أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم أنّ مطالب المحتجين في المحافظات العراقية مشروعة ويجب تنفيذها لكنه دعاهم الى عدم السماح لأي طرف بسرقتها وتجييرها لقضيته أو مشروعه السياسي.. بينما شكلت عشائر كربلاء لجانًا لزيارة المحافظات المحتجة لتدارس سبل الخروج من الأزمة الراهنة وتوحيد الصف الوطني ونبذ الطائفية.


أشار رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم إلى ضرورة عدم الوقوف على الحياد في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد معتبرًا ذلك quot;خطيئة لا تغتفرquot; وقال في كلمة خلال الحفل التأبيني في بغداد للذكرى 25 لاغتيال النظام السابق للشخصية الدينية السياسية مهدي الحكيم أمس إن quot;قدر الشعب أن يتعايش مع بعضه البعض وقدر من يحكم أن يكون مستوعبًا للجميع ومنفتحًا عليهم.

وحذّر من تحول ما اسماه بالانسداد السياسي إلى انسداد اجتماعي ومناطقي. وأشار إلى أنّه لايمكن اختزال المشكلة في طرف واحد بل الجميع يتحملون المسؤولية لأنه يجب منح حقوق المواطنين وليس منة من احد بل هو حق لهم وهذا ما أكدت عليه المرجعية الدينية في بيانها الاخير.

ودعا الحكيم المتظاهرين إلى عدم السماح لأي جهة تريد تجيير مطالبهم لمصالحها الشخصية مطالبًا الحكومة بالإسراع بتنفيذ المطالب المشروعة للمتظاهرين. وشدد على أنquot; قدر هذا الوطن هو أن يكون شعبه متوحدًا والحكم فيه يجب أن يتساوى به الجميعquot;.

ووجه خطابه إلى المتظاهرين قائلاً إن quot;مطالبكم مشروعة ويجب على الحكومة الاستماع لها وتنفيذهاquot;.. كما دعا المتظاهرين في الانبار والموصل وصلاح الدين إلى عدم السماح لأي جهة أو أحد بمحاولة سرقة مطالبهم المشروعة وتجييرها لقضيته ومشروعه، وعدم السماح لأي أحد أن يتلاعب بمشاعرهم، وطالبهم بالابتعاد عن رفع الشعارات التي تحاول الإساءة إلى الآخرين.

وناشد الحكيم الحكومة تنفيذ المطالب المشروعة للمتظاهرين وأن تعطي لكل ذي حق حقه وأن تكون حيادية في سياستها وأن تجعل المصلحة العليا فوق مصالح الأخرى مشيرًا إلى أنّ المرحلة التي يمر فيها العراق حساسة وضيقة.

وأضاف أن المجلس الاعلى الاسلامي العراقي يعمل مع شركائه في التحالف الوطني على ايجاد مخرج للوضع المتأزم في البلاد مؤكدًا أن المقياس الحقيقي لانهاء الأزمة هو التنازل عن المواقف المتشددة وجعل الوطنية فوق جميع المصالح.

وقال quot;كلي ثقة في رجال الدين وشيوخ العشائر في تلك المحافظات من أنهم يدركون هذا جيدًا ويسعون إلى تعزيز اللحمة الوطنيةquot;. وشدد على أنه quot;ينبغي أن يكون كل طرف على استعداد للتنازل عن مواقفه المتشددة من اجل العراق وماعدا هذا فإن الوطنية تصبح كلمات منمقة لا فائدة لها quot;.

عشائر كربلاء تبحث مع الأنبار إنهاء الأزمة

هذا، وأعلن عدد من عشائر كربلاء تشكيل لجان لزيارة المحافظات التي تشهد اعتصامات وتظاهرات معارضة لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لتدارس سبل الخروج من الأزمة الراهنة وتوحيد الصف الوطني ونبذ الطائفية ودعم الدولة في فرض الأمن والنظام.

وخلال مؤتمر عشائري في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) تم توجيه رسالة quot;تضامن مع المتظاهرين في مطالبهم المشروعةquot;. وقال رئيس ائتلاف العراقية الوطني في كربلاء المنظم للمؤتمر عبد الأمير الحميري إن quot;المؤتمر يهدف إلى حث أبناء العشائر العراقية على توحيد الصف الوطني ونبذ الطائفيةquot; مشيراً إلى أنّ quot;عشائر كربلاء تدعم الدولة في فرض الأمن والنظامquot;.

وأكد الحميري quot;وقوف عشائر كربلاء مع مشروع المصالحة الوطنية وتأكيدها ضرورة ايجاد الحلول السلمية للأزمة الراهنة ووأد الفتنة الطائفية ودعم مطالب الجماهير بحسب ما أقره الدستور والعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية بعيداً عن الإقصاء والتهميشquot; مؤكداً على أن quot;العراق لجميع أبنائه بمختلف أطيافهمquot;.

من جانبه، قال الشيخ سعد صفوك وهو من شيوخ عشائر كربلاء إن quot;المؤتمر يعقد بمشاركة جمع من الشيوخ والوجهاء في كربلاء وبعض المحافظات الأخرى لتأكيد الوحدة الوطنيةquot; مبيناً أن quot;المؤتمرين قرروا تشكيل لجان مشتركة لزيارة محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى، للقاء شيوخ عشائرها والتباحث معهم بشأن سبل معالجة الأزمة الحاليةquot;.

بدوره قال المنسق العام لرابطة شيوخ عشائر محافظة ديإلى الشيخ نوري شهاب إن quot;مشاركتنا في هذا المؤتمر جاءت من أجل حلحلة الأزمة والسعي لإيجاد الحلول الناجعة لها والقضاء على الفتنة التي يريد الأعداء إثارتها بين أبناء الشعب العراقيquot; لافتاً إلى أن quot;كربلاء ستكون منطلقاً لمبادرة رص الصف وتوحيد الكلمة ومحاربة الطائفيةquot;.

وأكد الأكاديمي ماجد الكرعاوي أن quot;أبناء كربلاء يقفون مع المتظاهرين في الأنبار وغيرها من المحافظات في مطالبهم المشروعة ويدعمون كل المواقف التي تعزز الوحدة والتلاحم بين أبناء الشعبquot; مطالباً السياسيين بضرورة quot;توحيد الكلمة والعمل على نصرة المظلومين ونبذ التفرقة لإعطاء رسالة لكل العالم بأن الشعب واحد ولا فرق بين العراقيين بمختلف أطيافهمquot;.

وكان الشيخ عبد المهدي الكربلائي معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني دعا خلال خطبة الجمعة الماضية الكتل السياسية إلى العمل على quot;التهدئة وعدم تسييسquot; الشارع العراقي لصالح جهة معينة.. وطالب الحكومة بضرورة quot;الاستجابة لمطالب المتظاهرين المشروعةquot; مشدداً على الأجهزة الأمنية ضرورة ضبط النفس وعدم الاصطدام معهم.

وكان المشاركون في quot;اللقاء الوطنيquot; الذي دعا إليه رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري اتفقوا الثلاثاء الماضي على اعتماد الحوار كأساس في حل المشاكل التي تعاني منها البلاد واعلنوا تشكيل لجنة مشتركة للتنسيق مع الحكومة بشأن المعتقلين في السجون ومعالجة باقي مطالب المتظاهرين.

وتشهد محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك منذ 21 من الشهر الماضي تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف جاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات وإطلاق سراحهم وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.