يعيش العراق اليوم الجمعة على وقع تظاهرات جديدة، وسط دعوات بانسحاب الجيش من المدن ونشر قوات الشرطة، كما دعا مرجع شيعي لعدم انتخاب اي قائمة فيها وزير حالي.


تشهد محافظات عراقية عدة اليوم تظاهرات واعتصامات تحت شعار quot;جمعة الوفاء لشهداء الفلوجةquot;، وسط مطالبات بإخراج الجيش من المدن ونشر قوات الشرطة بدلاً عنه، حيث يتوافد على ساحة الاعتصام في الانبار منذ 24 ساعة المئات من رجال العشائر للتضامن مع المحتجين الذين زادوا من احتياطاتهم الامنية لمنع أي اعمال تؤثر على سلمية التظاهرات.
ومنذ يومين، واصلت اللجان التنسيقية للتظاهرات من اجراءاتها لاستيعاب الاعداد الكبيرة الوافدة على ساحات التظاهر والاعتصام، حيث تمت زيادة عدد اللجان الامنية لتفتيش المشاركين في صلوات الجمعة الشيعية السنية الموحدة التي تقام اليوم، كما تم نصب كاميرات حول هذه الساحات لرصد أي تحركات مشبوهة للتأثير على سلمية الحراك الشعبي، كما حصل في الفلوجة الجمعة الماضي.
ومن جانبها، فقد اعلنت قوى الحراك الشعبي للمحتجين في محافظات عراقية غربية وشمالية عن تنظيم مليونيات في العديد من المدن اليوم الجمعة تحت شعار quot; جمعة الوفاء لشهداء الفلوجة quot;، وحذرت من تفجر الموقف في حال استمرار السلطات بمواجهة التظاهرات. وقالت إن احتجاجات اليوم تجري quot;تكريمًا للارواح الطاهرة التي ارتقت لجنان الخلدquot;. وقالت هذه القوى في بيان حصلت quot;ايلافquot; على نسخة منه: quot;هاهي الثورة المباركة تدخل شهرها الثاني وتزداد قوة على تحقيق مطالبها بعد أن ارتقى خيرة شبابها الى جنان الخلد بسبب اصرار الحكومة وسياستها على استخدام القوة في التعامل مع المتظاهرين بدلاً من العقل والحكمة بشكل يجنب البلاد حمام الدم الذي نسعى بقدر الامكان أن لا نخوض فيه لتبقى ثورتنا سلمية بيضاء ولنحقق مطالبنا بالسبل والوسائل اللاعنفية في الوقت الذي تصر فيه أجهزة الحكومة القمعية على تكرار مشاهد القمع التي برعت فيها منذ شباط عام 2011 ولحد الآنquot;. واكدت الحرص على الاستمرار في التظاهر السلمي وسلمية الثورة محذرة الحكومة quot;من الاستمرار بتلك الممارسات التي قد تدفع بعض الشباب الغاضب للرد بالمثل، وحينها لن يكون لصوت التهدئة ودعوات ضبط النفس أي صدى في الشارعquot;.
ووقع البيان كل من: شباب الثورة العراقية الكبرى والحركة الشعبية لانقاذ العراق وائتلاف ثورة 25 شباط واحرار عشائر العراق وتجمع شباب الانبار وتجمع ثوار الفلوجة والجبهة الشعبية لانقاذ كركوك والرابطة الوطنية لعشائر الجنوب والفرات الاوسط وتجمع صامدون وتجمع شباب ثائرون ..إضافة الى منظمة طلبة وشباب العراق الحر ومنظمة العهد للدفاع عن المعتقلين.
وستشهد العاصمة بغداد ومحافظات الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى ومناطق شمال الحلة والكوت واقضية الزبير وأبي الخصيب والفاو وصفوان في محافظة البصرة الجنوبية تظاهرات
تأييد للمطالب الشعبية وتعاطف مع أسر quot;شهداء الفلوجةquot; الذين قتلوا في صدامات مع الجيش الجمعة الماضي.
دعوات بسحب الجيش من المدن ومذكرات اعتقال لقاتلي المتظاهرين
وقد انذر مجلس محافظة الانبار قيادة العمليات العسكرية في المحافظة بضرورة سحب كل أشكال التواجد العسكري من الرمادي والفلوجة، وبعكسه فإن المجلس يحمل القائد العام للقوات المسلحة ووزارة الدفاع نوري المالكي مسؤولية ما يترتب على ذلك. كما طالبت اللجان التنسيقية للتظاهرات بإخراج الجيش من المدن والاكتفاء بقوات الشرطة المحلية للقيام بواجبها الأمني، مشيرةً إلى أن quot;وجود فرقة عسكرية كاملة في مدينة الفلوجة يدل على أن الحرب قائمة عليهاquot;.
