنسية تشارك في القتال الى جانب الجيش المالي ضد الجماعات الاسلامية في وسط البلاد.

وفي بيانها، اعربت المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا التي تضم 15 دولة عن quot;قلقها البالغ حيال تدهور الوضع في مالي، وخصوصا محاولة قوات احتلال إرهابية السيطرة على مدينة كونا والتقدم نحو الجنوب حيث مواقع للقوات المسلحة الماليةquot;.

ولم تدل المجموعة بتفاصيل إضافية عن كيفية نشر قواتها.