تولى باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة واعدًا بأن يكون نقيض جورج بوش، لكنه في ولايته الثانية أخذ يحاكي سلفه بهبوط شعبيته هبوطًا فاق هبوط شعبية بوش في العام 2005.


أظهرت غالبية الاستطلاعات التي أُجريت خلال كانون الأول (ديسمبر) أن نسبة الاميركيين الراضين على أداء رئيسهم تبلغ 40 بالمئة أو أقل بالمقارنة مع 54 بالمئة في بداية 2013، وهي أدنى نسبة منذ انتقاله إلى البيت الأبيض في العام 2008. وكانت شعبية بوش هبطت في العام 2005 إلى 43 بالمئة من 67 بالمئة في بداية ولايته الثانية، ومن نحو 90 بالمئة خلال الأيام التي اعقبت هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001.

أقل من نيكسون

وتبيّن الأرقام أن الرئيس ريتشارد نيكسون الذي أسقطته فضيحة ووترغيت وحده الذي كانت شعبيته أدنى من شعبية أوباما في المرحلة نفسها من ولايته في العام 1973. ورغم أن الرؤساء الاميركيين عادة يفقدون قدرًا من شعبيتهم بعد الفوز بولاية ثانية، لكن شعبية أوباما تراجعت في هذه الفترة بوتائر أسرع من غالبية الرؤساء الآخرين.

وقال الباحث ستيفن هيس من معهد بروكنز إن تاريخ الرئاسة في الولايات المتحدة مثل الساعة الرملية التي ينساب رملها متسارعًا، ونقلت صحيفة واشنطن تايمز عن هيس قوله إن السنة الخامسة من ولاية أوباما كانت سنة سيئة للغاية، وإنه أهدر الفرصة التي سنحت له لتصحيح بعض الأمور.

وتوالت الفضائح على أوباما تقريبًا منذ لحظة انتخابه لولاية ثانية، بما في ذلك البرامج التجسسية الواسعة التي تمارسها وكالة الأمن القومي على الاميركيين وغير الاميركيين، بمن فيهم زعماء دول حليفة، واستهداف دائرة الضرائب للمحافظين تحديدًا، وفشل أوباما في تنفيذ الوعد الذي قطعه للاميركيين بشأن التأمين الصحي.

وحين سُئل أوباما خلال مؤتمر صحافي في 20 كانون الأول (ديسمبر) الجاري عن هبوط شعبيته هذا الهبوط الحاد، قدم الاجابة المعهودة من المسؤولين المنتخبين عندما تهبط شعبيتهم، بالقول إن استطلاعات الرأي لا تُقلقه.

لا شعبية بين النساء

ولن يواجه أوباما الناخبين مرة أخرى بعد انتهاء ولايته الثانية، لكنّ كثيرًا من الديمقراطيين يجاهرون بمخاوفهم من أن يتسبب هبوط شعبية أوباما في سقوطهم خلال الانتخابات النصفية في تشرين الثاني (نوفمبر) وسيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب.

وأظهر استطلاع، أجرته شبكة سي. أن. أن. الأميركية مع مؤسسة أو آر سي انترناشنال لأبحاث الرأي العام في 20 كانون الأول (ديسمبر)، هبوط شعبية أوباما إلى 41 بالمئة. وقال كيتنغ هولاند، مدير الاستطلاعات في الشبكة إن أوباما فقد الكثير من شعبيته بين النساء والشباب، وهما شريحتان أسهمتا بقسط حاسم في إعادة فوزه في العام 2012.

في وقت سابق من الشهر، أظهر استطلاع آخر هبوط شعبية أوباما إلى أقل من 40 بالمئة، لأول مرة منذ انتخابه، بحسب مؤسسة ريل كلير بوليتكس. كما أظهر استطلاع آخر أجرته صحيفة واشنطن بوست مع شبكة أي بي سي نيوز هبوط شعبية أوباما إلى 43 بالمئة، وهي أقل من شعبية بوش التي بلغت 47 بالمئة في العام 2005.

وكانت شعبية جميع الرؤساء الاميركيين بعد الحرب العالمية الثانية تزيد على 50 بالمئة خلال هذه الفترة من رئاستهم، باستثناء نيكسون الذي هبطت شعبيته في المرحلة نفسها إلى حدود 29 بالمئة.