ستة أسس اقترحتها السعودية كخارطة طريق تعيد خلالها هيكلة مجلس الأمن لمنع وقوع النزاعات والحروب قبل حدوثها، حفاظاعلى هيبة الأمم المتحدة ومصداقيتها.


روما:قدمت المملكة العربية السعودية أمام المؤتمر الوزاري الدولي الثالث، المنقعد في العاصمة الإيطالية روما اليوم برئاسة إيطاليا وأسبانيا، ومشاركة 68 وزيراً وممثلاً لثمان وستين دولة خريطة طريق لإصلاحات مجلس الأمن.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية رئيس وفد المملكة إلى المؤتمر الدكتور نزار بن عبيد مدني في كلمته أمام المؤتمر: إنه انطلاقاً من مبدأ الشفافية، ووضوح الرؤيا المطلوب الاعتداد به في معالجة قضية إصلاح مجلس الأمن والأمم المتحدة، يجب أن نحدد منذ البداية ماهية خارطة الطريق التي سوف نتبعها، مبيناً أن المملكة العربية السعودية تتقدم بخارطة طريق تعتمد على ستة أسس.
وأوضح أن السعودية ترى أولاً أن أي تغيير في هيكلية مجلس الأمن يجب أن يكون الهدف الأساس منه هو تعزيز دور المجلس في المحافظة على الأمن والسلم الدوليين، وثانياً التأكيد أن أي تغيير في هيكلية مجلس الأمن يجب أن يعكس الواقع الحالي والتطورات والمستجدات التي حصلت على الصعيد الدولي، ويراعى التمثيل الجغرافي العادل والمتوازي للدول الأعضاء ويحافظ على فاعلية وقدرة المجلس على أداء واجباته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين .
وأضاف: إن الأساس الثالث من الخارطة هو اعتبار أن عملية الإصلاح يجب أن تأخذ في الحسبان ترابط القضايا الأساسية الخمس وهي: فئات العضوية، حق النقض، التمثيل الإقليمي، وحجم المجلس الموسع، وأساليب عمل المجلس، وأخيراً العلاقة بين مجلس الأمن والجمعية العامة بهدف أن يكون المجلس أكثر تفاعلا مع إرادة الجمعية العامة، أما الأساس الرابع فهو التأكيد أن مهمة مجلس الأمن الأساسية يجب أن تكون منع حدوث نزاعات وصراعات دولية والعمل على تفادي حدوثها، وليس فقط التعامل معها بعد حدوثها، ولهذا فإن أي تغيير في هيكلية المجلس يجب أن يهدف إلى تفعيل دور المجلس لمنع وقوع النزاعات والحروب قبل حدوثها وقبل أن تتفاقم وتتسبب بإزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات وهدر مقدرات العالم، وتعريض الأمن والسلم الدوليين للخطر.
وبين أن الأساس الخامس هو تجنب اتخاذ قرارات أحادية الجانب من قبل الدول الأعضاء في المجلس في التعامل مع النزاعات الدولية مهما كان حجمها، والحرص على العمل بشكل جماعي تحت مظلة مجلس الأمن ، والتصرف بموجب قراراته والعمل على تنفيذها، بالإضافة إلى إلزام جميع الدول بذلك على قدم المساواة دون انتقائية، والبعد عن أسلوب الكيل بمكيالين، والمعايير المزدوجة، حفاظا على هيبة الأمم المتحدة وضمان استمرارية مصداقيتها وفاعليتها، وأخيراً إذا كان التوجه هو معالجة الهيكلية فقط دون التعرض للقضايا الموضوعية ومن بينها على سبيل المثال المطالبة بإلغاء حق النقض، فإن الأهم من ذلك كمرحلة أولية هو التأكد من أن حق النقض لا يستعمل بالنسبة إلى قرارات لاحقة لقرارات سبق أن اتخذها المجلس.