تسود مدينة كركوك العراقية الشمالية الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الحكومتين المركزية والكردستانية حالة رعب وغضب، إثر قتل وحرق معلمين تركمانيين وقتل عربي وولديه. وبالإضافة إلى التوتر،ظهرت دعوات للتسلح للدفاع عن النفس.


منذ يومين تواصل فعاليات تعليمية ومجتمعية تظاهرات واحتجاجات إثر توسع عمليات القتل والترهيب التي تشهدها مدينة كركوك (255 كم شمال شرق بغداد)، والتي يقطنها حوالي نصف مليون نسمة هم خليط من التركمان والاكراد والعرب والمسيحيين وتتصدر المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل، والتي كادت الخلافات حولها أن تفجّر نزاعًا مسلحاً بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية خلال الايام القليلة الماضية.

تظاهرات وإضراب إثر خطف وقتل وإحراق معلمين

وشارك المئات من معلمي كركوك ومعهم الطلبة في تظاهرة حاشدة مطالبين وزارة التربية بحمايتهم من الاعتداءات بعد قتل وحرق اثنين من زملائهم مهددين بعدم الاستمرار بالعمل في حال عدم توفر الوزارة وسائل الحماية لهم.

كما قام طلبة وشباب من المدينة بقطع الطريق المؤدي إلى مديرية تربية كركوك للتعبير عن غضبهم الشديد بعد مقتل المعلمين التركمانيين مطالبين بفتح تحقيق عاجل حول الحادث والقاء القبض على الجناة وتسليمهم للعدالة.

ويهدد المتظاهرون بتنفيذ اعتصام كبير وايقاف الدراسة نهائياً إن لم تقم الحكومتين المحلية والمركزية بتوفير الحماية للمناطق التركمانية في مدينتي كركوك وطوز خورماتو بعدما شهدتا مؤخراً انفجارات عنيفة ادت إلى مصرع اكثر من 20 تركمانيًا وجرح حوالي 100 آخرين وهدم عدد من المنازل واحراق العديد من سيارات المواطنين التركمان.

وطالب حزب quot;تركمان ايليquot; بتشكيل قوات من التركمان تتولى مسؤولية حماية مناطقهم بالتعاون والتنسيق مع الاجهزة الامنية العراقية الأخرى.

وأضاف الحزب في بيان اليوم قائلاً إنه مع استمرار quot;نزيف الدم التركماني في العراق منذ أعوام جراء استهدافهم من جانب القوى الارهابية الغاشمة والتي استهدفت طيلة الاعوام الماضية العديد من المدن والبلدات ذات الغالبية التركمانية في البلاد بعمليات إرهابية اجرامية، ومع استمرار عجز القوى الامنية المتواجدة في تلك المناطق عن توفير الحماية لأبناء المكون التركماني ومن اجل درء خطر الهجمات الارهابية عنهم، فإننا نناشد الجهات المعنية في الدولة العراقية باتخاذ جميع الاجراءات الكفيلة بحماية أبناء المكون التركماني ومن ضمنها السماح بتشكيل قوات منهم لتتولى مسؤولية حماية مناطقهم بالتعاون والتنسيق مع الاجهزة الامنية العراقيةquot;.

مقتل رجل وولديه من عرب كركوك

وإضافة إلى حرق المعلمين، فقد عثرت قوة امنية مساء الاثنين على جثث لأب وولديه ينتمون إلى قبيلة العبيد العربية التي تسكن المحافظة كانوا اختطفوا قبل ذلك من قرية في قضاء الحويجة (55 كلم غربي كركوك) في الحادث الثاني من نوعه الذي تشهده كركوك خلال يومين بعد خطف.

وقد وجدت جثث الثلاثة مصابة بطلقات نارية ومرمية في أحد المنازل على بعد 25 كلم إلى الشرق من مركز القضاء وهي تعود إلى فلاح يدعى علي سلمان وولديه تم اختطافهم من امام منزلهم وهم يعملون كسبة.

وتعد محافظة كركوك من المناطق المتنازع عليها في قسمها الاكبر ومشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي وكان وصول حشود من الجيش العراقي والبيشمركة إلى مواقع تابعة لها قد زاد من التوتر الذي تعيشه المحافظة التي تعاني اصلاً من توتر أمني وسياسي.