جنيف: تدخلت فرنسا مرات عديدة اثناء المفاوضات المتعددة الاطراف حول البرنامج النووي الإيراني في جنيف للتشديد على نقاط التجميد مجازفة مما اثار تساؤلات عن موقفها مع غياب التوصل الى اتفاق. الا ان الواقع ربما ليس في هذه الصورة الجازمة.

فقد انكر الوفد الفرنسي الجمعة والسبت انه السبب في عدم التوصل الى اتفاق. وبالفعل لم يعبر اي من الوزراء الذين ادلوا بتصريحات في اعقاب الاجتماع علنا عن سوء ظن بفرنسا كما فعل نواب إيرانيون ووسائل اعلام في إيران.

فعند خروجه من قاعة المفاوضات اكد وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي عندما سئل عن الانتقادات الموجهة الى باريس، انه جرى quot;عمل فريق بشكل ممتاز وخصوصا بين الاوروبيينquot;. كما امتنع نظيره الاميركي جون كيري ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اللذان امطرا بالاسئلة، عن التنديد بالموقف الفرنسي.

وقال وزير الخارجية الاميركي ان مجموعة الدول الكبرى الست المكلفة بالملف الإيراني quot;موحدة تماماquot;، مضيفا quot;اننا نعمل بشكل وثيق مع الفرنسيين، اننا متفقون مع الفرنسيين على ان هناك بعض المسائل يتوجب العمل عليهاquot;.

لكن خلال النهار ابدى دبلوماسي غربي طلب عدم كشف هويته بعض السخط ازاء باريس. وقال quot;ان الاميركيين والاتحاد الاوروبي والإيرانيين يعملون بشكل مكثف منذ اشهر على هذه العملية وليس الامر سوى محاولة من فابيوس لاعطاء نفسه اهمية بعد فوات الاوانquot;، مشيرا الى تدخلات عامة متعددة للوزير تحذر من احتمال ابرام اتفاق غير مجز.

وفي غياب اي معلومات عن المواقف والمحادثات مع امتناع الدول الست وإيران عن الادلاء باي تصريحات علنية للحفاظ على فرص التوصل الى اتفاق، يصعب تكوين رأي واضح بشأن الموقف الفرنسي. وراى مصدر مقرب من المفاوضين ان الإيرانيين لم يكن بوسعهم بعد ثلاثة ايام من المحادثات القبول بنص وافقت عليه مجموعة الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والمانيا). لكن حفاظا على الفرصة المتاحة جرى الحديث عن تحقيق تقدم كبير.

ولعل اندفاع لوران فابيوس للتعبير عن مواقفه امام وسائل الاعلام لعب دورا في اثارة التشكيك حياله. وقد يكون ما استياء منه انه كان اول من اعلن لدى خروجه مساء السبت من قاعة الاجتماع عن استحالة التوصل الى اتفاق في هذه المرحلة، مستبقا المتحدثة باسم مجموعة الدول الست كاثرين اشتون، في نجاوز للاصول.

غير ان هذا الاستعجال يمكن تفسيره بمجرد رغبة بالوصول الى المطار قبل اغلاقه تفاديا لتمضية ليلة اضافية في جنيف. وهذا ما نجح في فعله. وطوال الايام الثلاثة لم يكف الفرنسيون عن تبرير تصرفهم. وقال مصدر مقرب من لوران فابيوس quot;لا احد يقول لنا انتم متطلبون جداquot; في المحادثات.

ويبدو ان الفرنسيين لم ينسوا فشل 2003-2004 عندما ذهب اتفاق دولي يقضي بتعليق تخصيب اليورانيوم من قبل إيران ادراج الرياح في غياب اطر كافية لحمايته. لذلك لم يتوانوا في مفاوضات جنيف عن quot;رفع سقف الاتفاقquot; المطروح حتى وان تم ارجاؤه لبعض الوقت.

وامس السبت ذهبت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية الى حد القول ان الوزير الفرنسي quot;يعرقلquot; الاتفاق بين إيران والدول الكبرى. وردت باريس على الانتقادات بقولها انه من غير الوارد ان يكون هناك quot;سوء تفاهمquot; وعدم وضوح quot;ان كنا نريد اتفاقا يحظى بمصداقية لزمن طويلquot;.