فيما انتقل ممثل الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر إلى كركوك والأنبار، حيث التقى ممثلي المعتصمين في الرمادي، مؤكدًا السعي لتقريب وجهات النظر بين المحتجين والحكومة التي طالبها بتنفيذ مطالبهم، أعلنت اللجان التنسيقية للمحتجين في محافظات عراقية شمالية وغربية، أنها ستنظّم مليونيات الجمعة المقبل تحت شعار quot;لا تراجعquot; في العديد من مدن البلاد، للمطالبة بالإصلاح، وإلغاء الإقصاء والتهميش وإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء.


لدى وصوله إلى الأنبار (120 كم شمال غرب بغداد) في أول زيارة من نوعها بحث ممثل الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر في الرمادي عاصمة المحافظة، مع محافظها قاسم الفهداوي ورئيس وأعضاء مجلس المحافظة في مطالب المحتجين المعتصمين في الرمادي والفلوجة، مؤكداً أنه يسعى إلى تقريب وجهات النظر بين المتظاهرين والحكومة من خلال الحوار البناء.

وشدّد على ضرورة العمل على عدم تصعيد المواقف، مشيراً إلى ضروة وضع الحلول المناسبة للأزمة الحالية في العراق، لضمان استقرار الأوضاع الأمنية، والابتعاد عن التصريحات التي تؤدي إلى مزيد من الاحتقان.

كما استمع كوبلر إلى مطالب المحتجين خلال لقائه عددًا من شيوخ ووجهاء الأنبار، وفي مقدمهم الشيخ أحمد ابو ريشة رئيس مؤتمر صحوة الأنبار والشيخ احمد عبد الملك السعدي حيث أكد لهم استعداد الأمم المتحدة العمل من اجل ايجاد حل ومخرج للأزمة بين المتظاهرين والحكومة من خلال ايجاد صيغة ترضي جميع الأطراف.

وقبل وصوله إلى الأنبار، زار كوبلر مدينة كركوك (255 كم شمال شرق بغداد) والتقى ممثلي مكونات المحافظة ومسؤوليها، وبحث مسألة إجراء الانتخابات المحلية فيها والمؤجلة منذ عام 2009. وقال كوبلر خلال مؤتمر صحافي إن quot;التظاهرات يجب أن تكون قانونية وأن يتم النظر في المطالب الدستوريةquot;.

واشار إلى ان quot;هناك مساعي جادة لإجراء الانتخابات في محافظة كركوك بوقتها من خلال اللقاءات التي نجريها مع القادة السياسيينquot;. وأكد بالقول إنquot; الأمم المتحدة تدعو إلى الحوار كونه الحل الأمثل للخروج من الأزمات، لا سيما التي تمر بها محافظة كركوكquot;.

ودعا كوبلر الحكومة العراقية إلى ضرورة تلبية مطالب المتظاهرين، مؤكدا أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ينظران إلى قضية كركوك على أنها تهم الجميع، معتبراً أن التظاهرات في المحافظات المجاورة لها تنعكس بشكل وآخر على كركوك. وشدد على أن quot;التظاهرات حق من حقوق العراقيين الدستورية، للتعبير عن آرائهم بالصورة التي تؤمن لهم مطالبهمquot; داعيا quot;الحكومة العراقية إلى تلبية مطالب المتظاهرين وأخذها على محمل الجد وأن تأخذ دورها في حل تلك القضاياquot;.

وأضاف كوبلر أنquot; قضية كركوك مهمة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، والجميع يراقب الأوضاع في العراقquot; موضحاً أنه quot;ناقش مع محافظ كركوك نجم الدين كريم، ونائبه راكان سعيد عدة ملفات سياسية منها الانتخابات والتظاهرات التي تشهدها محافظات عراقية متعددةquot;.

وأشار إلى أن quot;كركوك تعد قضية مهمة للمجتمع الدولي والأمم المتحدةquot;، مشيراً إلى أن quot;زيارتنا إلى كركوك هي لمناقشة الأوضاع العامة التي تحدث في العراق، ومنها التظاهرات الجارية في الأنبار وصلاح الدين ونينوى وتأثيرها على الأوضاع العامة في كركوكquot;.

