في الوقت الذي تحتدم فيه معركة الرئاسة في إيران، ويعزفُ المواطن العادي عن الاهتمام بالحراك في بلد ديكتاتوري، تسعى الحركة الخضراء المعارضة التي برزت في 2009 الى أن تتخذ لها مكانًا وسط الأحداث.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: تتحضّر الحركة الخضراء المُعارِضة في إيران للعودة إلى مزاولة نشاطاتها مرة أخرى، وذلك مع بدء العد التنازلي لانتخابات الرئاسة المقررة في البلاد يوم الجمعة المقبل، وإن كان هناك انقسام بداخلها بخصوص جدوى المشاركة في الانتخابات من عدمها.

مطالب التغيير

ظهرت الحركة، وهي ائتلاف فضفاض مكون من عدة جماعات تتراوح في وجهات نظرها من تلك التي تطالب بتغيير تدريجي إلى تلك التي تدعو للإطاحة بالنظام، في مناسبتين عامتين خلال الشهر الجاري: في جنازة بأصفهان وخطاب بطهران.

واحتشد المشاركون لإبداء اعتراضهم على الحكومة، فيما دعا البعض لإنهاء الديكتاتورية الحاكمة في البلاد.

وكانت التظاهرة التي شهدتها أصفهان أول تواجد علني ضخم للمعارضة منذ عامين، حين خرج الناس لدعم ثورات الربيع العربي في أماكن أخرى.

القمع من جديد

وكان المسؤولون الأمنيون في إيران قد حذروا منذ أسابيع بأنهم سيضيقون الخناق على أي نشاط للمعارضة يسبق انتخابات الرابع عشر من حزيران/ الجاري. وتحدثت مواقع تابعة للمعارضة عن حدوث العشرات من الاعتقالات في كلتا المناسبتين.

في غضون ذلك، وقبيل أسبوع واحد فقط من انطلاق الانتخابات، مازالت تتداول الحركة الخضراء في ما بينها بشأن الموافقة على اختيار واحد من مرشحي التيار الإصلاحي أو مقاطعة الانتخابات.

المشاركة من عدمها !

وسواء سلكت الحركة هذا الخيار أو ذاك، فستكون هناك مخاطر، وفقاً لما أكدته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بهذا الخصوص.

وقال مؤيدو خيار المقاطعة إن مشاركتهم بالانتخابات المقبلة ستمنح النظام وعملية الانتخابات المعيبة صفة الشرعية.

وقال مانيجي، 28 عاماً، ويعمل فني اتصالات وهو إذ يعتزم التصويت في الانتخابات المقبلة:quot; من الواضح أن الحركة الخضراء لم تحقق أهدافها عام 2009، لكن ما زال يتعيّن علينا أن نُظهر أننا متواجدون وأن لدينا مطالبquot;.

وطالبت قبل أيام أكبر جماعتين سياسيتين مرتبطتين بالحركة الخضراء في الخارج بضرورة مقاطعة تلك الانتخابات.

وورد ببيان صادر عن فرع منظمة الثوريين الإسلاميين في إيران: quot; لن نكتفي بعدم دعم أي مرشح، بل أننا نعتبر الانتخابات غير شرعيةquot;.

حالة من اللامبالاة

تسود دوماً حالة كبيرة من عدم اللامبالاة بين الناخبين في إيران، وهو ما تؤكده وسائل الإعلام الإيرانية التابعة لتيار المعارضة ومعظم استطلاعات الرأي الإلكترونية غير الرسمية التي تقوم بتنظيمها المواقع الإخبارية داخل إيران وخارجها.

ومضت الصحيفة تنقل عن سيدة تدعى نادية، تبلغ من العمر 44 عاماً بعد إعلانها أنها لن تشارك في الانتخابات، قولها :quot; كم مرة يتعين علينا فيها أن نسلك نفس الطريق ؟ دعوهم يجرون الانتخابات وينصبون رئيسياً ويتحملون تداعيات ما سيحدثquot;.

ومن الجدير ذكره أن تلك الحركة الخضراء قد تكونت عام 2009، بعدما أعيد انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، وسط مزاعم واسعة تتحدث عن حدوث تلاعب بالأصوات.

وبعد تنويهها للأجواء المشحونة التي تعيشها إيران منذ انتخابات الرئاسة عام 2009 بين النظام الحاكم والمعارضة، واستمرار حالة الجدل في الشارع السياسي دون انقطاع، نقلت ستريت جورنال عن حسين بستاني، وهو محلل متخصص في الشأن الإيراني ويتواجد في باريس، قوله:quot; الحركة الخضراء لم تمت، لكن لا يتعين علينا توقع نفس المستوى من الإثارة والالتزام من مؤيديها هذا العام.

والإيرانيون ليسوا كالسوريين، ولن يكونوا مستعدين لحمل السلاح من أجل التغييرquot;.