أنقرة: قال خبراء لبنانيون إن الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في أنقرة، أمس، يهدف إلى quot;التأثير على الدور التركي المحوري في المنطقةquot;، لكنهم توقعوا فشل منفذي الهجوم في تحقيق هدفهم.

وفي تصريحات خاصة لمراسل الأناضول، اعتبر المحلل والكاتب السياسي اللبناني طوني فرنسيس أن quot;المستهدف من هذا التفجير ليس السفارة الأمريكية بحد ذاتها، بل هو الدور التركي المحوري القائم والمتنامي في المنطقة في ظل التطورات المتسارعة فيهاquot;.

ولم يستبعد كذلك أن يكون الهدف من الهجوم quot;إجهاض التقدم الحاصل في المفاوضات بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني المحظورquot;.

وتوقع فرنسيس أن quot;لا يؤثر هذا الهجوم على المواقف الأساسية للحكومة التركيةquot;، مضيفا: quot;بل على العكس سيزيد الحكومة التركية إصرارا على السير في سياساتها لصالح حل مشاكل المنطقة وتكريس الدور التركي المحوريquot;.

من جهته اعتبر المحلل السياسي إبراهيم بيرم الهجوم على السفارة الأمريكية لافتا في توقيته ومكان وقوعه.

ولفت بيرم الى quot;احتمال أن يكون التفجير رسالة من سوريا لتركياquot;، مشددا في الوقت نفسه على quot;عدم قدرة النظام السوري على خلق فوضى في تركياquot; .

وكان انتحاري فجر نفسه أمس الجمعة أمام السفارة الأمريكية في أنقرة؛ ما أدى إلى استشهاد أحد أفراد الشرطة التركية المكلفة بحماية السفارة.

وأعلن وزير الداخلية التركي quot;معمر غولارquot;، في وقت سابق اليوم ، أن التأكد من هوية منفذ الهجوم على السفارة الأمريكية بأنقرة، أمس، quot;بات قريبا جدا وأن والي أنقرة سيصدر في وقت لاحق بياناً، يوضح فيه هوية المهاجمquot;.

تركيا تستبعد دوراً لسوريا بهجوم السفارة الأميركية

استبعد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، احتمال وجود علاقة بين نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، والهجوم الانتحاري الذي استهدف السفارة الأميركية في أنقرة، بعد ظهر الجمعة، وأسفر عن سقوط قتيلين على الأقل، أحدهما منفذ الهجوم، والذي ذكرت السلطات التركية أنه ينتمي إلى منظمة quot;إرهابية يساريةquot; محلية.

ودعا كل من أردوغان، والرئيس عبد الله غل، في رسالتين إلى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى تعزيز جهود quot;الحرب على الإرهابquot;، حيث اعتبر الرئيس التركي أن quot;الاعتداء الذي استهدف السفارة الأميركية في أنقرة، يعد هجوماً على تركيا، بقدر ما يشكل اعتداء موجهاً ضد واشنطن.quot;

وقال غل في رسالته، إن الحادث سيعزز الإرادة المشتركة بين البلدين في مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن أنقرة quot;ماضية بعزم في مكافحة كافة أشكال الإرهاب.quot;

كما أكد رئيس الوزراء التركي على ضرورة مكافحة الإرهاب بشكل مشترك، وقال في تصريحات أوردتها وكالة أنباء quot;الأناضولquot;، إنه quot;لا يوجد إرهابي جيد وآخر سيء.. الإرهاب واحد في كل مكانquot;، مستبعداً احتمال وجود علاقة لسوريا بالهجوم على السفارة الأميركية.

وكشفت السلطات التركية عن هوية منفذ الهجوم الانتحاري، الذي أودى بحياة أحد الحراس الأتراك، كما أدى إلى إصابة صحفية تركية كانت بطريقها لتناول كوب من الشاي مع السفير فرانسيس ريكاردوني، وقالت إن المهاجم يُدعى أجاويد شانلي، في العقد الرابع من عمره، ينتمي إلى quot;جبهة التحرير الثورية الشعبيةquot;، التي تضعها الولايات المتحدة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.

وأظهرت إحدى الصور لموقع الهجوم رجال الإنقاذ وهم ينقلون الصحفية ديدم تونجاي (39 عاماً)، إلى إحدى المستشفيات القريبة، حيث قام السفير ريكاردوني بزيارتها، واصفاً إياها بأنها quot;واحدة من أفضلquot; الصحفيات في تركيا، كما وصف الحارس الذي قُتل نتيجة الهجوم، مصطفى أكارصو (53 عاماً)، بأنه quot;بطل.quot;