ناشد توفيق عكاشة الرئيس محمد مرسي بتقديم الاستقالة، ناصحًا الإخوان المسلمين بالابتعاد عن العمل السياسي إن كانوا وطنيين. وأكد أن مصر أفلست بالفعل، وأن وزير المالية الاسبق يوسف بطرس غالي ظُلم بتقديمه للمحاكمة.
القاهرة: يثير الاعلامي المصري الدكتور توفيق عكاشة، صاحب قناة الفراعين الفضائية المُغلقة بحكم قضائي، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية بعد كل تصريح يدلي به. وقال في حديث خاص لـ quot;إيلافquot; إنه لن يتوقف عن إبداء رأيه بكل صراحة وجرأة في الوضع السياسي المصري، وما آلت له حالة الشعب من كوارث اقتصادية وأمنية. ولفت إلى أن وصفه شريحة من التيارات السياسية في مصر بالحيوانات جاء على خلفية معرفتهم بالحقيقة وابتعادهم عنها أو تجاهلها.
وعكاشة لا يوقف هجومه على الاخوان المسلمين والرئيس محمد مرسي، إذ دعاه إلى الاستقالة بعد انكسار مصر سياسيًا واقتصاديًا، مؤكدًا أن البلاد أفلست بالفعل، خلافًا لتطمينات مرسي وحوارييه في حكومة الدكتور هشام قنديل.
كما سلط عكاشة الضوء على العديد من القضايا الخلافية، ومنها إطلاعه على العديد من الاسرار، والكشف عنها استباقيًا للدوائر السياسية، على الرغم من أن الرأي العام استبعد أن ترى تلك الأسرار النور، إلا أنها ظهرت على أرض الواقع بالتفاصيل نفسها التي ذكرها وكرّرها أكثر من مرة عبر قناته قبل إغلاقها، أو عبر قنوات إعلامية اخرى.
وفي ما يأتي نص الحوار:
خلال فترة وجيزة، أصبحت من الشخصيات المثيرة للجدل السياسي والشعبي في مصر، ووصلت القضايا المرفوعة ضدك إلى ثماني وعشرين قضية، فما سرك؟
تجسد القضية الاخيرة، التي حصلت فيها على البراءة، الاتهامات عينها التي أواجهها في قضايا اخرى، والتي تجاوزت الرقم الذي تتحدث عنه. أما سر اثارتي للجدل فكامن في أنني أقول ما أراه، ولا أخشى رد فعل أي إنسان أو جهة، طالما أنني أؤمن برجاحة تفكيري. وعلى من يخالفني إثبات عكس ما أذهب فيه من آراء. وأؤكد أن القضايا المرفوعة ضدي امام القضاء في مختلف محافظات الجمهورية تهدف إلى إشغالي بالدفاع عن نفسي في أكثر من جهة.
أكدت نية الاطاحة بوزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي، واثرت المياه الراكدة حين جزمت بإقالة المشير حسين طنطاوي من وزارة الدفاع. أما زلت مصرًا على رأيك؟
نعم، ما زلت. تمت إقالة وزير الدفاع السابق المشير طنطاوي، وابلغت وزير الداخلية السابق احمد جمال بأنه سيُقال من منصبه، وصدقت توقعاتي الاستباقية للوزيرين. اما علاقتي بالفريق اول عبد الفتاح السيسي فكانت عبر اللواء حسن الرويني، الذي تجمعني به معرفة من خلال صداقات بين أبنائنا في النادي، وأبلغته عبر الشاشة بالمعلومة التي أملكها.
محاولات اغتيال
حاول الاخوان المسلمون اغتيالك كما قلت. هل تتهمهم لأنهم أخصامك السياسيون أم تملك أدلة تدينهم؟
تلقيت التهديد بالفعل من جماعة الاخوان المسلمين عبر رسالة تلقتها والدتي، فأنا لا أحمل هاتفًا خلويًا. وتعرضت لمحاولة اغتيال على خلفية مواقفي السياسية، إذ اطلق مجهولون ثلاثة رصاصات على سيارتي، لكنني نجوت من المخطط لعدم وجودي في السيارة، والتحقيقات ما زالت جارية في مكتب النائب العام. عرفت أن الاخوان هم المسؤولون من خطابهم لوالدتي، قالوا فيه انني نجيت من محاولة اطلاق الرصاص، لكن المرة القادمة ستكون مباشرة ولن انجو منها. ونصبوا كمينًا لزوجتي، الا أن احد قيادات الاخوان نصح بالتراجع عن الكمين، وقال: quot;لن نقتل امرأةquot;. ومنذ ايام قرأت في إحدى الصحف quot;نجاة عكاشة من محاولة اغتيالquot;، فعلمت من متن الخبر بوجود نية لاغتيالي عند مدينة الانتاج الاعلامي مرتين، لكن الاقدار لعبت دورها وفشلت الخلية التي تدعى quot;جماعة الفرقانquot;. ولانني ضد الدعاية الاعلامية، رفضت الحديث اعلاميًا عن محاولات اغتيالي، فأنا مؤمن بأنه ياتيكم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة.
