تتجه الأنظار مجددا إلى جنيف الأربعاء وهذه المرة وسط آمال كبيرة وضغوطات قوية للتوصل إلى اتفاق في المباحثات بشأن الملف النووي الإيراني، في وقت يواجه فيه حسن روحاني امكانية خسارة دعم اية الله علي خامنئي ان لم تثمر مساعيه في اقناع الغرب بصدق نوايا بلاده.


جنيف: تلتقي ايران والقوى الكبرى مجددا الاربعاء في جنيف سعيا للتوصل الى اتفاق يبدو اقرب من اي وقت مضى بشأن البرنامج النووي للجمهورية الاسلامية.
ويحاط هذا الاجتماع الثالث خلال خمسة اسابيع بضغط هائل على قدر التحديات: البدء بازالة الشكوك حيال الجهود النووية لطهران التي تؤكد ان برنامجها النووي له اهداف مدنية بحتة فيما تحوم شكوك لدى الدول الغربية في سعيها لامتلاك سلاح نووي.
وتتولى التفاوض مع ايران حاليا مجموعة 5+1 التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة، الصين، بريطانيا، فرنسا وروسيا) بالاضافة الى المانيا.
في الاسبوع الماضي، تبددت الامال بالاتفاق الموعود بعد ثلاثة ايام من المفاوضات المكثفة، وذلك خصوصا بسبب تحفظات ابدتها فرنسا.
ومن شأن اي فشل جديد في المفاوضات ان يعزز موقف معارضي الاتفاق بين القوى الكبرى وايران في كلا الجانبين.
ويواجه الرئيس الايراني حسن روحاني الذي اعطى توليه مهامه الرئاسية في اب/اغسطس الماضي زخما للمفاوضات، امكان خسارة دعم المرشد الاعلى لايران اية الله علي خامنئي ان لم تثمر مساعيه لاقناع الغرب بصدق نوايا بلاده.
ويوضح المحلل الاميركي تريتا بارسي انه quot;في حال لم يتوصل روحاني الى شيء، فسيؤدي ذلك الى عودة قوية للمحافظين. يمكنهم القول انه فشل وبالتالي يجب العودة الى السياسات القديمةquot;.
كذلك من شأن عدم التوصل الى اتفاق او بلوغ اتفاق يعتبر انه شديد التساهل مع ايران، ان يعقد من مهمة الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يسعى الى ثني الكونغرس عن تشديد العقوبات ضد طهران.
واسرائيل التي تشير المعلومات الى امتلاكها اسلحة نووية والتي تشدد على ضرورة عدم استبعاد احتمال مهاجمة المنشآت النووية الايرانية عسكريا، تتهم ايران باستخدام المفاوضات كذريعة لكسب الوقت بانتظار تعزيز قدراتها النووية.
الا ان تطمينات ايران لناحية الطابع السلمي لبرنامجها النووي تتعارض على كل حال مع الزيادة المتواصلة في قدراتها خصوصا لجهة عدد اجهزة الطرد المركزي التي تسمح بتخصيب اليورانيوم. وهذه الالات تزداد فعالية.
كذلك يبرز بين اسباب القلق الاخرى مفاعل اراك الذي تواصل ايران انشاءه والمصمم اساسا لتوفير البلوتونيوم البديل عن اليورانيوم المخصب بدرجة عالية كفيلة بتصنيع القنبلة النووية.
والهدف من محادثات هذا الاسبوع التوصل الى تفاهم quot;موقتquot;. وفي حال الاتفاق، ستتوقف ايران عن تخصيب اليورانيوم ذي الدرجة المسماة quot;وسطيةquot; بنسبة 20%، وستقلص حجم مخزونها من اليورانيوم، وستوقف اعمال الانشاء في مفاعل اراك.
وتحصل ايران في المقابل على تخفيف اول للعقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.
وبحسب مسؤول اميركي رفيع المستوى، فإن حوالى 100 مليار دولار من العائدات المتأتية من مبيعات النفط الايراني مجمدة حاليا في حسابات مصرفية حول العالم. كذلك فإن تراجع صادرات النفط الخام منذ العام 2011 يكلف البلاد، وفق المصدر عينه، quot;حتى 5 مليارات دولار شهرياquot;.
وخلال هذه المرحلة الاولى التي تستمر بضعة اشهر، سيتم التفاوض على اتفاق نهائي يتم على اثره تقليص حجم البرنامج النووي الايراني بشكل دائم والغاء العقوبات.
ويبدي الدبلوماسيون والمحللون تفاؤلا حذرا حيال فرص التوصل الى اتفاق. ويعتقد كثير منهم مع ذلك ان اي اتفاق محتمل سيحتاج لعقد جولات مفاوضات اضافية تلي اجتماعات هذا الاسبوع.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت ان quot;انطباعنا العام هو ان ثمة فرصة كبيرة يجب عدم تفويتهاquot;. كذلك تؤكد الولايات المتحدة ان التوصل الى اتفاق هذا الاسبوع امر quot;ممكنquot;.
غير ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اكد الاحد انه quot;طالما لم نصل الى يقين بان ايران تخلت عن السلاح النووي، سنبقي على كل مطالبنا والعقوباتquot;.
وحذر من جهته نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي الذي يترأس الوفد الايراني الى المفاوضات مع القوى الكبرى في جنيف، من انه quot;لن يتم التوصل الى اي اتفاق في حال عدم احترام حقوق الامة الايرانيةquot;. وبالنسبة لايران يمثل تخصيب اليورانيوم احد هذه الحقوق.