أكد رئيس الحكومة الليبية الزائر حالياً لعمّان ونظيره الأردني على أهمية التأسيس لعلاقات استراتيجية لتعزيز مصالحهما المشتركة.


نصر المجالي: عقد الجانبان الاردني برئاسة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور والليبي برئاسة رئيس الوزراء علي زيدان جلسة مباحثات في دار رئاسة الوزراء الاحد تركزت على سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وفتح افاق اوسع للتعاون المشترك في المجالات كافة .

واتفق النسور ونظيره الليبي على اهمية التأسيس لعلاقات استراتيجية حقيقية بين البلدين تعززها المصالح المشتركة وتدعمها توفر الارادة السياسية والرغبة الحقيقية في تنميتها .

وتواجه ليبيا مشاكل امنية وانفلات امني غير مسبوق بسبب سطوة الميلشيات المسلحة التي تشكل دولة دولة.

وقال رئيس الحكومة الاردني اننا نتطلع باهتمام لهذا اللقاء الذي تأخر عقده نتيجة الاوضاع غير المستقرة التي شهدتها ليبيا خلال الفترة الماضية والتي حالت دون مزيد من الاتصالات معربا عن الامل بان تسهم هذه الزيارة في توفير دفعة قوية للعلاقات الاخوية بين البلدين والشعبين.

خبرات أردنية

وأبدى النسور استعداد بلاده للتعاون مع ليبيا وتزويدها باحتياجاتها من الخبرات والتجربة الاردنية في جميع القطاعات لافتا الى ان الاردن يدرك بان الثورة الليبية احدثت تغييرات كبيرة في اركان الدولة الامر الذي يتطلب اعادة النظر في استكمال ادوار المؤسسات quot;والاردن الذي يمتلك الكفاءات البشرية مستعد لتقديم العون والمساعدة في هذا المجال quot;.

وقال ان الاردن في وسط هذا الاقليم المضطرب يشكل واحة للأمن والاستقرار والسلام والبناء والتقدم لافتا الى ان الاردن لديه اعلى نسبة تعليم في الوطن العربي ومن اعلى النسب على مستوى العالم فضلا عن تميزه في مجال الصحة والسياحة والسياحة العلاجية اضافة الى نظام بنكي متقدم.

كما اكد النسور ان الاردن يمتلك قطاعا قويا وفاعلا في مجال الانشاءات والمقاولات يمكن ان يسهم في مرحلة اعادة الاعمار في ليبيا.

زيارة متأخرة

من جهته، اعرب زيدان عن سعادته لزيارة الاردن وقال: quot;هذا الصرح الذي بدأه الحسين بن علي ثم تولاه الملك المؤسس عبدالله الاول ومن بعده الملك الحسين بن طلال والذي يعزز مسيرته اليوم الملك عبدالله الثاني quot; لافتا الى العلاقات المتميزة التي كانت تربط المملكة الليبية المتحدة ايام حكم الملك ادريس السنوسي.

وقال quot;لقد تأخرنا في هذه الزيارة للأردن وكان الواجب ان نقوم بها مبكرا للتعبير عن الشكر والتقدير للجهود التي بذلها الاردن في مساعدة ليبياquot;.

ولفت الى ان ليبيا تقدر للأردن معالجة الجرحى والمرضى الليبيين مشيرا الى ان التأخير في سداد كلف المعالجة يعود الى ان الدولة الليبية لم تكتمل آلية ادائها بعد وبخاصة المالية والمصرفية موضحا انه تم تغطية نحو 80 بالمئة من هذه الكلف والبقية موجودة في المصرف المركزي.

وابدى رغبة الجانب الليبي في الاستفادة من الخبرات الاردنية وخاصة في مجال التدريب وبناء القدرات في المجال الدفاعي والشرطي وفي مجالات المياه والنقل والمواصلات والثقافة والاعلام مؤكدا ان الاردن بقيادته الحصيفة اصبح مثالا لأفضل ما تبنى عليه الدول.

تجربة مريرة

وقال زيدان: quot;نحن نعيش في تجربة مريرة حيث لم تكن علاقات ليبيا في الفترة السابقة مؤسسة على اسس راسخة quot; مؤكدا اننا نريد علاقات رصينة مع جميع الدول بما يضمن حقوق جميع الاطراف.

وشدد على ان الشعب الليبي شعب محافظ ويرنو الى اقامة دولة ترتكز على التقاليد وتنحى الى الحداثة quot;وهذا عامل اساسي من عوامل الالتقاء بين الاردن وليبياquot;.

واتفق رئيسا الحكومتين على تفعيل عمل اللجنة العليا الاردنية الليبية المشتركة وعقد اجتماع لها خلال الاشهر القليلة القادمة.

من جهته، اكد وزير الخارجية الليبي محمد عبدالعزيز ان السياسة الخارجية الاردنية اثبتت جدواها معربا عن ثقته بان العضوية المرتقبة للأردن في مجلس الامن ستكون ذات اهمية لجهة التركيز على قضايا السلم والامن الدولي.

واشاد بنظام الحوكمة الرشيدة وحقوق الانسان والحريات الاساسية في الاردن مشيرا الى امكانية استفادة ليبيا من هذا الامر.

وقال ان مرحلة الانتقال من الاستبداد الى الثورة في ليبيا والى بناء المؤسسات ليست عملية سهلة فهي تحتاج الى التدريب المؤسسي وتغيير الثقافة السائدة.