في ما ينذر بصدام بين الكونغرس والبيت الأبيض، يتوعد زعماء مجلس الشيوخ بتشديد العقوبات على إيران، ما يهدد اتفاق جنيف حول الملف النووي بين طهران ومجموعة خمسة زائد واحد.


لندن: أمضى زعماء مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهورية الأيام الأخيرة في الاتفاق على مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة أشد ضد ايران، وبذلك اعداد الساحة لمواجهة مديدة مع البيت الأبيض. ويأمل زعماء مجلس الشيوخ بتمرير مشروع القانون قبل عطلة الميلاد.
وترى ادارة اوباما أن القانون يمكن أن يجهض الاتفاق النووي الذي توصلت اليه مجموعة الخمسة زائد واحد مع ايران في 23 تشرين الثاني (نوفمبر)، وينسف المفاوضات المقبلة بشأن التوصل إلى اتفاق دائم في غضون ستة أشهر.
العقوبات مستمرة
نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول رفيع في الادارة الاميركية قوله: quot;إذا كان لدى اعضاء مجلس الشيوخ مخاوف بشأن عناصر من الاتفاق النهائي، فليأتوا ويخبرونا بها، ولكن هذا نقاش منفصل عن تمرير قانون يفرض عقوبات وسط المفاوضات الجاريةquot;.
وكانت ايران وافقت على تقليص انشطتها النووية ستة أشهر في اعقاب الانفراج الذي شهدته العلاقات مع الولايات المتحدة، مقابل تخفيف بعض العقوبات المفروضة عليها. ويخشى الكونغرس، الذي كان له دور رئيس في بناء نظام العقوبات التي قصمت ظهر الاقتصاد الايراني، أن يكون تخفيف العقوبات الآن خطأ تكتيكيًا. وقال بوب منينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، إن مشروع القانون سيُقدَّم حين يعود مجلس الشيوخ من عطلة عيد الشكر في 9 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وقال للصحافيين: quot;علينا أن نكون مستعدينquot;.
وعمل مينيندز على إعداد قائمة العقوبات الجديدة مع الجمهوري مارك كيرك، قائلًا: quot;المهم بناء نظام من العقوبات يكون بوليصة تأمين ويتيح لنا حرية الحركةquot;.
والمعروف عن زعيم مجلس الشيوخ هاري ريد أنه حليف قوي للبيت البيض، لكنه اشار إلى انه سيطلب من كبار اعضاء المجلس أن ينظروا في إبقاء ضغط العقوبات على ايران مستمرًا بلا هوادة.
خط أحمر
سيحاول وزير الخارجية الاميركي جون كيري، وكبيرة المفاوضين الاميركيين مع طهران ويندي شيرمان إقناع الكونغرس بعدم المضي قدمًا بفرض عقوبات جديدة. ولاحظ مراقبون أن شيرمان، الشخص الثالث في وزارة الخارجية الاميركية، كانت طرفًا في المحاولة الدبلوماسية الفاشلة التي قامت بها الولايات المتحدة لايقاف برنامج كوريا الشمالية النووي في عهد الرئيس بيل كلنتون.
وتقل شيرمان إن الوضع يختلف مع ايران، لأن كوريا كانت تمتلك وقودًا جاهزًا لانتاج سلاح نووي حين بدأت المفاوضات، وإن لدى ايران طبقة وسطى ليست معزولة عن العالم وستذوق طعم التخفيف من العقوبات خلال الأشهر الستة المقبلة وتطلب المزيد.
وقال بوب كوركر، عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري، الذي بادر إلى صوغ مشروع قانون يفرض عقوبات اشد على ايران، قال إنه متوجس من اتفاق يجيز لايران تخصيب مادة يورانيوم.
وكان الرئيس الايراني حسن روحاني أوضح في مقابلة مع صحيفة فايننشيال تايمز الاسبوع الماضي أن ايران لن تفكك برنامجها النووي. وحين سُئل عما إذا كان التفكيك خطًا أحمر، اجاب: quot;100 بالمئةquot;.