أدت سلسلة اعتداءات وقعت صباح اليوم في بغداد وشمال العراق إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. ووقع أعنف هذه الاعتداءات في كركوك على مسافة 240 كلم شمال بغداد، حيث قتل 15 شخصًا وأصيب 140 بجروح جراء تفجير انتحاري.


تعرضت مقرات لحزبي الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في شمال البلاد لتفجيرات، اليوم الاربعاء، أوقعت العشرات من القتلى والمصابين.

ففي مدينة كركوك (255 كم شمال شرق بغداد) قتل 15 شخصًا واصيب أكثر من 140 آخرين بتفجير استهدف مقرًا للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني.

وقال مصدرأمني إن 15 شخصاً قتلوا فيما اصيب 140 آخرون بجروح بينهم عناصر من قوات البيشمركة الكردية، اضافة الى عدد من المدنيين فيما الحقت اضرار مادية كبيرة بالمنازل والمحال التجارية.

وأشار إلى أن سيارات الاسعاف سارعت الى مكان الحادث لنقل الجرحى الى اقرب مركز صحي لتلقي العلاج اللازم. وقال إن المنطقة التي وقع فيها الانفجار تضم عدداً من مقرات منظمات المجتمع المدني التابعة للأحزاب الكردية .

كما تسبب تفجير سيارتين مفخختين قرب مقر للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني بمدينة طوزخرماتو شمال بغداد في مقتل 8 من قوات البيشمركة الكردية وفقد 3 وإصابة أكثر من 30 آخرين.

وقال مصدر أمني عراقي إن حوالي 40 من عناصر البيشمركة الكردية سقطوا بين قتيل وجريح فيما الحقت اضرار مادية كبيرة بعدد من المنازل والمحال القريبة لدى تفجير سيارتين مفخختين استهدفتا مقر حزب طالباني وسط مدينة طوزخرماتو.

وأضاف أن quot;سيارات الاسعاف والشرطة هرعت إلى المكان ونقلت القتلى والجرحى إلى مستشفى القضاء وطوقت مكان الحادث الذي يشهد محيطه تحشدات عسكرية من قبل قوات الجيش العراقي والبيشمركة.

ومن جهة اخرى، أصيب مدني بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكب تشييع النائب عن القائمة العراقية عيفان العيساوي الذي اغتيل الاثنين بتفجير انتحاري في الفلوجة. وقال مصدر إن عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب الطريق في الشارع العام في منطقة العامرية في الفلوجة في محافظة الانبار الغربية انفجرت اثناء مرور موكب تشييع العيساوي مما ادى الى اصابة احد المشيّعين بجروح وحرق سيارته المدنية بالكامل.

وأضاف أن العبوة استهدفت السيارة الاولى من الموكب الذي ضم العديد من الشخصيات السياسية والنيابية والعشائرية ومسؤولين من محافظة الانبار ،ولم يتعرض أي منهم الى الأذى جراء الانفجار. وكان النائب عن القائمة العراقية عضو لجنة الامن والدفاع النيابية عيفان العيساوي قد قتل الاثنين في تفجير انتحاري عندما وصل الى ساحة المتظاهرين في الفلوجة سيرًا على الاقدام برفقة حمايته حيث قام انتحاري بتفجير نفسه، مما ادى الى مقتل العيساوي واثنين من افراد حمايته.

وقد دان رئيس مجلس النواب اسامة عبدالعزيز النجيفي quot;التفجيرات الاجرامية البشعة التي طالت المواطنين الابرياء في محافظات عدة من العراقquot;. وأكد في تصريح صحافي تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه أن quot;التفجيرات الاجرامية التي طالت المواطنين الابرياء والشخصيات الوطنية العشائرية والسياسية في مناطق عدة من البلاد.. الغرض منها اثارة البلبلة والشقاق بين ابناء البلد الواحد، وأن الاستهدافات البشعة وغير الاخلاقية التي تكررت كثيرًا وراح ضحيتها المئات من ابناء العراق لابد ان تنتهي لينعم المواطن بالامانquot;.

وأضاف أنه quot;من المفترض أن تكون أجهزتنا الامنية اكثر استعدادًا وجاهزية لصد مثل هذه الهجمات التي تحصد ارواح الابرياء مراراً وتكرارًا، ونطالبهم ببذل الجهود لملاحقة المنفذين والقبض عليهم وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادلquot;.

وتعاني كركوك من اضطرابات عرقية تتعلق بمصيرها حيث يطالب الاكراد بضمها الى اقليمهم الشمالي الذي يحكمونه منذ عام 1991 فيما يرفض عربها وتركمانها ذلك ويدعون لجعلها اقليمًا مستقلاً بذاته.

وتأتي هذه الحوادث وسط توتر أمني وطائفي تشهده البلاد إثر خروج تظاهرات احتجاج في محافظات عراقية منذ ثلاثة اسابيع لمطالبة الحكومة بتنفيذ العديد من الاجراءات التي تتعلق بالعملية السياسية والمعتقلين واجتثاث البعث.