قلت إن مصر خرجت من السيئ للأسوأ، فهل تتمنى عودة النظام السابق؟
لا اطلاقًا... صحيح أن مواقفي السياسية كانت تؤكد أن مصر خرجت من السيئ للأسوأ بعد ثورة 25 يناير، لكن ذلك لا يعني رغبتي في عودة النظام السابق. كما أن الظروف الحالية تشي بأن ما كنا فيه كان أفضل من الوضع الدراماتيكي الذي آلت اليه الأمور. أما ما أتمناه فهو نظام وطني حقيقي، يضم قيادت تعيد إلى ذكرياتنا شخصيات قيادية وطنية مثل الرئيس الراحل انور السادات وزعيم الامة جمال عبد الناصر، لا قيادات تعمل لحساب الامبريالية الاميركية.
تقييد الاعلام
ما رأيك في الدستور؟
الدستور الجديد لا يصلح في دولة بحجم مصر الاقليمي والدولي، فمفرداته وبنوده ومواده ركيكة، كما أن مفرداته اللغوية لا ترقى إلى المستوى اللغوي المناسب. ويحتوي على مصطلحات تحتمل الالتباس في معانيها، فضلًا عن أن الدستور الجديد يكبل حرية الاعلام والصحافة. فدستور 71 على سبيل المثال، كان يحتوي على فصل خاص بالصحافة، ويعتبرها سلطة شعبية، وهو الأمر الغائب في بنود ومواد الدستور الجديد. في الحقيقة، لم أندهش من موقف من قام على صياغة الدستور، خصوصًا في ما يتعلق بالصحافة والاعلام، لأن الاعلام نور. لكن تيارات الاسلام السياسي تؤمن بالظلام. ومن المستحيل أن يجتمع النور والظلام في آن واحد، ولعل ذلك كان سببًا مباشرًا في هجوم تلك التيارات على الاعلاميين، واتهامهم بأنهم سحرة فرعون ومثيري الفتن.
قلت: quot;أمامنا ألف عام لنصبح حميرًاquot;، ما اثار استهجان شريحة شعبية كبيرة، فما مبررات هذا التعبير؟
مشكلتي انني صريح جدًا، واخاطب الناس بلغة الشارع المصري، وأنا منه. وكان تشبيهي يحمل غُصة من عدم الاستجابة لتحذيراتي السياسية، خصوصًا عندما نبهت وانذرت الناس من خطورة الوضع الراهن، ومن وصول الاخوان للحكم. فأنا لا اقول ولا احذر الا من الحقيقة، ومن يعرف الحقيقة مني أو من غيري عليه الايمان بها. وللأسف الشديد نحن لا نؤمن بالحقيقة الا بعد أن نكتوي بنيرانها ونتجرع مرارتها.
وما الحقيقة التي تحدثت عنها او حذرت منها ولم نعرفها الا بعد الاكتواء بنارها ؟
إنها الحقيقة التي أعلنتها عبر قناة الفراعين قبل اغلاقها، وهي أن جماعة الاخوان المسلمين لا تصلح للحكم على وجه الاطلاق.
إفلاس رسمي
لو جمعك لقاء برئيس الجمهورية محمد مرسي، فماذا تقول له؟
كلمة واحدة: quot;سيدي الرئيس، عليك الاستقالة من رئاسة الجمهوريةquot;.
هل دخلت مصر في أزمة مالية ستقودها إلى الافلاس؟
اعلنت مصر افلاسها بالفعل، وخلال ايام سيصدر هذا الكلام على لسان العديد من التقارير العالمية، خصوصًا بعد تأكيد الخبير الاقتصادي الدكتور احمد صابر أن مصر افلست بالفعل. فالرجل خبير اقتصادي في جامعة لندن، ولا يقول الا الحقيقة. ولعل ذلك كان السبب في نفيه خارج مصر إبان حكم مبارك. واضاف صابر في تصريحات لا تعوزها الصراحة: quot;مصر عاجزة عن سداد فوائد الديون السيادية، ويعد ذلك افلاسًا رسميًاquot;.
هل تعتقد وجود شخصيات من نظام مبارك، كان من الظلم تقديمها للمحاكمة او اعتقالها؟
يستحقون المحاكمة جميعًا، لكن ليس من الانصاف أن نظلم وزير المالية الاسبق يوسف بطرس غالي، لأنه مظلوم.
كلمة أخيرة تقولها لشعب مصر وجماعة الاخوان المسلمين، ولحركة quot;حازمونquot; التي يمثلها حازم ابواسماعيل؟
اقول للمصريين.. تفاعلوا مع حقيقة أن مصر تقع اليوم تحت احتلال الاخوان المسلمين، وهذه الجماعة برأيي لا تخرج عن كونها جماعة صهيو اسلامية. كما اقول للاخوان.. ان كنتم تحبون مصر ووطنيين حقًا، عليكم الابتعاد عن العمل السياسي لخمس سنوات، تلتحقون خلالها بمراكز إعداد القادة وتدريب الكوادر السياسية، للتأهل على قيادة البلاد. اما حازم أبو اسماعيل، أقول له.. أناشدك السفر إلى الولايات المتحدة، لتستفيد هناك من جنسية والدتك الاميركية.
التعليقات