الجزائر: عادت وكالة المخابرات المركزية الأميركية لتنفيذ برنامج قديم كانت تتبعه في شمال مالي لتعقب وتصفية أمراء وقادة الجماعات المسلحة الناشطين في غرب أفريقيا، بحسب ما ذكرته مصادر أمنية لمراسل وكالة quot;الأناضولquot;.

وأضافت المصادر، التي رفضت ذكر هويتها، أن وحدات خاصة أميركية quot;تستعد لإعادة افتتاح قاعدة سرية في شمال مالي في منطقة تاودني لتنفيذ البرنامج الذي يستهدف بشكل خاص الجماعات القريبة من فكر تنظيم quot;القاعدةquot;.
وأوضحت أن quot;المخابرات المركزية الأميركية مهّدت لذلك منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بتنفيذ طلعات مسح جوي لطائرات استطلاع مأهولة وأخرى بدون طيار في شمال مالي، في إطار مهمة لمراقبة نشاط الجماعات الجهادية في شمال ماليquot;.
وزوّدت المخابرات الأميركية القوات الفرنسية بمعلومات وصور دقيقة ملتقطة من الجو للأوضاع الميدانية في المنطقة، وسمحت هذه الصور والمعلومات للقوات الفرنسية بتنفيذ عمليات خاصة دقيقة سبقت تدخلها العسكري الذي بدأ الشهر الماضي، حيث دمرت بعض مخازن السلاح، بحسب ذات المصادر.
وتابعت أن quot;عملاء المخابرات الأميركية حصلوا في وقت سابق على معلومات دقيقة من مرشدين محليين في شمال مالي، حول بنية الجماعات المسلحة ومشاريعها في دول الساحل الأفريقيquot;.
وأشارت إلى أن quot;هذه المعلومات التي جمعها الأميركيون من عملائهم في شبكات تهريب السلاح، ومن خلال التنصت على الهواتف الخلوية من نوع ثريا (الموصولة بقمر اصطناعي)، ساهمت في اعتقال القيادي الجهادي عبد الرزاق البارا عام 2004، واستهداف القيادي السابق في quot;القاعدةquot; مختار بلمختار عدة مرات، عندما قصفت طائرات حربية أميركية مخيمًا للبدو الرحل في ضواحي مدينة غاو بدولة مالي، بناء على معلومات قدمها عضو سابق في جماعة بلمختارquot;.
وتنطلق طائرات أميركية بدون طيار من قواعد في دول مجاورة لمالي لتنفيذ عمليات المراقبة، ويعتقد quot;بأنها ستباشر عمليات تصفية واغتيال ضد أمراء تنظيم quot;القاعدةquot; وجماعة quot;التوحيد والجهادquot; وجماعة quot;الملثمينquot;، تنفيذا لتعهدات سياسيين أميركيين بملاحقة المسؤولين عن مقتل مواطنين أميركيين في منشأة تيفنتورين بالجنوب الجزائريquot; الشهر الماضي، وفق المصادر.
وقٌتل 37 أجنبيًّا الشهر الماضي في عملية احتجاز للرهائن بمنشأة quot;عين أمناسquot; للغاز الطبيعي جنوب شرق الجزائر، وأعلنت كتيبة quot;الموقعون بالدمquot; التي يتزعمها مختار بلمختار مسؤوليتها عن العملية التي قالت إنها ردا على العمليات العسكرية التي تقوم بها فرنسا في مالي.