ذهبت غالبية قرّاء إيلاف، ممن شاركوا في الإستفتاء الأسبوعي، إلى اعتبار أنّ الحكومات العربية كانت على علم بتجسس الأميركيين على الاتصالات التي بلغت المليارات.


نصر المجالي: بينما زلزلتفضيحة تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية على الاتصالات العلاقات مع عدد من الدول الأوروبية الحليفة، وحدها الدول العربية ظلت صامتة أمام هذه التداعيات الخطيرة رغم أنها كانت من أكبر ضحاياها.

وسارعت الولايات المتحدة لطمأنة حلفائها الأوروبيين الذين كانوا ضحايا عمليات التجسس، في الوقت الذي تحركت فيه الدول الأوروبية بقوة لاتفاق في ما بينها بعدم التجسس، وكذلك للضغط على الولايات المتحدة للتوقيع على اتفاق مماثل.

وبالمقابل، لم تبادر أي دولة عربية، التي كانت عمليات التنصت على هاتفها ورسائلها النصية وبريدها الالكتروني، لإصدار أي بيان أو قرار أو معلومات تفيد بالاتصال مع الجانب الأميركي لاستيضاح الأمر ووضع حد له، كما فعلت دول اوروبية كألمانيا وفرنسا وشملت معهما دول الاتحاد الأوروبي.

كما أن البيت الأبيض كان أعلن أن الرئيس أوباما اصدر تعليماته بوقف عمليات التنصت والتجسس على اتصالات الدول الأوروبية الحليفة بينما لم يشر بيان البيت الأبيض إلى أية دولة عربية حليفة للولايات المتحدة.

العرب كانوا يعرفون

وإذا كانت الدول العربية تعلم مسبقاً بهذه المليارات من عمليات التنصت فتلك مصيبة، وإذا كانت لا تعلم فالمصيبة اعظم، حسب القول المأثور.

كان سؤال استطلاع (إيلاف) في الأسبوع الماضي، حول ما إذا كانت الدول العربية تعلم بعمليات التجسس، وكان مجموع الأصوات المشاركة في الاستفتاء: 3007 أصوات، حيث أجاب ما نسبته 73.13 (2199 مشاركاً) بنعم أي بأن الدول العربية كانت تعلم، بينما اجابت نسبة 26.87 (808 مشاركين) بـ(لا).

وكانت التقارير كشفت أن عمليات التجسس على الاتصالات العربية تقدر بالمليارات، وأنها فاقت بآلاف المرات تلك التي نفذتها الوكالة الأميركية في دول أوروبية.

ولا تستبعد مصادر متخصصة أن تلك العمليات في الدول العربية طاولت اتصالات عدد من الزعماء العرب ودوائر القرار العربية المهمة.

وكانت وثائق تستند إلى تسريبات المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية ادوارد سنودن كشفت عن أن عمليات تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية طالت الاتصالات في عدد من الدول العربية من بينها المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والعراق ومعها دول شرق أوسطية مثل إيران وباكستان وكذلك الهند.

كشف خطير

وكانت (إيلاف) هي الصحيفة العربية لا بل وسيلة الإعلام العربية الوحيدة، التي وضعت يدها، بعد بحث مستفيض، على اختراق مليارات الاتصالات في عدد من الدول العربية.

وكشفت الوثائق التي كانت اطلعت عليها (إيلاف) أن وكالة الأمن القومي الأميركية تجسست على حوالي 125 مليار اتصال هاتفي ورسائل نصية في فترة شهر يناير/ كانون الثاني من العام 2013، وكانت غالبيتها من دول شرق أوسطية.

وحسب موقع (Cryptome) المتخصص في نشر الوثائق السرية، فإنه جرى 7.8 مليارات عملية تجسس على الاتصالات في المملكة العربية السعودية ومثلها في العراق و 1.9 مليار اتصال في مصر و1.6 مليار اتصال في الأردن.

وكشفت الوثائق أن أكبر عمليات التجسس كانت في افغانستان التي كانت حصتها التجسس على 21.98 مليار اتصال ثم 12.76 مليار اتصال في باكستان و6.28 مليارات اتصال في الهند، و1.73 مليار اتصال في إيران.

ويشار إلى أن عمليات التنصت الأميركية على الحلفاء الأوروبيين وغيرهم لم تقتصر على الاتصالات الهاتفية، بحسب ما كشفت الوثائق السرية، التي نُشرت مؤخراً في صحيفتي quot;الغارديانquot; البريطانية وquot;دير شبيغلquot; الألمانية، إضافة إلى صحف أخرى، بل امتدت أيضاً لتشمل مواقع الإنترنت والبريد الإلكتروني.