أخفقت القمة الإسلامية في القاهرة في تضمين إدانة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب القمع في سوريا، ومارست إيران ضغوطا لمنع الإدانة، فيما اكتفت الدول الإسلامية بدعوات الحوار.

القاهرة: دعت قمة منظمة التعاون الاسلامي التي اختتمت الخميس في القاهرة الى quot;حوار جادquot; بين المعارضة السورية وممثلي الحكومة لفتح الباب امام عملية انتقالية تحقق quot;الطموحات المشروعةquot; للشعب السوري.
واكدت القمة في بيانها الختامي ضرورة اجراء quot;حوار جاد بين التحالف الوطني للثورة السورية وقوى المعارضة وبين ممثلي الحكومة يفسح المجال لعملية انتقالية تمكن ابناء الشعب السوري من تحقيق طموحاتهم المشروعة في التغير الديمقراطيquot;.
وشددت القمة على quot;المسؤولية الاساسية للحكومة عن استمرار اعمال العنف وتدمير الممتلكاتquot; في سوريا، مشيرة الى quot;اهمية الحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها وسلامة اراضيهاquot;.
ودعت القمة الى quot;الوقف الفوري لاعمال العنف والقتل والتدمير والى تجنيب سوريا مخاطر الحرب الاهلية الشاملة وعواقبها على الشعب السوري والمنطقة والسلم والامن الدوليينquot;.
وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إن البيان الختامي لقمة منظمة التعاون الإسلامي راعى التحفظ الإيراني على إدانة نظام بشار الأسد حفاظًا على التوافق.
وفي مؤتمر صحفي عقده مع أكمل إحسان الدين أوغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، عقب الجلسة الختامية للمؤتمر عصر اليوم، أضاف عمرو: quot;في مثل هذه القمم والمؤتمرات الكبيرة يراعى أن تصدر القرارات بالتوافقquot;.
وأوضح أن ما خرجت به القمة من ضرورة الحوار بين المعارضة والحكومة في سوريا هو تعبير عن الموقف الجماعي لرؤساء وفود الدول الإسلامية المشاركة بالمؤتمر.
من جانبه، أشاد إحسان أوغلو بما توصل إليه المؤتمر بشأن الأزمة السورية، والقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنه تم التوافق على إنشاء شبكة أمان مالية لمساعدة الحكومة الفلسطينية، كما تم الاتفاق على عقد مؤتمر للمانحين يخصص دخله لصالح قضية القدس الشريف.
وردًا على سؤال حول التعارض بين شبكة الأمان الإسلامية والشبكة العربية التي كانت قد أقرتها جامعة الدول العربية، قال: quot;لا يوجد تعارض، بل يكمل كلاهما الآخرquot;.
وناشد إحسان أوغلو خلال المؤتمر وسائل الإعلام بتوخي الدقة فيما تنشره حول quot;المجموعات الإرهابية المسلحةquot;، وقال: quot;ينبغي ألا نصف هذه المجموعات بالإسلامية، فهذا شرف لا تستحقه، ونحن بذلك نسيء للإسلامquot;.
وبحسب مشروع البيان الختامي للقمة التي أعدة كبار المسؤولين في منظمة المؤتمر الإسلامي بشكل مبدئي خلال اجتماعتهم السبت والأحد الماضيين وأطلع عليه مراسل الأناضول، كان هناك اتجاه لتحميل نظام بشار الأسد مسؤولية استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات في سوريا.
لكن البيان البيان الختامي النهائي للقمة - التي اختتمت فعالياتها بالقاهرة اليوم ndash; لم يتضمن أية إدانة لنظام بشار الأسد أو تحميله مسئولية استمرا العنف في سوريا، واكتفى بالدعوة إلى quot;حوار جاد يفسح الطريق أمام عملية انتقالية وتحول ديمقراطي في سورياquot;، وطالب بـquot;الوقف الفوري لجميع أعمال العنفquot; في هذا البلد العربي.
كما أيد البيان الختامي مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي التي تدعو إلى تشكيل مجموعة اتصال رباعية حول أزمة سوريا تضم كلا من تركيا وإيران والسعودية إلى جانب مصر، وترتكز على: وحدة الأراضي السورية، والحوار الشامل بين مختلف أطراف الأزمة السورية، والاستجابة لأي جهد من أي دولة عضو بمنظمة المؤتمر الإسلامي تشارك في هذا الحوار.
الرئيس المصري يأمل في وقف اطلاق النار quot;قريباquot; في سوريا
من جهة ثانية قال الرئيس المصري محمد مرسي مساء الخميس انه يأمل في ان يتم وقف اطلاق النار quot;قريباquot; في سوريا.
وكان مرسي يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي عبد الله غول بعد محادثات بينهما حول العلاقات بين البلدين.
وقال الرئيس المصري ان الاجتماع الثلاثي، الذي عقد حول سوريا الاربعاء على هامش القمة الاسلامية وضمه مع الرئيسين التركي والايراني محمود احمدي نجاد، تناول quot;الاطار العامquot; لتسوية الازمة السورية خصوصا امكانية التوصل الى وقف اطلاق النار.
واضاف quot;اهم نقطة الان هي ان نوقف سيل الدماء ولابد من وقف اطلاق النار وفورا وهذه نقطة جوهرية ولعل ذلك ان يكون قريبا ان شاء اللهquot;.
وتابع ان quot;وزراء الخارجية يقومون بتحويل هذا الاطار العام (الذي تم الاتفاق عليه في القمة الثلاثية) الى مبادئ واجراءات ونتوقع ان يعلن عنها خلال ايام في اطار عربي واسلامي ودوليquot;.
واكد ان وزراء خارجية مصر وتركيا وايران quot;بدأوا بعض النشاطاتquot; من اجل صياغة هذه الاجراءاتquot;.