الشلل سيد الموقف في المؤسسات الرسمية الأميركية بعدما فشل الكونغرس في الاتفاق على تمويل الحكومة، ما يضع نحو مليون موظف أميركي قيد الاجازة القسرية، ويؤخر إصدار التأشيرات، ويغلق حتى حساب الكونغرس على موقع تويتر.
أُصيبت مؤسسات الدولة الفيدرالية الأميركية بالشلل النصفي بعد فشل الكونغرس في الاتفاق على تمويل الحكومة لأول مرة منذ 17 عامًا. وبسبب هذا الفشل، اصبح زهاء مليون موظف أميركي في اجازة قسرية حتى إشعار آخر، فيما تأثر سكان الولايات المتحدة بتعطل مرافق غير ضرورية مثل الحدائق والمكتبات العامة، فضلًا عن خفض الخدمات الصحية ومشاريع البحث الطبي.
تأخير التأشيرات
وفاضت تداعيات هذا الشلل إلى خارج الولايات المتحدة بأشكال متعددة. فالسفارات والقنصليات الأميركية ستواصل عملها الثلاثاء على الأقل إلا إذا نفد ما لديها من مال. لكن وزارة الخارجية لن تكون قادرة على النظر في طلبات التأشيرة، الأمر الذي يعني تأخير منحها لأصحاب هذه الطلبات في أحسن الأحوال ورفض طلباتهم في أسوئها.
وأفادت مصادر اعلامية أميركية بأن ما بين 20000 و30000 طلب تأشيرة كانت تتأخر كل يوم عندما حُجب التمويل عن الحكومة الأميركية في أزمة مماثلة في العامين 1995 و1996، وإذا استمر تعطيل الدوائر الرسمية فترة أطول فإن رواتب موظفي الأقسام القنصلية ستتأثر، وسيترتب على ذلك مزيد من التأخير في منح تأشيرات الدخول.
ولاحظ مراقبون أن من حصلوا على التأشيرة ويتطلعون للسفر إلى الولايات المتحدة سيجدون أن بعض المعالم السياحية على الأقل أُغلقت أمام الزوار والسياح. ومن أبرز المعالم السياحية التي طالها الغلق تمثال الحرية وحدائق وطنية أخرى. ومن اصل 24645 شخصًا يعملون في هذه المرافق، لن يستمر في العمل إلا 3266 شخصًا ضروريًا هم أطقم إخماد الحرائق والحراس وموظفو خدمات الطوارئ.
وأُغلق ايضًا معهد سميثونيان، الذي يدير 91 متحفًا وصالة فنية بينها متحف التاريخ الطبيعي وغاليري البورتريهات ومتحف الجو والفضاء، إلى جانب حديقة الحيوانات الأميركية. وقرر المعهد تسريح أكثر من 3500 شخص يعملون في هذه المرافق الثقافية والترفيهية من اصل 4200 شخص، مع إبقاء الآخرين لحماية الممتلكات والحيوانات.
إجازة قسرية
بالاضافة إلى عدم تمكن الاجانب من الحصول على تأشيرة لزيارة الولايات المتحدة، فإن السياح والزوار القادمين منها أيضًا قد لا يصلون إلى وجهتهم إذا كانت رواتبهم توقفت بسبب تعطل الحكومة. ومن المتوقع أن تشمل الاجازة القسرية بلا راتب ما بين 800 الف ومليون موظف فيدرالي من أصل 2.1 مليون يعملون براتب، كما افادت وسائل اعلام أميركية.
وعدا تأخير الزيارات واجراءات التأشيرة، فإن تعطيل الحكومة أضر بأنشطة تجارية عدة، وخصوصًا تجارة السلع والبضائع غير الضرورية التي يمول شراؤها من ميزانية الحكومة. وقال مصرف ستاندرد تشارترد في تقريره إن استمرار شلل الحكومة بضعة ايام لن يكون له تأثير محسوس في إجمالي الناتج المحلي خلال الربع الأخير من العام، لكن الضرر الذي يلحق بالنمو الاقتصادي سيأتي من تأثر الاستهلاك بالاجازات القسرية بلا راتب، وما يمكن أن يترتب على ذلك من ضعف في الثقة بقطاع الأعمال.
ويتمثل الخطر الرئيس على هذه الجبهة باستمرار الغلق وتعطيل الحكومة فترة أطول، ربما حتى 17 تشرين الأول (اكتوبر)، الموعد النهائي لسداد ديون الحكومة، أو بعده. وتوقع التقرير أن يستمر شلل الدولة الفيدرالية طالما بقي الخلاف في مجلسي الشيوخ والنواب على مشروع قانون تمويل الحكومة.
وأكد مراقبون أن الرئيس باراك اوباما اصاب كبد الحقيقة عندما قال إن تعطيل الحكومة سيشكل انتكاسة لبوادر تعافي الإقتصاد الأميركي، في وقت بدأت هذه البوادر تكتسب زخمًا متزايدًا. ويبدو أن الاتصالات كانت أول القطاعات المتضررة بتعطيل الحكومة، فحساب الكونغرس على تويتر أعلن توقفه، بسبب توقف التمويل الحكومي.
التعليقات