وقال كوبلر إن quot;كركوك بحاجة إلى حل العديد من القضايا والملفات العالقة، وخاصة موضوع الانتخابات والحراك السياسي بخصوصها بين الكتل السياسية في كركوكquot; موضحا أن quot;رسالة الأمم المتحدة في العراق هي تقديم الدعم والمشورة وتقريب وجهات النظر والوقوف على مسافة واحدة من جميع العراقيين وحل القضايا التي تواجه العملية السياسيةquot;.

وشدد على أن quot;الأمم المتحدة لا ترى نوايا حقيقة لتجاوز المشاكل الموجودة في العراق على الرغم من وجود لجنة تعمل على حل بعض المطالب التي تقدم بها المتظاهرون في المحافظات العراقيةquot; مشيراً إلى quot;سلسلة اجتماعات عقدت مع الكتل السياسية والأطراف المعنية العراقية لوضع الحلول التي تحتاج إلى معالجات آنية وأخرى تحتاج إلى تشريعات قانونيةquot;.

وكان كوبلر أكد أمس خلال اجتماعه مع رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، قلق الأمم المتحدة البالغ من الأزمة التي يمر بها العراق، موضحاً انها لا ترى نوايا حقيقة لتجاوز المشاكل.

وخلال البحث في التطورات السياسية التي تشهدها البلاد أكد كوبلر أن quot;الأمم المتحدة ترى عدم وجود نوايا حقيقة لتجاوز المشاكل التي تمر بها البلادquot;. ودعا إلى ضرورة quot;إيجاد معالجات جدية للخروج من كل هذه الأزمات من خلال اللجوء إلى الحوار العاجل بين جميع الكتل السياسيةquot;.

وبدوره، دعا النجيفي الأمم المتحدة إلى quot;بذل مزيد من الجهود من أجل تطويق الأزمة السياسية الحالية، واحترام حقوق المتظاهرين والإسراع في تلبية مطالبهم بشكل مستعجل لأنها حقوق مشروعة ومطالب قانونيةquot;. وانتقد النجيفي عمل اللجان التي شكلتها الحكومة للنظر بمطالب المتظاهرينquot;.

وشدد على ضرورة أن تقدم الحلول الجذرية والواقعية للأزمة الحالية وعدم الاكتفاء بالحلول الجزئيةquot;.. معربا عن قلقه من quot;انحراف جزء من السلطة القضائية في العراق وتزايد حالات التعذيب في السجون العراقيةquot;.

وفي العاشر من الشهر الحالي عبّر كوبلر عن قلق الأمم المتحدة من استمرار الأزمة في البلاد وتدعو الحكومة إلى عدم التعامل بقوة مع التظاهرات وتؤكد حق المواطنين في التعبير عن مطالبهم وحقوقهم بطريقة سلمية.

المحتجون يعلنون تنظيمهم مليونيات الجمعة المقبل تحت شعار quot;لا تراجعquot;

أعلنت اللجان التنسيقية للمحتجين المتظاهرين منذ أسابيع في محافظات عراقية شمالية وغربية، أنها ستنظم مليونيات الجمعة المقبل تحت شعار quot;لا تراجعquot; في العديد من مدن البلاد للمطالبة بالإصلاح وإلغاء الإقصاء والتهميش وإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الابرياء.

وقالت اللجان في بيان صحافي اليوم حصلت quot;إيلافquot; على نسخة منه إنه تحل هذه الأيام ذكرى مولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، قائد أول ثورة ضد الظلم والطغيان وضد الفاسدين والمفسدين الرسول الذي أرسى مبادئ العدل والمساواة، والذي صبر في وقت ضعفه حتى ظفر بنصر الله وتأييده؛ quot;وبهذه المناسبة العطرة نبارك لشعبنا وأمتنا هذا المولد المطهر ونؤكد في الوقت نفسه ان الرسول هو خيمتنا الجامعة وهو القائد الذي يوحّدنا أجمعين تحت رايته المحمديةquot;.

