انهالت أقلام النقد على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب النتائج التي وصفها البعض بالمخيبة في انتخابات الثلاثاء، ورغم أن البعض يتوقع تكليفه مجددا بتشكيل الحكومة، إلا أن عرشه سيكون مهزوزا.


القدس: بنيامين نتنياهو بطل اليمين الاسرائيلي الذي وصفته مجلة تايم الاميركية بquot;الملك بيبيquot; سيبقى من دون شك متربعا على عرش اسرائيل رغم النكسة الانتخابية غير المتوقعة التي تعرض لها.
ويعتبره العديد من المعلقين رئيس وزراء quot;ضعيفاquot; وتوقعوا له الكثير من الصعوبات بعد اعادة انتخابه.
ورأى المحلل السياسي حنان كريستال انه quot;يفتقر في هذه الحملة الى المبارزة الدموية والمثيرة التي كان من الممكن ان تحدث لو كان منافسه من عيار سلفه ايهود اولمرتquot;.
واعداء نتنياهو هم وسائل الاعلام المحلية وخاصة صحيفة هارتس اليسارية التي وصفته بانه quot;الاكثر آلية واصطناعا من بين رؤساء وزراء اسرائيلquot;.
ولا احد يشكك في اسرائيل بان زعيم حزب الليكود اليميني سيكون رئيس الوزراء المقبل رغم نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الثلاثاء وكانت اقل من توقعاته.
وبعد ان نجح في الافراج عن الجندي جلعاد شاليط، واقامة علاقة سلسة مع الكونغرس الاميركي، وابعاد بلاده عن تبعات الازمة الاقتصادية العالمية، فرض نفسه كطرف فاعل لا يمكن الالتفاف عليه في الساحة الدولية بعد ولاية اولى مثيرة للجدل (1996-1999).
ومع ذلك يتعرض quot;بيبيquot; (63 عاما) للنقد بسبب تردده (ويقال تحت تأثير زوجته الثالثة سارة) ومهاراته في quot;الخداعquot; اذ يبدو مستعدا للتراجع تحت الضغط، الا أن أنصاره يفسرون ذلك بالبراغماتية.
لكنه يبدو اقل شعبية على الصعيد الخارجي حيث وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بquot;الكاذبquot; في حديث خاص خلال قمة لمجموعة العشرين العام الماضي مع الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي رد عليه قائلا quot;ربما تكون قد مللت منه اما انا فيتعين علي ان اتعامل معه كل يومquot;.
وفي خطاب عنيف ندد الرئيس السابق لجهاز الامن الداخلي (شين بيت) يوفال ديسكن مؤخرا بquot;زعامة تتخذ قراراتها على اساس اوهام الهيةquot; وذلك بعد ما نسب لرئيس الوزراء من عزم على مهاجمة ايران.
وقال ديسكن quot;صدقوني، لقد راقبت عن كثب هؤلاء الاشخاص (نتنياهو ووزير دفاعه ايهود باراك) ولا اعتقد انهم على المستوى الكافي للفوز في حرب مع ايران. انهم اشخاص لا اتمنى ان يكونوا في موقع القيادة خلال حدث كهذاquot;.
ويرى نتنياهو، وهو حفيد حاخام وابن مؤرخ صهيوني متشدد توفي في الاونة الاخيرة عن مئة وعامين، في ايران quot;العماليقquot; الجدد، اعداء اليهود في التوراة. ويشبه التهديد النووي الايراني بالمحرقة.
وقد حذر في حديث لفرانس برس العام الماضي من ان quot;الربيع العربي يمكن ان يتحول الى شتاء ايرانيquot;.
ونتنياهو، القريب من مدرسة المحافظين الجدد الاميركية، امضى فترة شبابه كلها في الولايات المتحدة. وكان في 1996 اصغر رئيس وزراء لاسرائيل والاول الذي ولد بعد اعلان قيام الدولة عام 1948.
وquot;بيبيquot; المتحدر من نخبة اليهود الغربيين التي اسست دولة اسرائيل لا ينسى ابدا مقتل شقيقه الاكبر الكولونيل يوناثان quot;يونيquot; نتنياهو قائد وحدة النخبة خلال هجوم عنتيبي (اوغندا) على مجموعة كوماندوس من فلسطينيين والمان مؤيدين للقضية الفلسطينية عام 1976.
ولا يكف نتنياهو عن التنديد بquot;الارهاب الدوليquot; وquot;التطرف الاسلاميquot;.
ويعارض نتنياهو الذي يعد من الصقور انسحابا اسرائيليا من الضفة الغربية وتقسيما للقدس، كما يعارض قيام دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة، وان كان لا يفصح ابدا عن نواياه علنا.
