يبدو أن اثنتين من الناشطات الكرديات الثلاث اللاتي قتلن رميًا بالرصاص في العاصمة الفرنسية كانتا موظفتين هامتين بداخل الجناح الألماني لحزب العمال الكردستاني والمحققون الألمان كانوا يحققون معهما.


القاهرة: رغم أن واقعة مقتل ثلاث ناشطات كرديات في باريس الأسبوع الماضي ما زالت تشكل لغزاً، إلا أن مجلة دير شبيغل الألمانية نجحت في إماطة النقاب عن تفاصيل مرتبطة بعلاقاتهن بألمانيا، مفيدةً بأن المحققين الألمان كانوا يحققون مع اثنتين منهن.

وتبين أن اثنتين من هؤلاء الناشطات المنتميات إلى حزب العمال الكردستاني واللواتي لقين حتفهن رمياً بالرصاص قبل أسبوع في العاصمة الفرنسية كانتا موظفتين هامتين في داخل الجناح الألماني للحزب المحظور، وكانتا تخضعان للتحقيق في ألمانيا.

نشاطات إجرامية محتملة

وأشارت دير شبيغل إلى أن النائب العام الألماني كان ينظر في النشاطات الإجرامية المحتملة التي كانت تقوم بها ساكين كانسيز وليلى سويليميز اللتان عثر عليهما مقتولتين إلى جانب امرأة ثالثة في مركز المعلومات الكردي في باريس يوم الخميس الماضي.

وكان يشتبه في أن هؤلاء الناشطات يدعمن إحدى المنظمات الإرهابية في الخارج. وكان معروفًا أن كانسيز تعتبر شخصية هامة في طاقم حزب العمال الكردستاني الموجود في شمال ألمانيا، تلك الجماعة الكردية الانفصالية التي تعتبرها تركيا ومعظم الدول الغربية منظمة إرهابية. كما كانت عضواً في المؤتمر الوطني الكردي في بروكسل.

اعتقال كانسيز

وسبق للسلطات الألمانية أن ألقت القبض على كانسيز في آذار (مارس) عام 2007 في داخل مقهى في أحد أحياء هامبورغ بموجب مذكرة اعتقال دولية أصدرتها تركيا، غير أن محكمة الاستئناف المحلية في المدينة قد مالت إلى عدم تسليمها.

وقضت المحكمة في ذلك الوقت بأن الاتهامات التي تم توجيهها إلى كانسيز تتسم بالغموض الشديد. ومع هذا، بدأ المحققون في هامبورغ في الوقت نفسه بالتحقيق بخصوص الدور الذي كانت تقوم به في حزب العمال الكردستاني.

وبدأ ينظر المحققون الفيدراليون القضية في العام 2008. ومن الجدير ذكره أن كانسيز، التي تربطها صلة وطيدة بزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون حالياً عبد الله أوجلان، كانت قد قضت ما يقرب من 12 عاماً في سجن ديار بكر بتركيا، المشهور بأساليب التعذيب النظامية التي تقع هناك، ثم خرجت بعد ذلك لتصبح واحدة من أبرز ممثلي الحزب في القارة الأوروبية.

وحصلت كانسيز على حق اللجوء من فرنسا في العام 1998، لكن كان يعتقد خلال الفترة الأخيرة أنها تقضي بعض الوقت في المنطقة الكردية الموجودة في شمال العراق.

سويليميز هربت إلى ألمانيا

ثم مضت المجلة تشير إلى أن علاقة سويليميز بألمانيا قد بدأت في تسعينات القرن الماضي، حين لاذت بالفرار إلى هناك رفقة أسرتها.

وخلال إقامتها في مدينة هالي الواقعة شرق البلاد، قامت بدراسة الهندسة وكانت عضواً نشطاً بفرع الشباب التابع لحزب العمال الكردستاني. ومع هذا، فقد توقفت عن دراستها قبل بضعة أعوام، وذلك على ما يبدو لكي تتمكن من أن تولي كامل تركيزها على أنشطتها السياسية.

غموض العملية

وبينما بقي من غير الواضح من الذي وقف على وجه التحديد وراء عملية إطلاق الرصاص الغامضة التي وقعت قبل بضعة أيام، فإنه من المحتمل أن تلقي تلك الجريمة التي راح ضحيتها هؤلاء الناشطات الكرديات الثلاث بظلالها على الجهود التي تم بذلها مؤخراً بشأن المصالحة بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني.

وقالت المجلة إن البعض يشك في أن عمليات القتل هذه لم تكن سوى محاولة لإيقاف محادثات السلام، رغم أنه ما زال من غير الواضح من الجهة التي وقفت وراءها، في الوقت الذي يوجه فيه الطرفان اللوم لكليهما الآخر بخصوص تلك الجريمة.

وقد تجمع خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي ما يقرب من 1500 شخص من كافة أنحاء أوروبا، معظمهم أكراد يعيشون في ألمانيا، في باريس للمطالبة بتحقيق العدالة بخصوص تلك الجريمة.

وقد طالب رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان، في كلمة متلفزة له يوم السبت الماضي، بضرورة أن تكشف السلطات الفرنسية عن ملابسات تلك الجريمة على الفور، منتقداً في الوقت نفسه منح اللجوء لكانسيز.