طوكيو: وصل اليابانيون السبعة الناجون من ازمة احتجاز الرهائن في الجزائر برفقة جثث تسعة من عشرة قتلى الى اليابان التي صدمها الحادث، وتحدث رئيس الوزراء شينزو ابي عن quot;الحزن العميقquot; الذي يهيمن على البلاد.

واثارت ازمة احتجاز الرهائن في مصنع ان اميناس للغاز مشاعر الخطر الذي يتهدد اليابانيين العاملين في المنطقة الغنية بالموارد التي تشهد اضطرابات.

وحطت طائرة حكومية عليها العلم الوطني في مطار هانيدا فيما كانت الشمس تسطع على مدينة طوكيو.

وحمل مسؤولو المطار المظلات السوداء لحماية الخارجين من الطائرة من فلاشات كاميرات الاعلام التي تغطي الحدث في البلد الذي لا يزال في حالة صدمة بشان الحادث الذي وقع في النصف الاخر من العالم بالنسبة لهم.

ووقف وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا الى جانب مسؤولين من شركة quot;جي جي سيquot; التي قضى 10 من اصل 17 من عمالها في عملية خطف الرهائن بشكل مباشر او غير مباشر، وانحنوا امام التوابيت اثناء تنزيلها من الطائرة.

واصطفت ثلاث قاطرات تحمل كل منها ثلاثة اكفان بالقرب من ذيل الطائرة بينما وضع كبار الشخصيات اكاليل الزهور البيضاء على التوابيت تماشيا مع التقاليد اليابانية.

واكدت طوكيو انها فقدت الاتصال مع عشرة رجال منذ اقتحم مسلحون اسلاميون المصنع الصحراوي قبل اسبوع.

وقتل عشرات الاجانب خلال ازمة الرهائن التي استمرت اربعة ايام وانتهت بمواجهة دموية بين القوات الجزائرية والمسلحين السبت.

وكان عدد اليابانيين الذين قتلوا في الازمة هو الاعلى بين الرهائن الاخرين من الجنسيات الاخرى.

وقال رئيس الوزراء في لقاء مع كبار المسؤولين الجمعة ان البلاد في حالة حداد على القتلى.

واضاف quot;بعميق الحزن علمنا ان عشرة مواطنين يابانيين عملوا على جبهة الاعمال العالمية سقطوا ضحاياquot;.

ونكست الاعلام فوق المباني الحكومية في انحاء طوكيو، وحصل بيان التعزية المنشور على صفحة رئيس الوزراء على فيسبوك على تاييد من الالاف.

وفي مقر شركة quot;جي جي سيquot; واصل المعزون تقديم التعازي امام مذبح اقيم مؤقتا للقتلى.

ويعد فقدان هذا العدد الكبير من العمال ضربة قوية للشركة في بلد تسود فيه علاقات التقارب بين الشركات وترتفع فيه مشاعر الولاء للشركات.

وقال رئيس الشركة كويتشي كاوانا الذي انحنى لفترة طويلة امام الصحافيين quot;أن الحزن يحطم قلوبناquot;.

واضاف quot;فقدنا عشرة موظفين رائعين. ومهمتنا الان هي دعم قطاع الهندسة الذي نفخر به جميعا وضمان سلامة موظفينا بشكل تام لانهم اغلى ما تملكه شركتناquot;.

وتحدث كاوانا الذي توجه الى الجزائر لتولي الاهتمام بالموظفين وسط الازمة، الرعب الذي انتباه عندما دخل المشرحة للتعرف على جثث القتلى.

وقال quot;عندما رايتهم دعوت الا يكونوا همquot;. وتابع وقد اغرورقت عيناه بالدموع quot;ولكن وللاسف فقد كانوا همquot; القتلى.

واضاف quot;شعرت بالالم الشديد ..وامتلات نفسي بالحزن البالغquot;.

وقال ان التعرف على هوية القتلى لم يكن ممكنا دون تطوع الناجين بالقيام بتلك المهمة المؤلمة.

وتابع quot;ورغم انهم هم انفسهم مروة بتجربة مروعة، فقد بذلوا جهدهم للتعرف على الجثث .. وتعرفوا عليهم واحدا واحدا، وقاموا بعمل رائعquot;.

واضاف quot;انا فخور جدا بهم جميعاquot;.

وقتل 37 رهينة اجنبيا في ازمة الرهائن طبقا للاعداد الاولية للقتلى، اضافة الى جزائري واحد. ولا يزال العديد مفقودون، كما لم يتم التعرف على بعض الجثث بعد.

ويتوقع وصول جثة الياباني العاشر الذي قتل في الازمة الى مطار ناريتا السبت.