وشعاره الدائم هو ان اسرائيل لن تتنازل ابدا لا بشأن quot;امنهاquot; ولا بشأن الاصرار على الاعتراف بها quot;كوطن قومي لليهودquot;.
يائير لابيد نجم تلفزيوني سابق وحامل لواء الطبقة الوسطى الاسرائيلية
فيما حقق يائير لابيد الصحافي والنجم التلفزيوني سابقا ذو الملامح الجذابة فوزا في الانتخابات التشريعية الاسرائيلية الثلاثاء عبر تقديم نفسه على انه حامل لواء الطبقات الوسطى.
واحدث الوسطي يائير لابيد (49 عاما) مفاجأة كبرى حين حل في المرتبة الثانية مع 18 او 19 نائبا وفرض نفسه شريكا لا يمكن تجاوزه في اي ائتلاف حكومي مستقبلي. وتوقعت آخر استطلاعات الرأي فوز لائحته بما بين 11 و 13 مقعدا.
وهو نجل وزير العدل السابق والصحافي السابق ايضا يوسف quot;توميquot; لابيد الذي ترأس حزبا علمانيا مناهضا بشدة لليهود المتطرفين quot;شينويquot;. وهذا الحزب حقق تقدما في 2003 عبر حصوله على 15 مقعدا قبل ان يتراجع لاحقا. وتوفي يوسف لابيد في 2008.
وبعد مسيرة مهنية في التلفزيون ترك يائير لابيد الذي كان احد كاتبي الافتتاحيات في صحيفة يديعوت احرونوت، الصحافة قبل سنة لكي يؤسس حزبا جديدا اطلق عليه اسم يش عتيد (هناك مستقبل) والتحضير للانتخابات التشريعية.
وركز حملته الانتخابية على حقوق العلمانيين والدفاع عن الطبقات الوسطى التي انهكت بفعل ارتفاع اسعار المساكن وعبرت عن ذلك عبر النزول الى الشوارع بكثافة في صيف 2011 وخصوصا في تل ابيب.
ويائير لابيد ولد في تل ابيب.
وقال في مطلع الشهر لصحيفة جيروزاليم بوست quot;نحن لسنا حزبا من وسط اليسار، نحن حزب وسط الوسط. نحن حزب الطبقة الوسطى الاسرائيليةquot;.
وفي حملته استهدف المتطرفين اليهود الذين لا يؤدون الخدمة العسكرية ولا يدفعون الضرائب قائلا انه يجسد دافعي الضرائب الذين خدموا في الجيش ثم عملوا كل حياتهم quot;ولا يمكنهم شراء شقة لاولادهم لان العبء لا يجري تقاسمه بمساواة مع الشرائح الاخرى في المجتمعquot;.
وهو يريد ان يؤدي الجميع الخدمة العسكرية من دون استثناء.
لكن حزبه يضم رغم ذلك نائبا من المتطرفين دوف ليبمان ونائبين من اصول اثيوبية ودرزيا ومنشقة عن حزب ميريتس اليساري ومسؤولا سابقا في الشين بيت (جهاز الامن الداخلي).
وفي تل ابيب في مقر حزب يش عتيد وعند اعلان النتائج عبر التلفزيون، كان هناك الكثير من الرجال بين الحشود الحاضرة يضعون القلنسوة وبعض النساء يغطين رؤوسهن.
لكن كان هناك ايضا العلم الذي يرمز الى قضية مثليي الجنس حيث ان يش عتيد هو quot;احد الاحزاب القليلة جدا في اسرائيل التي تدعم حقوقهمquot; كما قالت ناشطة.
ويائير لابيد ليبرالي ايضا على الصعيد الاقتصادي. وكتب في رسالة نشرتها صحيفة quot;تايمز اوف اسرائيلquot; على موقعها الالكتروني quot;تصوروا حكومة اسرائيلية تكون شفافة وأقل حجما ومسؤولة، تصوروا نظاما انتخابيا يتيح لاحزاب صغيرة الدخول الى الكنيستquot;.
كما انه يؤيد استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين من اجل التوصل الى quot;طلاق وديquot; بين الطرفين.
ويائير لابيد الذي يحظى بشعبية كبرى يمارس الفنون القتالية وكاتب روايات ايضا مثل والدته، ويهوى التمثيل ايضا.
تزوج للمرة الثانية من مصورة جميلة في الرابعة والاربعين من العمر تدعى ليهي ولهما ولدان، احداهما فتاة تعاني مرض التوحد.