وأضافت اللجان quot;نؤكد ان ثورتنا شعبية وليست فئوية او مذهبية قوّادها شباب العراق الثائر ولا دخل للسياسيين ولا للاحزاب السابقة وكذا اللاحقة.. هويتها عراقية وستبقى عراقية ولا يمثلها سوى المعتصمين في الساحات..ان الاعتصام يدخل شهره الثاني وكل يوم يزداد شباب العراق عزما وتصميما وثباتا حتى يحققوا ما خرجوا من أجله، وهذه الايام التي مضت أخذنا منها دروسا بليغة ومنها أن هذا النظام راكب لرأسه ولا يريد خيراً لهذا البلد ولا يلتفت لأبناء العراق الثائرين ليحقق مطالبهم، فالحوار معه لاينفع ولا حل إلا بإزالته بالطرق السلمية التي طالما اكدنا عليها: لذا فإننا نؤكد اننا مستمرون حتى نحقق غاياتنا ودعت اللجان الجميع quot;للخروج في الجمعة المقبلة تحت شعار (لا تراجع) حتى إسقاط هذا النظام الظالمquot;.

وقد وقع البيان كل من : شباب الثورة العراقية الكبرى وائتلاف ثورة 25 يناير واحرار عشائر العراق وتجمع شباب الأنبار وتجمع ثوار الفلوجة .

ومن جهته، أكد المفتي السني رجل الدين العراقي البارز الشيخ عبدالملك السعدي انه يُقرِّر نظافة التظاهرات ووطنيتها ومشروعيتها ولم يكن لها دعم من أيِّ جهة خارجية وإنَّما هو كرم عشائر العراق الذين يُقدِّمون الطعام للمتظاهرين بسخاء ورغبة.

وقال مكتب الشيخ السعدي في بيان تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه رداً على تصريحات فؤاد الدوركي النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي بأنَّ التظاهرات المناوئة للحكومة العراقية فقدت زخمها بسبب رفعها شعارات طائفية، مشيراً إلى ان الشيخ السعدي اعتذرعن قيادة التظاهرات بعد اطِّلاعه على خفايا الدعم الخارجي.. قال إن هذا التصريح quot;كذب وافتراء، وأنَّ التظاهرات لاتزال تشهد تزايدا في الأعداد وقوة صلابة في تحقيق مطاليب العراقيين المشروعة؛ وخير دليل على ذلك ما رآه العالم من ملايين العراقيين في كل محافظات العراق يوم الجمعة 18/1/2013م فقد تظاهر الملايين مطالبين بحقوقهم المشروعة ومُصمِّمين على وجوب تحقيقهاquot;.

واكد أن الشيخ السعدي quot;يُقرِّر نظافة التظاهرات ووطنيتها ومشروعيتها ولم يكن لها دعم من أيِّ جهة خارجية وإنَّما هو كرم عشائر العراق الذين يُقدِّمون الطعام للمتظاهرين بسخاء ورغبة، وقد كَذِبَ وافترى من يقول غير هذاquot;. واوضح ان مغادرة السعدي إلى خارج العراق كانت للعلاج quot;إذ ليس في العراق ما يُسعف علاج مرضه والكل يعلم ذلكquot;.

واضاف متسائلا quot;والعجب من هذا الدوركي كيف يكون نائبا أمينا عن كربلاء المُقدَّسة التي تضم الجُثمان الطاهر لسيدنا الحسين -عليه السلام- سيد شباب أهل الجنة وهو كذَّاب يفتري على الآخرين، وإذا كان في أعضاء دولة القانون بهذا المستوى الهابط الرخيص فحري بالشعب العراقي الأصيل أن يرفضهم ولا يسمح لهم بتمثيله في الحكومة أو البرلمانquot;. وقال quot;الكل يعلم أنَّ تظاهرات الجنوب كانت بالإكراه والإغراء بدليل أنَّ الشُرفاء من شيوخ عشائر الجنوب خرجوا وأيَّدوا المتظاهرين بكل ما يُطالبون به من حقوقquot;.

وأشار قائلا quot;إننا نُقاضي هذا الرجل الكذَّاب على افترائه، ونُطالب الحكومة العراقية - إن بقي فيها ذرة عدل- أن تُحاسبه على هذا التصريح غير المسؤول سوى أنَّه يريد أن يَفُتَّ بعضد المُتظاهرين الشُجعان، فنقول لهم: اصمدوا وطالبوا بحقوقكم والله معكم وكل شريف يؤيدكمquot;.

وتشهد محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديإلى وكركوك منذ 21 من الشهر الماضي تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف جاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات وإطلاق سراحهم وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.