أعلنت شركة أبوظبي للإعلام مغادرة رئيسها التنفيذي الأردني أيمن الصفدي، وتعيين الإماراتي سيف سعيد غباش رئيسًا تنفيذيًا للشركة بالإنابة. وعقب مصدر في مجلس الإعلام أن الاستقالة كانت مبرمجة ولم تأت مفاجئة.


محمود العوضي من دبي: أطلقت شركة أبوظبي للإعلام وجهًا جديدًا في ساحة الإعلام في الإمارات والخليج، إذ قامت بتعيين مواطنها سيف سعيد غباش (33 عامًا) رئيسًا تنفيذيًا بالإنابة، خلفًا للأردني أيمن الصفدي.

وتعد شركة أبوظبي للإعلام واحدة من أكبر الأجهزة الإعلامية في الخليج العربي، إذ تشرف على منابر إعلامية ضخمة، كجريدتي الاتحاد وذا ناشيونال، وقنوات أبوظبي المختلفة والإذاعة وقناة ناشيونال جيوغرافيك، فضلًا عن ارتباطها بعلاقات مع القناة الفضائية الإخبارية سكاي نيوز عربية، وعدد آخر من المنابر الإعلامية.

استقالة مبرمجة
وأعلن محمد مبارك المزروعي رئيس مجلس إدارة أبوظبي للإعلام أن الصفدي سيغادر موقعه في الشركة وذلك بعد أن أتم المهام التي كان انضم لأبوظبي للإعلام لإنجازها، ليتولى مهامه بالإنابة غباش، الرئيس التشغيلي في أبوظبي للإعلام الذي عمل والصفدي على إدارة عملية إعادة هيكلة الشركة منذ شهر آذار (مارس) 2012.

وأعرب المزروعي باسم مجلس إدارة الشركة عن شكره للصفدي على جهوده المثمرة في إدارة الشركة وإعادة تنظيمها وإنجازه المهام التي أوكلت إليه. وأكد ثقته أن غباش، الذي عمل والصفدي فريقا واحدا منذ بدأ العمل على إعادة هيكلتها بصفة استشارية لحوالى عام سبق توليهما المسؤوليات التنفيذية، سيكون قادرا على قيادة الشركة نحو آفاق جديدة.

وقالت مصادر قريبة من شركة أبوظبي للإعلام لـquot;إيلافquot; إن هذا التغيير كان مخططًا له سلفًا، في إطار إحلال العناصر الإماراتية بدلًا من الوافدة، وهي سياسة تبدو أبوظبي وشقيقاتها عازمة تنفيذها بحزم.

بدوره، شكر الصفدي المزروعي ومجلس الإدارة على دعمهم وإسنادهم المطلق للإدارة التنفيذية لأبوظبي للإعلام خلال توليه مسؤوليتها، وأعرب عن اعتزازه بفترة خدمته وبالعمل مع الزملاء الذين بذلوا جهودا طيبة للنهوض بمسؤولياتهم. وتمنى التوفيق لغباش الذي قال إنه كان خير عون وشريكا حقيقيا في تحمل المسؤولية والوصول الى الأهداف المبتغاة.


تجربة متميزة
الجدير بالذكر أن البريطاني مالكوم روبرت وول تولى مسؤولية شركة أبوظبي للإعلام إبان تأسيسها، وعمل في ذلك الوقت على تأسيس جريدة ناشيونال، محاولًا محاكاة جريدة تليغراف ذائعة الصيت. لكن ناشيونال لم تصادف النجاح المطلوب الذي يلبي طموح صانع السياسة الإعلامية في أبوظبي.

وكان مجلس إدارة الشركة برئاسة المزروعي قرر في آذار (مارس) 2012 تعيين الصفدي رئيسًا تنفيذيًا للشركة، خلفًا لروبرت وول، الذي تم تعيينه مستشارًا لمجلس الإدارة، اعتبارًا من ذلك التاريخ.
وقال المزروعي حينها: quot;إن الاستراتيجية والأولويات التي أقرّتها الشركة تستدعي أن يتولى إدارتها شخص يمتلك ما يمتلكه أيمن الصفدي من تجربة متميزة ومعرفة بقضايا المنطقة وشؤونهاquot;، مشيدًا بما حققته أبوظبي للإعلام خلال مرحلة إدارة مالكوم وول لها، مؤكدًا تثمين مجلس الإدارة لما بذله وول من جهود لتطوير أداء الشركة وتطلعه للإفادة من خبراته في موقعه الجديد.

تولي الكفاءات الوطنية
وفي الشهر نفسه، أعلن المزروعي أن مجلس إدارة الشركة قرر تعيين غباش رئيسًا تشغيليًا للشركة. وعمل غباش في مجال الاستثمار والاستشارات الاستراتيجية لسنوات عدة، ولعب دورًا رئيسًا في تطوير الاستراتيجية الجديدة لأبوظبي للإعلام خلال الفترة الماضية، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس من كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة.

وكان الصفدي، نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الدولة المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية سابقًا، قد عمل مع أبوظبي للإعلام منذ نيسان (أبريل) 2011، مستشارًا لمجلس الإدارة، حيث أسهم في صياغة الاستراتيجية والهيكلية التنظيمية الجديدتين للشركة، كما أشرف لفترة انتقالية على إدارة الأقسام المساندة فيها.

وقال الصفدي عند تحمله تلك المسؤولية في ذلك الوقت: quot;إن الشركة قطعت خطوات مهمة في تطوير أدائها وتنفيذ استراتيجيتها الجديدة في الفترة الماضية، وإن اتخاذ الخطوات الكفيلة بتولي الكفاءات الوطنية المتميزة قيادة الشركة وعملية إنتاج المحتوى الإعلامي يقع في مقدم الأولويات في المرحلة المقبلة، وسيتم وضع خطة عمل واضحة ومحكومة بجدول زمني لتحقيق ذلكquot;.