يزور وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو بغداد يوم غد الأحد لترطيب العلاقة بين البلدين بعد اكثر من سنتين من التوتر والتصعيد الاعلامي بينهما بسبب الازمة السورية ولجوء نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الى تركيا هاربا من حكم غيابي بالاعدام.


عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: يصل يوم غد الاحد إلى بغداد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في زيارة جوابية بعد أيام على زيارة قام بها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، حيث أعلن خلالها أوغلو عن قرب زيارته لبغداد التي طال شوقه لها على حد تعبيره في المؤتمر الصحافي الذي جمعه بزيباري.
التقارب العراقي التركي ياتي بعد فترة جفاء دامت نحو سنتين لم تأت على أي منهما بفائدة، حيث تزامن الجفاء والتصعيد الاعلامي مع الازمة السورية التي تتجه معظم الاطراف التي على صلات تقترب أو تبتعد بها، الى عدم تحييدها عن العلاقات الثنائية مع الدول التي تربطها مصالح مع بعضها بعضاً.
وزاد من توتر العلاقة بينهما، لجوء نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي لأنقرة ملاحقا بتهم إرهابية.
وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أقر في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو، أثناء زيارته الاخيرة إلى انقرة بالخلافات بين البلدين quot;خلال العامين الماضيين دخلت علاقتنا الى حد ما فترة مشاكل. لكن حان الوقت لنا لأن نطوي هذه الصفحة ونفتح فصلًا جديدًا. ورغم أنه ما زال لدينا بعض الخلافات، لكن لا مشكلة إلا ولها حل.quot;
داود أوغلو من جانبه أقر بأن الموقف في سوريا هيمن على محادثاته مع زيباري وأنهما اتفقا على آلية رسمية لإجراء محادثات مكثفة أكثر بين الحكومتين.
وقال داود أوغلو: quot;نحن أكثر دولتين تأثرتا بالتطورات في سوريا.quot;
ويرى المراقبون أن الطرفين توصلا الى قناعة أن لا طائل من العداء بينهما والتعويل على لعبة كسر العظم متخذين من دعم أحد طرفي الازمة السورية كسلاح بيد أحدهما ضد الاخر.
الأزمة السورية في قلب المباحثات
لكن موضوع الازمة السورية سيكون في قلب المباحثات في بغداد خلال زيارة أوغلو لبغداد، وفق المراقبين، لكن هذه المرة من أجل الخروج بها نحو الحل السلمي.
الانباء الواردة من بغداد تشير الى أن أوغلو سيلتقي نائب رئيس الجمهورية خضير الحزاعي، ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفيquot;، مشيرةً إلى أنّ quot;جدول الزيارات سيتضمن لقاء رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم لبحث الأوضاع السياسية في العراق والمنطقة، كما سيلتقي رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفريquot;.
المالكي يرمم علاقاته
كذلك من المقرر أن يناقش أوغلو الاتفاق الشامل الذي يخص الطاقة، والذي يتعلق بتراخيص النفط والغاز، وإقامة خطوط الأنابيب التي تنقلها من شمال العراق إلى تركيا.
هذه الزيارة ستعقبها بعد شهر زيارة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يعمل على ترميم علاقاته وخلافته الخارجية ليتفرغ لعلاقته وخلافاته الداخلية قبل الانتخابات البرلمانية في نيسان المقبل.
فقد أعلن المالكي يوم أمس الأول عن زيارة وزير الخارجية التركي لبغداد وعن زيارة قريبة بينه وبين نظيره التركي رجب طيب اوردغان مبدياً استعداده لانهاء الخلاف مع المملكة العربية السعودية أيضاً.
وفق ما ورد خلال مقابلة صحفية قال فيها أن (هناك دفعة من الطائرات الروسية العمودية المتطورة الفعالة في مكافحة الارهاب ستصلنا)، وأن (العراق يريد علاقات طيبة مع الدول كافة ولايجد مصلحة بان تكون له علاقة غير جيدة مع اية دولة)، مبينا ان (للعراق علاقات طيبة مع جميع دول العالم)، مؤكداً (استعداده لاستقبال أي مبعوث يأتي من السعودية وأنه مستعد لزيارة الرياض كي ينهي اي خلاف).
وبلغت الخلافات بين تركيا والعراق أشدها بعد لجوء نائب رئيس الجمهورية العراقية طارق الهاشمي الى تركيا ملاحقاً بتهم دعم الارهاب والقتل، بعد اتهامه في شهر كانون الأول 2011 باعطاء اوامر لعدد من افراد فوج حمايته بالقتل حيث صدرت مذكرة اعتقال بحقه.
ولجأ الهاشمي إلى إقليم كردستان العراق ثم سافر إلى قطر والسعودية قبل أن ينتقل إلى تركيا التي استقر بها بعد ان منحته جنسيتها.
لكن الرئيس التركي عبر في اكثر من مرة عن انزعاجه من تسبب وجود الهاشمي على الاراضي التركية بازمة مع الجار العراقي.
وينفي الهاشمي التهم الموجهة إليه، مؤكدا أنها مختلقة لأسباب سياسية.
وكانت الشرطة الدولية (الانتربول) اصدرت أيضا مذكرة توقيف دولية بحقه.