يأتي هذا في وقت اصدرت محكمة تحقيق الفلوجة مذكرات اعتقال بحق قائد الفرقة الأولى في الجيش العراقي وعدد من ضباطه بتهمة القتل العمد لمتظاهري الفلوجة. واصدر قاضي محكمة تحقيق الفلوجة، اليوم، مذكرات اعتقال بحق قائد الفرقة الأولى في الجيش العراقي المنتشرة بمدينة الفلوجة، اللواء عدنان، ومدير استخبارات الفرقة المقدم ضمد والمقدم فاضل علي محمد والنقيب جلال لتورطهم بإطلاق النار على المتظاهرين يوم الجمعة الماضي وأدى إلى مقتل ستة وإصابة 60 آخرين بجروح، وذلك بناءً على دعوى رفعها ذوو الضحاياquot;. وقد صدرت مذكرة الاعتقال وفقًا للمادة 406 من قانون العقوبات العراقي التي تنص على: يعاقب بالإعدام كل من ارتكب جريمة القتل العمد.
وكان وزير حقوق الإنسان محمد شياع السوداني طالب خلال مؤتمر عقدته لجنة متابعة مطالب المتظاهرين امس الخميس بمقاضاة عناصر الجيش العراقي الذين اطلقوا النار على المتظاهرين في مدينة الفلوجة.
وشهدت تظاهرات الفلوجة يوم الجمعة الماضي 25 كانون الثاني (يناير) الماضي مقتل سبعة أشخاص وجرح أكثر من 60 آخرين جميعهم من المتظاهرين المنددين بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي بنيران الجيش العراقي عقب تعرضه للرشق بالحجارة من قبل المتظاهرين، وأعلنت وزارة الدفاع إثر ذلك بأنها فتحت تحقيقاً عاجلاً ووعدت بمحاسبة المقصرين من قوات الجيش، كما قررت تعويض الضحايا، كما اتفقت مع محافظة الأنبار على سحب القوات العسكرية من الفلوجة في خلال 24 ساعة وتسليم المهام الأمنية للشرطة الاتحادية.
مرجع شيعي يدعو الى عدم انتخاب أي قائمة فيها وزير حالي
دعا المرجع الشيعي الشيخ بشير النجفي الى عدم انتخاب أي قائمة يوجد فيها وزير حالي، ولوواحداً، يمثلها في الحكومة الحالية .
ونقل مصدر اعلامي عن المرجع الشيعي الشيخ بشير النجفي خلال استقباله لوفد من محافظة واسط، حيث ناقش معه عدداً من القضايا السياسية والاجتماعية والإقليمية ومدى تأثيرها على الوضع العام في البلاد قوله quot;لا تنتخبوا أي قائمة يوجد لديها وزير ولو واحداً يمثلها في الحكومة الحالية quot;. وأكد المرجع أن quot; البلاد لكل ابنائها لأن العراق فيه مواهب من حيث المواهب الاقتصادية والثقافية والعلمية، فالمواهب الاقتصادية عظيمة جداً ويوجد اغلى معدن في العراق هو اليورانيوم، وأراضي العراق كلها قابلة للزراعة،وهو منفتح على العالم جوًا وبرًا وبحرًا ، ويجب أن يكون العراق متميزًا على الأقل في المجال الإقليمي quot;.
واضاف أن quot;الذين جاؤوا إلى الكراسي خدموا جيوبهم ولم يخدموا الشعبquot; .. وخاطب أعضاء الوفد قائلاً quot; أوصيكم أولادي بان لا تنتخبوا أي قائمة يوجد لديها وزير، ولوواحداً، يمثلها في الحكومة الحاليةquot;.
يذكر أن العراق يستعد لانتخابات مجالس المحافظات التي ستجري في العشرين من نيسان (ابريل) المقبل فيما سيشهد انتخابات برلمانية عامة جديدة مطلع العام المقبل.
وتشهد محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديإلى وكركوك منذ 25 من الشهر الماضي تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف جاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات وإطلاق سراحهم وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.