تفجيرات كركوك

غداة مقتل وإصابة العشرات في مدينة كركوك العراقية الشمالية الغنية بالنفط بانفجار ست مفخخات فقد طالب ممثلو مكونات المدينة بالسيطرة على مداخل ومخارج المدينة من خلال إحاطتها بالسيطرة العسكرية محملة القوات الأمنية مسؤولية هذه التفجيرات وحذرت من تفجيرات جديدة خلال عيد الفطر، الأمر الذي يتطلب وضع خطط أمنية جديدة قادرة على تجنيب سكانها الموت بالمتفجرات.


خلال مؤتمر صحافي في مقر الجبهة التركمانية العراقية في كركوك (255 كم شمال بغداد) قال رئيس الجبهة التركمانية النائب أرشد الصالحي إن التركمان أحد مكونات سكان المحافظة الذين يقارب عددهم المليون نسمة يتعرضون للخطف والقتل والتهديد مؤكدًا أن الوضع يسير نحو التدهور في حين لا يوجد اي اهتمام جدي من الحكومة المركزية.

وأكد انه يتم استغلال الوضع في كركوك والمناطق المختلف عليها في مساومات وحيث تمتد يد الارهاب الى اعدام الشباب التركمان في ناحية امرلي مع ازدياد حالات الخطف والتهديد. واضاف ان كل من يقول ان مثل هذه الجرائم تعم الجميع في كركوك فهو على خطأ لان الانفجارات تشمل الجميع لكن الاغتيال والخطف والقتل هو موجه فقط ضد المكون التركماني.

وفي موضوع الملف الأمني أوضح الصالحي قائلا quot; بحثت الوضع مع محافظ كركوك وأبدينا قلقنا وطلبنا عقد اجتماع طارئ لمجلس المحافظة بمشاركة نواب المحافظة من التركمان والعرب والكرد. وطالب بالسيطرة على نقاط الدخول والخروج من وإلى كركوك والتي هي تحت امرة الفرقة 12 وقيادة الشرطة quot;حيث اننا لا نريد دخول غرباء الى كركوك وان على التركمان والاكراد والعرب والمسيحيين سكان المدينة التكاتف كي لا ندع فرصة للارهاب لتفريق الشمل لاننا نمر بمرحلة حساسةquot;.

وحذر من ان هروب السجناء من سجن كركوك نجم عنه استغلال سيئ من قبل الإرهاب quot;لذا ينبغي مراجعة كافة الخطط الأمنية لان لدينا ضعفًا استخباراتيًا حتى أصبحنا نتخوف من عدم قيام الاجهزة الأمنية باتخاذ الاجراءات اللازمةquot;.

وحول زيارة وفد الجبهة الى تركيا قبل ايام قال رئيس الجبهة ان هذه الزيارة كان مخططا لها من قبل ان يزور وزير الخارجية التركي داوود اوغلو كركوك لان الجبهة تسعى لان تكون عنصر تواصل بين العراق وتركيا.

وأشار إلى أنّ زيارة داوود اوغلو الى كركوك فسرت بشكل خاطئ حيث انها لم تكن زيارة سياسية بل كانت ودية للاطلاع على ما تحتاجها كركوك من اعمال عمران quot;لذا فعلى الكتل السياسية فهم الزيارة على هذه الشاكلةquot;.

وعن حل قضية كركوك المتنازع عليها والتي يطالب الاكراد بضمها الى اقليمهم الشمالي بالضد من ارادة التركمان والعرب فيها قال الصالحي quot;إن حل مشاكل المناطق المختلف عليها يتم بشكل ودي حيث اننا لا نتخوف من التطبيق العادل للمادة الدستورية 140 حول هذه القضية دون جلب الغرباء الى كركوك وانه لا يمكن الحل الا بالجلوس على طاولة واحدة نحن التركمان مع من يمثل الاكراد وكذلك من يمثل العرب وعند ذلك سنصل الى اتفاق.

ومن جانبها طالبت الكتلة العربية في مجلس محافظة كركوك بعقد جلسة استثنائية لمجلس المحافظة لوضع خطة أمنية خلال أيام عيد الفطر وفيما حملت الأجهزة الأمنية مسؤولية التفجيرات التي شهدتها كركوك اليوم، دعت إلى إعادة النظر بقادة الأجهزة الأمنية في المحافظة.

