السياسيون في لبنان يدقون ناقوس الخطر والسبب الأعداد الهائلة للنازحين السوريين الى لبنان، حتى بات الامر يشكل مشكلة انسانية اقتصادية وسياسية تضاف الى كاهل اللبناني.

بيروت: دق وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل ابو فاعور ناقوس الخطر واعلن أن النزوح السوري مقلق جدًا ولا نستطيع تحمله، كما اجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مشاورات عاجلة مع جهات دولية واقليمية حول سبل مواجهة قضية النازحين السوريين، كما أنه اقترح على بعض المراجع الأمنية اللبنانية اعتماد صيغ جديدة في مواجهة الأعداد الكبيرة، بالتنسيق مع بعض الجهات الدولية المعنيةquot;.

في هذا الصدد، يقول الخبير الاقتصادي الدكتور ايلي يشوعي في حديثه لـquot;إيلافquot; إن هناك نوعين من النازحين السوريين إلى لبنان، النازح الذي يملك القدرة على استئجار المنازل والمقتدر، والنوع الآخر المعدم والفقير، ومع الاسف غالبية النازحين هم من الفئة الثانية، وبالتالي هذا يطرح مشكلة انسانية واجتماعية واقتصادية على لبنان والحكومة اللبنانية.

ويضيف يشوعي:quot; اعتقد أن المسؤولية اليوم تشبه قضية الفلسطينيين، لا يجب أن تكون مسؤولية دولة واحدة بل من خلال تضامن عربي تجاه هذه القضية الانسانية، هناك دول نفطية لديها فوائض مالية هائلة، ولبنان بسبب الطبقة السياسية التي حكمته اغرقته بالديون، من دون أي نتيجة.

عن الحديث عن اعداد النازحين التي تفوق الاحصاءات الرسمية، يقول يشوعي:quot; يجب أن يكون هناك تضامن عربي ومساعدات مالية، ليس عبر الحكومة اللبنانية بل من خلال السفارات، فمثلاً تستطيع السفارة السعودية بنفسها توزيع المساعدات المالية أو العينية، وكذلك سفارة قطر وغيرها، ويمكنها ألا توزع بوساطة الحكومة، كي يطمئن المانحون أن الاموال ستصل الى حيث يجب أن تصل، لأننا مع الاسف سمعتنا عاطلة وسيئة، تأتينا المساعدات من جهات معينة نصفها يتبخر والنصف الآخر يصل، واعتقد على الحكومة اللبنانية أن تطلب من الدول العربية الغنية، وكذلك من الامم المتحدة ومن المجتمع الدولي من خلال سفاراتها في بيروت، أن تقوم هذه الاخيرة بتقديم كل انواع المساعدات، حتى البيوت الجاهزة، كي نستطيع ايواء كل اللاجئين، ويكون هناك نوع من الالتزام من المجتمع الدولي والبلدان العربية، بأن كل هؤلاء النازحين سيعودون يومًا الى قراهم ومنازلهم في سوريا عندما تنتهي الازمة هناك.

أما في حال لم تلتزم الدول العربية من خلال سفاراتها، وكذلك المجتمع الدولي، من أين سيأتي لبنان بالاموال اللازمة، وهو يرزح تحت حمل الدين الثقيل؟ يجيب يشوعي:quot; لبنان لا يستطيع ولا يقدر كخزينة مرهقة التي اتعبوها بالديون، من سياسات البنك المركزي الى السياسات المالية، الى سياسات الخدمة العامة، والانفاق الاستثماري، كل تلك السياسات العبء، والمحاصصة الخ، والنهب المنظَّم، اغرق الخزينة اللبنانية بالديون، ولم تعد لديها أي قدرة على مساعدة أي كان، حتى اللبنانيين، كيف بالأحرى غير اللبنانيين، واليوم يتكّل اللاجئون على اقاربهم في لبنان، لكن هذا لا يمكن أن يستمر، خصوصًا أن الوضع الاقتصادي في لبنان متراجع، وفرص العمل لهؤلاء من الصعب أن يجدوها.

ويتابع:quot; لا حل الا بالمساعدات الخارجية عبر السفارات، لا من خلال هذه الحكومة، وإلا سيتعرض الامن الاجتماعي في لبنان لخطر اكيد.

رأي سياسي

النائب ناجي غاريوس ( تكتل التغيير والاصلاح التابع لعون ) يؤكد في حديثه لـquot;إيلافquot; أن النازحين قد يكونون من جنسيات مختلفة ومع وجود مشاكل في سوريا، هذا يشكل خطرًا اضافيًا على لبنان، وعددهم مع وجود تطمينات من الامن العام، اكبر مما يُعلن.

ويضيف: quot;ما قلناه في اليوم الاول لدخول السوريين إننا لا نقبل أي تدخل سوري في لبنان، ولذلك لوحقنا وادخلنا السجون، واليوم الفريق الآخر المستفيد من الوجود السوري في لبنان سابقًا، اصبح اليوم ضده بعدما اوعز الاميركيون له بذلك.

اما هل يشبه النزوح السوري اليوم نزوح الفلسطينيين في اربعينات القرن الماضي؟ يجيب غاريوس :quot; مع التهجير الفلسطيني في العام 1948 قالوا إن الفلسطينيين سيأتون موقتًا،غير أن الدولة اللبنانية حينها وضعت الفلسطينيين حول المدن الكبيرة في لبنان، من طرابلس الى بيروت وصيدا وصور والبقاع.

واليوم بعد مرور سنوات كثيرة لم تحل قضيتهم، وأثرت القضية الفلسطينية على لبنان، اما في سوريا فمعروف من يشجعهم، فأميركا واوروبا وبعض الدول العربية، ترغب بقلب الحكم في سوريا لأنه لم يعد يخدم مصالحها.