لندن: وصل وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو الى بغداد الاحد لبدء مرحلة علاقات متطورة بين البلدين تطوي صفحة أزمة شهدتها على مدى العامين الاخيرين وألتمهيد لزيارات متبادلة بين رئيسي حكومتي البلدين المالكي واردوغان.

وبدأ اوغلو زيارته الى بغداد على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة رسمية تستغرق يومين تلبية لدعوة رسمية من نظيره العراقي هوشيار زيباري حيث سيضعا اسسا لتطوير علاقات البلدين ودفعها الى امام وطي ازمة شهدتها على مدى العامين الاخيرين.

كما سيلتقي أوغلو مع نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي ورئيس الوزراء نوري المالكي للبحث في العلاقات الثنائية والتطورات السياسية في المنطقة وخاصة مايتعلق منها بالازمة السورية وتاثيراتها السلبية على البلدين ومؤتمر جنيف 2 كما يلتقي ايضا رئيس مجلس النواب اسامة النجيقي لبحث تطوير العلاقات البرلمانية الثنائية.

وسيلتقي أوغلو ايضا بعدد من قادة الكتل السياسية ويقوم بزيارة الى العتبات المقدسة في كربلاء قبل التوجه الى النجف حيث يتوقع ان يلتقي مع المرجعي الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني.

وستضع زيارة الوزير التركي ترتيبات لزيارات متبادلة بين رئيسي الحكومتين العراقي نوري المالكي الى انقرة والتركي رجب طيب أردوغان الى بغداد قريبا. وألجمعة اشار المالكي في مقابلة تلفزيونية الى انه قد صدرت إشارات إيجابية من تركيا quot;ورحبنا بذلك وسأقوم أنا بزيارة تركيا وسيزور رئيس الوزراء التركي العراقquot;.

وتأتي زيارة أوغلو بعد مرور يومين على تقرير أشار إلى أن تركيا وحكومة إقليم كردستان العراق توصلتا إلى اتفاق شامل بشأن الطاقة يشمل تراخيص بشأن النفط والغاز الطبيعي وإقامة خط أنابيب لنقلهما من شمال العراق إلى تركيا. ويعتبر هذا الاتفاق مثيرا للجدل لأن الحكومة المركزية العراقية والحكومة الإقليمية لم يحلا مشكلتهما المتعلقة باقتسام العائدات.

وكان أوغلو أعلن في مقابلة تلفزيونية الجمعة الماضي ان بلاده لا تتجاهل خلال الاتفاقيات التي جرى إعدادها بين انقرة واربيل حقوق الحكومة المركزية أو تلغي حقوقها القانونية والدستورية.. بعد ذلك سوف نناقش كل هذه الأمور مع العراق.

وأشار إلى أن سياسة تركيا تتمثل في الاهتمام بكل موارد العراق من الطاقة وليس التركيز فقط على موارد الطاقة في شمال العراق.. موضحًا أن نقل موارد الطاقة العراقية عبر تركيا يخدم في الحقيقة مصالح الشعب العراقي. واعتبر أن الفتور الحالي في العلاقات الثنائية سببه الرئيس التوتر الداخلي في العراق.

وفي 24 ايلول الماضي اتفق نائب الرئيس العراقي خضير خزاعي مع الرئيس التركي عبد الله غول على تشكيل لجنة برئاسة وزيري خارجية البلدين لاعادة العلاقات المشتركة الى طبيعتها وانهاء الملفات العالقة التي تعيق تطورها وازالة التوتر الحاصل في العلاقات ثم العمل على تطويرها.

وكان العراق وتركيا اتفقا خلال زيارة رسمية قام بها الى انقرة رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي الى انقرة مطلع ايلول الماضي على بدء صفحة جديدة من العلاقات الطيبة وتجاوز الازمة التي تمر بها والبدء بتبادل زيارات لوزيري خارجيتهما الا ان الخلافات حول الازمة السورية ووسائل حلها ظلت قائمة بين البلدين.

وخلال مباحثات اجراها في انقرة النجيفي على رأس وفد يمثل الكتل السياسية النيابية مع اردوغان تمت مناقشة العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها حيث اكد النجيفي رغبة العراق في عودة العلاقات مع تركيا الى طبيعتها وتجاوز الازمة التي تمر بها حاليا quot;وضرورة سعي الطرفين لحل جميع المشاكل وتنقية الاجواء بالشكل الذي يضمن المصالح المشتركة حيث ابدى رئيس الوزراء التركي ترحيبه البالغ باقامة افضل العلاقات مع العراق.. كما اتفق الطرفان على فتح آفاق جديدة من التعاون المشترك وكذلك تبادل الزيارات الرسمية بين كبار المسؤولين في البلدينquot;.

وخلال اجتماع مغلق استمر 45 دقيقة ابلغ النجيفي اردوغان رسالة شفهية من المالكي تؤكد الرغبة في البدء بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين بالإضافة إلى ضرورة العمل على حل الأزمة السورية بالطرق السلمية حفاظا على أمن دول الجوار.

وتوترت علاقات البلدين اثر اتهام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان العام الماضي المالكي بالسعي إلى إثارة حرب أهلية في العراق... فيما رد المالكي على ذلك ناصحا اردوغان بتركيز اهتمامه rlm;على أوضاع بلاده quot;المتجهة نحو حرب أهليةquot; داعياً إياه إلى الكف عن زج أنقرة في rlm;مشاكل جميع دول المنطقة فيما أكد أن quot;وعيquot;الشعب العراقي سيمنع وقوع أي حرب أهلية.

وزادت العلاقات بين بغداد وأنقرة توترا بعد أن رفضت تركيا تسليم نائب رئيس rlm;الجمهورية العراقي طارق الهاشمي الذي صدر بحقه حكم غيابي بالإعدام بعدما أدين بجرائم قتل وبلغت ذروتها بمنحه إقامة دائمة على أراضيها.