الأحكام الاسلامية في إيران دفعت بالنساء إلى ممارسة التجارة بالتجزئة من المنازل، وخصوصًا تجارة الألبسة، لأن النساء يشعرن بالراحة أكثر عندما يمكنهن التسوق على راحتهن في جو منزلي بعيدا عن القيود.
في الشوارع قيود وقوانين، عيون تراقب وحجاب على الرأس مفروض بالقوة. هذا هو واقع الحياة اليومية في ايران، التي دفعت بالكثير من النساء إلى الهرب نحو سوق سرية، يتنقلن فيها بحرية بعد أن يخلعن غطاء الرأس ليظهر تحته الشعر الأشقر المصفف بعناية، ويتنقلن بين الرفوف لاختيار أحدث صيحات الملابس الاوروبية والتركية. فمحلات الملابس في الجمهورية الإسلامية دخلت، كغيرها من المظاهر الحياتية الأخرى، عالمًا من السرية بعد أن نقلت اعمالها إلى المنازل بحثًا عن مساحة من الحرية والراحة للمتسوقات.
من دون قيود
وراء الأبواب المغلقة، تلبي بوتيكات الأزياء احتياجات الزبائن من الطبقة المتوسطة والعليا، وتقدم تجربة تسوق أكثر راحة، مقارنة بالتجول في الشارع وأمام الواجهات. إضافة إلى ذلك، تقدم هذه المتاجر المنزلية فرصة للنساء من أجل تأمين دخل لهن في مجتمع ذكوري سلطوي يمنعهن من العمل أو يضطرهن للنضال لتأمين وظيفة لائقة.
العديد من الايرانيات يدخلن في تجارة التجزئة بالبدء ببيع الملابس من منازلهن، لتجنب التكاليف الباهظة لاستئجار متجر، ولضمان أن المتسوقات يحصلن على حرية أكبر لشراء المزيد من البضائع المهربة عبر الحدود. قالت دورساي، وهي شابة ايرانية تمتلك متجر quot;مونلايتquot; للملابس وعلى دراية بالسوق: quot;في كل مكان، في كل أسبوع، نسمع أسماء جديدة وفتيات شابات دخلن غمار تجار التجزئة، على الرغم من أنهن لا يملكن الكثير من المالquot;. وأضافت: quot;السيدة تبدأ بعدد قليل من القطع، تبيعها لصديقاتها وقريباتها، فتنمو أعمالها تدريجيًا، وبوتيكات المنازل توفر دخلًا لا بأس، به وتجعل المرأة الايرانية أكثر استقلالًاquot;.
وفي رأيها، بيع الملابس في المنزل يحمل الكثير من المنافع في بيئة محلية، quot;فإيران دولة إسلامية والمرأة مضطرة لوضع الحجاب كلما خرجت من منزلها، لذلك تعاني ارتفاع الحرارة ولا ترتاح في التنقل كثيرًا للتبضع، وأفضل جزء في التسوق من المنزل هو أن البائعة وزبائنها يتنقلن براحتهن ومن دون قيودquot;.
خشبة خلاص
قررت باريناز فتح متجر ملابس خاص بها، يقدم أحدث صيحات الموضة الآتية مباشرة من تركيا، لا سيما الفساتين التي تلقى رواجًا في أوساط الشابات. وتستعين الشابة الايرانية بالمهربين لجلب البضائع من تركيا إلى ايران، مع ما يتضمنه ذلك من تكاليف إضافية للمهرب أو احتمال تأخر البضاعة وصعوبة دخولها بصورة غير مشروعة عبر الحدود.
وتقول باريناز: quot;نصف الملابس التي طلبتها لم تصل حتى الآن، ولم يستطع المهرب تأمين نقلها إلى البلاد، لذلك سأضطر للسفر إلى تركيا لأحضرها بنفسي، وهذا قد يكلفني دفع غرامة مالية في المطارquot;. يشار إلى أن هذه التجارة تعتبر خشبة الخلاص للكثير من الأرامل والمطلقات، اللواتي لا معيل لهن، ويرغبن في وظيفة لإعالة أنفسهن أو تأمين حاجات أطفالهن.
الايرانيون يحبون الاختلاط، تقول باريناز، مضيفة: quot;عندما تذهب السيدة إلى المتجر، لا تستطيع الاختلاط اجتماعيًا، لكن عندما تذهب إلى بوتيكات المنازل، تستطيع أن تخلع حجابها وتشرب الشاي وتتناول الحلويات وتختار الملابس بأسلوب مريح وممتعquot;.
التعليقات