بعد انقضاء مهلة سبعة أشهر منحتها السلطات السعودية للعمال الأجانب لتسوية أوضاعهم، اندلعت عمليات شغب واسعة النطاق في احد الاحياء الشعبية في الرياض، تسببت بوقوع إصابات وأضرار.


حيان الهاجري من الرياض: بعد أيام قليلة على إطلاق وزارتي الداخلية والعمل حملة تفتيش على مخالفي أنظمة الإقامة والعمل في السعودية، فجّر عمال إثيوبيون عمليات شغب واسعة النطاق في حي منفوحة (وسط الرياض) يوم السبت الماضي، تسببت في وقوع إصابات بين المواطنين والمقيمين من قاطني الحي وبعض المارة، إضافة إلى رجال أمن.

وكانت السلطات السعودية بدأت حملة لملاحقة العمال الاجانب المخالفين لنظام الاقامة والعمل بعد انقضاء مهلة سبعة اشهر منحتها لهم لتسوية اوضاعهم أو مغادرة المملكة.

وكشف مصدر امني لـquot;إيلافquot; أن أعداداً كبيرة من العمال الأثيوبيين من سكان حي منفوحة خرجوا يوم أمس الأحد إلى الشوارع لتسليم أنفسهم طواعية إلى الجهات الأمنية، بعد ليلة دامية تعرض لها الحي، نتج منها مقتل سعودي وآخر مجهول، وإصابة 68 آخرين، فيما تم القبض على 561 شخصاً.

وأضاف المصدر أنّ العمال الأجانب نقلوا منذ فجر يوم الأحد بالباصات إلى مساكن موقتة على الطريق المؤدية إلى مطار الرياض، مؤكدًّا أن جميع المنازل التي دهمتها الشرطة تم تأمينها، ونافيًا صحة ما يثار عن وقوع أعمال سرقة.

وأوضح المتحدث الإعلامي لشرطة منطقة الرياض العميد ناصر القحطاني لوكالة الأنباء الرسمية أن عدداً من مجهولي الهوية قاموا عصر السبت بالتحصن في شوارع ضيقة بحي منفوحة وإثارة أعمال شغب ورمي المواطنين والمقيمين بالحجارة، وتهديدهم بالسلاح الأبيض، ما أسفر عن إصابة عدد منهم، وتضرر عدد كبير من المحال التجارية والسيارات.

وقال العميد القحطاني إن قوات الأمن تمكنت من السيطرة على الوضع، وعزل مثيري الشغب عن المواطنين والمقيمين. وأشار إلى أن الحادثة نتج منها مقتل شخصين أحدهما سعودي والآخر مجهول الهوية، وإصابة 68 شخصاً بينهم 28 سعودياً و40 مقيماً.

وقال القحطاني quot;إن 50 شخصاً من المصابين غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاج اللازمquot;. ولفت إلى أن 104 سيارات تعرضت لأضرار مختلفة إثر أعمال الشغب، فيما باشرت الجهات الأمنية المختصة إجراءات الضبط الجنائي والتحقيق في الحادثة.

ومنحت شرطة الرياض المخالفين لنظامَي الإقامة والعمل المتسببين في حدوث عمليات شغب في حي منفوحة مهلة لتسليم أنفسهم طواعية لترتيب ترحيلهم إلى بلادهم.
وقبضت السلطات الأمنية على أكثر من 70 سيدة إثيوبية شاركن في عمليات الشغب التي حدثت مساء أول من أمس في حي منفوحة، وأحالتهن على التحقيق ضمن مثيري الشغب.

وتزامنت أحداث شغب منفوحة مع إصدار وزارة العمل السعودية بياناً يوم الجمعة تؤكد أنها لن تلتفت إلى أية جهة تطالب باستثنائها من حملات التفتيش، إذ إن أعمال التصحيح مستمرة، وأنه بإمكان الراغبين في تصحيح أوضاعهم اللجوء إلى الخدمات الإلكترونية أو مكاتب العمل، مشيرة إلى أن عليهم تحمل تبعات التأخير من الغرامات والعقوبات.