وقال رئيس الكتلة محمد الجبوري إن quot;الأجهزة الأمنية قد أطبقت الحصار على محافظة كركوك منذ أكثر من خمسة أيام، ومع هذا شهدت المحافظة عدة تفجيرات اليوم في مناطق متفرقة منهاquot;، مطالبا بـquot;عقد جلسة استثنائية لمجلس المحافظة لوضع خطة أمنية خلال أيام عيد الفطرquot;. وحمل الجبوري في تصريح نقلته وكالة quot;السومرية نيوزquot;الأجهزة الأمنية quot;مسؤولية التفجيرات التي شهدتها المحافظة اليومquot;، متوقعا quot;وقوع تفجيرات أخرى في المحافظة إذا لم تكن هناك إجراءات أمنيةquot;.

وأكد الجبوري ضرورة quot;تشديد السيطرات بالكامل من حدود كركوك وداخلها وإجراء عمليات تفتيش داخل إحيائهاquot;، داعيا إلى quot;إعادة النظر في قادة الأجهزة الأمنية في المحافظة وتبديل التشكيلة الحاليةquot;. وقد قتل عشرون شخصا على الاقل واصيب نحو 120 اخرين بجروح في سلسلة هجمات ضربت عشر مدن عراقية اليوم في مقدمها كركوك التي ضربتها ست مفخخات متفجرة.

ففي كركوك قال العميد في الشرطة سرحد قادر ان quot;ستة من عناصر الشرطة قتلوا واصيب 25 شخصا اغلبهم من الشرطة بجروح في هجوم انتحاري استهدف مقر مديرية مكافحة الارهاب في ناحية داقوق (45 كلم جنوب كركوك)quot;.

وقال مصدر رفيع في شرطة كركوك في وقت سابق ان quot;ست سيارات انفجرت في مدينة كركوك ما ادى الى مقتل مدني واصابة عشرين شخصا بجروح بينهم عدد من عناصر الأمنquot;. وأكد مدير صحة محافظة كركوك الطبيب صديق عمر رسول ان quot;مستشفيات كركوك تسلمت جثث ثمانية قتلى و56 جريحا جراء الهجمات التي وقعت في مدينة كركوك وناحية الداقوقquot;.

ومن جانبه أكد العقيد عبد الله كاظم من شرطة كركوك الذي اصيب بجروح في ساقه اليسرى جراء انفجار احدى السيارات المفخخة في منطقة عرفة شمال المدينة، وقوع احتراق عدد كبير من السيارات جراء الانفجار. وتحدث سامي حسن احد عناصر الأمن الاكراد اصيب في تفجير سيارة عند مطعم في حي الماز شمال مدينة كركوك، قائلا quot;شاهدت عددا كبيرا من الجرحى ورجلا مسنا فارق الحياةquot;.

وتابع بعصبية quot;لا ندري ماذا يريد هؤلاء الارهابيون. الضحايا الذين سقطوا اليوم من جميع العراقيين عرب واكراد وتركمان ومسيحيينquot;. وفي هجوم آخر اعلن مصدر في الشرطة quot;انفجار عبوتين ناسفتين استهدف منزل ضابط في الشرطة برتبة نقيب ما ادى الى مقتل شقيقه واصابة اربعة بينهم النقيب بجروحquot;. ووقعت الانفجارات في ناحية الدبس (50 كلم شمال غرب كركوك) حيث يسكن النقيب. وأكد مصدر طبي في مستشفى كركوك تلقي جثة شخص واربعة جرحى جراء الهجوم.

وفي ناحية الطوز (175 كلم شمال بغداد) قال مقدم في الشرطة ان quot;ثلاث عبوات ناسفة استهدفت صباح اليوم منزل مختار احد الاحياء ويدعى مشتاق البياتي ما ادى الى مقتل زوجته واصابته وثلاثة من ابنائه بجروحquot;. وأكد مصدر طبي في مستشفى الطوز تلقي جثة زوجة المختار ومعالجته وابنائه الثلاثة.

وعادة ماتشهد محافظة كركوك أعمال عنف شبه مستمرة من قبل الجماعات المسلحة تستهدف عناصر الأجهزة الأمنية والمدنيين، بالإضافة إلى تسجيل الكثير من حوادث القتل التي تندرج في غالبيتها في إطار النزاعات بين مكوناتها اضافة الى الخلافات العشائرية أو الشخصية.

ورغم انخفاض العنف عن معدلاته مقارنة بموجة العنف بين 2006 و2008 ما زالت اعمال العنف حدثا يوميا في العراق. وقتل 325 شخصا جراء هجمات في عموم العراق خلال تموز (يوليو) الماضي الذي اعتبر الاكثر دموية منذ اب (اغسطس) عام 2010.