بعدعامين على اندلاع ثورة الياسمين التونسية، يواجه حزب النهضة الإسلامي مجموعة من التحديات القوية يرفعها بوجهه حلفاء الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، الذين يصرون على أن الحكومة تفتقر إلى الكفاءة.


لفتت صحيفة غارديان البريطانية إلى الموقف الدفاعي الذي تتبناه الحكومة التونسية بقيادة حزب النهضة في مواجهة الصعاب المفروضة عليها.

وقالت الصحيفة إنه في ظل التقدم الضعيف للغاية الذي تحرزه على صعيد مواجهة المستويات المزمنة للبطالة، فإنها تواجه تحديًا قويًا بشكل متزايد من جانب حزب نداء تونس الجديد، الذي يقوده السياسي المخضرم الباجي قائد السيبسي، الذي كان من الشخصيات البارزة في السنوات الأولى خلال فترة حكم بن علي.

عجز قيادي

أكد قادة الحزب الجديد أن الساسة الإسلاميين أثبتوا عجزهم عن إدارة دولة حديثة، وقالوا إنهم يتحدثون نيابةً عن الذين يخشون من أن يعيد النهضة صياغة المجتمع التونسي وفق طريقته الإسلامية.

لكنّ منتقدي الحزب يصفونه بالذئب في ثياب حمل، محذرين من أنه يمثل أحد تقاليد الاستبداد الذي يتطلع الآن للعودة من جديد. وأوردت غارديان في هذا السياق عن سلمى اللومي الرقيق، وهي سيدة أعمال وعضو مؤسس في حزب نداء تونس، قولها: quot;لسنا ضد الإسلاميين لكنهم لا يمثلون كل التونسيين، ولا تاريخ البلاد الذي يشكل مفترق طرق للعديد من الثقافات والحضارات. كما شعرنا بعد الفوز الذي حققه الإسلاميون في أول انتخابات تجرى عقب الثورة بأنه لا بد من توازن لانتقال ديمقراطي حقيقيquot;.

أضافت الرقيق: quot;الحزب الجديد يتطلع لتوحيد القوى الديمقراطية في تونس، ويؤمن بأن البلاد سوف تدفع ثمنًا باهظًا للغاية في ظل تلك الأزمة الاقتصادية الحالية، إذا ما تم إقصاء شخصيات سابقة من التجمع الدستوري الديمقراطي، حزب الرئيس المخلوع بن علي، من الحياة السياسية quot;.

تصالحي جدًا

في المعسكر الإسلامي، يتعرض رشيد غنوشي، رئيس حزب النهضة، لانتقادات شديدة من قبل من يعتبرونه تصالحياً للغاية تجاه تيارات الإسلام السلفي الأكثر تحفظًا.

وقال بعض أفراد حزب النهضة إن موجة التوتر الأخيرة قبيل الذكرى السنوية لثورة الياسمين، قد حفزها أشخاص يعارضون التشريع الذي يمنع الأعضاء السابقين في حزب التجمع الدستوري الديمقراطي من الترشح للانتخابات أو المشاركة في الحكومة خلال السنوات العشر المقبلة.

وهذا ينطبق على من ساعد النظام السابق على الاستمرار في السلطة، بغض الطرف عن الفساد أو بالمشاركة في العلاقات العامة للنظام، وفقًا لما قاله زياد عذاري، وهو محامٍ وعضو جمعية حزب النهضة.

وأوردت عنه غارديان في هذا الشأن قوله: quot;التحول الديمقراطي أمر هش. فرجال الأعمال الذين استفادوا من نظام بن علي بقوا بعد زواله، وهم قادرون الآن على تمويل الجماعات المناهضة للثورة، والتظاهرات والحملات الانتخابية، وإثارة المشكلات والاضطراباتquot;.