ماليه: تعهد الفائز في الانتخابات الرئاسية في المالديف عبد الله يمين الاخ غير الشقيق للرجل القوي السابق الذي حكم هذا البلد بلا منازع طيلة ثلاثة عقود، الاحد بالعمل من اجل ارساء الاستقرار والديمقراطية.

وقد فاز عبدالله يمين السبت في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في المالديف متغلبا على الرئيس السابق وزعيم المعارضة محمد نشيد الذي اقر بالهزيمة بعدما كانت استطلاعات الرأي ترجح فوزه. ومن المفترض ان يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية اليوم الاحد حوالى الساعة 13,00 بالتوقيت المحلي (8,00 ت غ).

وفي تصريحاته الاولى العلنية منذ الاعلان الرسمي عن فوزه دعا الى عهد من الاستقرار وانتهاء الخلافات الحزبية. وقال لوسائل الاعلام اليوم الاحد في العاصمة ماليه quot;ان البلاد بحاجة للاستقرارquot;، مضيفا quot;آمل ان نتلقى التعاون الضروري من نشيد في البرلمانquot;.

ويمين البالغ من العمر 54 عاما، هو الاخ غير الشقيق للرئيس السابق مأمون عبد القيوم الذي حكم بيد من حديد طيلة ثلاثين عاما على هذا الارخبيل الواقع في المحيط الهندي والذ يعد 350 الف نسمة غالبيتهم الكاسحة من المسلمين السنة. وكان مرشح الحزب التقدمي بزعامة القيوم.

وبعد الغاء نتيجة احد الاستحقاقات وارجاء اقتراعين نظمت في نهاية المطاف عملية التصويت في الدورة الثانية للانتخابات تحت ضغط شديد من المجتمع الدولي. واقر نشيد بهزيمته واكد انه لن يطعن بنتيجة الاقتراع الذي اشرف عليه مراقبون دوليون.

وقال للصحافيين في ماليه quot;اقر بالهزيمةquot;، quot;لقد خسرنا بهامش ضعيف جدا. ان الديمقراطية مسار، ونجاحه منوط بناquot;. ورحبت صحيفة مينفان نيوز الموالية لنشيد الاحد بالخطاب التوافقي الصادر عن الرجلين.

وكتبت quot;ان انتخاب يمين يقفل فصلا من الجدل والشكوك ازاء الشرعية الديمقراطية للحكومةquot;. وكان نشيد (46 عاما) السجين السياسي السابق واول رئيس منتخب ديمقراطيا للمالديف في 2008، مرجحا للفوز في الاقتراع بعد 21 شهرا من اضطراره لترك الحكم تحت ضغط التظاهرات --التي نظمها بحسب قوله فريق القيوم-- وتمرد عناصر من الشرطة.

وكانت الدورة الاولى انتهت بحلول زعيم المعارضة محمد نشيد في المركز الاول بحصوله على 45% من الاصوات. الا ان المحكمة العليا التي قبلت شكوى بخصوص مخالفات تتعلق بقائمة انتخابية الغت تلك النتيجة.

وبعد اجهاض مسعى جديد نظمت الدورة الاولى للمرة الثانية في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر وحصل فيها نشيد على 47% من الاصوات، وهي نتيجة تفوق كثيرا نتيجة المرشحين الاخرين لكنها غير كافية لاعلان فوزه من الدورة الاولى. واتهمت العواصم الغربية مرات عدة السلطات في المالديف بعرقلة الانتخابات لاسباب سياسية.

وحذرت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي المالديف ان لم تجر دورة ثانية السبت لاختيار رئيس جديد بغية تفادي اي فراغ في الحكم، علما بان ولاية الرئيس المنتهية ولايته محمد وحيد انتهت في عطلة الاسبوع الماضي.

وبين الدورتين توحد الخصوم الرئيسيون لنشيد ما ادى الى فوز يمين غير المتوقع. لكن الاضطرابات السياسية والتهديدات بعزلة دولية تثير المخاوف من تبعات خطيرة على قطاع الاعمال في المالديف البلد الذي يجذب السياح. وتعهد عبدالله يمين الاحد بمواجهة quot;التحديات الكبرى التي تواجهها بلادنا (...) بدلا من مهاجمة القادة السياسيينquot; لدى المعارضة.