القاهرة: فسر مراد علي، المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة الحاكم في مصر، عدم انخراط جماعة الإخوان المسلمين في المشهد السياسي، الذى شابته أحداث عنف أخيرًا، بأن quot;الحزب يؤمن بأن دعوات العنف التي تطلقها المعارضة تسحب من رصيدهم، وتتسبب في تآكل شعبيتهم، وهو ما سيجعلهم في النهاية يتراجعون عن تلك الدعاوىquot;.

وأوضح، في تصريحات خاصة لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء، اليوم السبت، أن quot;الحزب مازال يعتقد بضرورة الحوار الوطني مع كل الأطراف السياسية، بما فيها المعارضة، لذلك يرحّب بكل المبادرات للتوصل إلى حوار جادquot;.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن quot;الحزب يرى أن ما يحدث من أعمال عنف في الشارع المصري، هي محاولات من البعض للخروج على الاستحقاقات الانتخابيةquot;.

ويشهد محيطا ميدان التحرير في وسط العاصمة المصرية، وقصر الاتحادية الرئاسي في شرقها، وعدد من المحافظات المصرية موجة احتجاجات، شابتها أعمال عنف عشية الذكرى الثانية للثورة المصرية في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، وخلَّفت حتى مساء اليوم السبت 61 قتيلًا ومئات المصابين، كان معظمهم في مدن قناة السويس الثلاث (من الجنوب إلى الشمال السويس، الإسماعيلية، بورسعيد).

وحمّل quot;عليquot;، المتحدث باسم الحزب، الذي أسسته جماعة الإخوان المسلمين في مصر، المعارضة المتمثلة في جبهة الإنقاذ المسؤولية الكاملة عن نتائج المظاهرات التي تنتهي دائماً بأعمال عنف، معتبراً أن السبب الذي يدفعهم إلى ذلك هو quot;الخوف من نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، فكأن هناك محاولة لمنع الوصول إلى هذه المحطة الفارقة في مسار الديمقراطيةquot;، على حد قوله.

ورداً على سؤال ما إذا كان الحرية والعدالة، المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين، لديه خيارات لإنهاء مشاهد العنف الأخير، رد علي قائلًا: quot;نحن لسنا الدولة، ولسنا مسؤولين في الحكومة، ولكن دائماً نمد أيدينا للحوار، ونحن على ثقة أنه لا يوجد من يستطيع منع الشعب من الذهاب إلى الانتخاباتquot;.

أما أحمد عارف المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، فقال إن عدم انخراط الإخوان في المشهد الحالي، يأتي من كونهم لن يساهموا في معارك quot;غير أخلاقيةquot;، الغرض منها إحراج النظام الحالي، وبناء عليه فإن quot;الجماعة تلتزم بخطاب التهدئة، وتفضل أن تترك هذه الأحداث، ليتم التعامل بها في إطار قانوني ومؤسسيquot;.

واعتبر عارف في حديثه للأناضول أنه quot;يجب عدم تسييس هذه الفوضى واستخدامها كوسيلة ضغط للحصول على استحقاقات انتخابيةquot;، مشيرًا إلى أن quot;الجماعة تلتزم بخريطة الطريق التي تعتبر الانتخابات فيها ركيزة مهمة، وليس الدخول في حوار غير جدي مع من يحاول تأجيج المشهدquot;.

وأضاف المتحدث باسم الجماعة أنه quot;يجب على المعارضة أن تقوم بأربع نقاط رئيسة، وهي مراجعة القاموس السياسي، بحيث يخلو من مفردات الصراع، وإدانة مشهد العنف والانسحاب، ولو بشكل مؤقت، من أجل ترشيد استخدام وسائل الثورة، وعدم وضع أي شروط إملائية قبل الذهاب إلى الحوار، وأن يكون هذا الحوار من أجل صناعة قرار، ولا يكون هناك سقف للمناقشةquot;.

وكانت جبهة quot;الإنقاذ الوطنيquot; المعارضة في مصر تبرّأت في بيان لها أول أيام الشهر الجاري من أعمال العنف التي شهدها محيط قصر quot;الاتحاديةquot; الرئاسي آنذاك بين قوات الأمن ومحتجين مناوئين للرئيس المصري.

وقالت الجبهة، في بيانها إنه quot;ليست لها أي صلة مطلقًا بأعمال الشغب والعنف، التي اندلعت فجأة أمام قصر الاتحادية في مصر الجديدةquot;، وطالبت أجهزة الأمن المحيطة بالقصر بالكشف quot;عن المسؤولين الحقيقيين عن اندلاع أعمال العنف بشكل مفاجئquot;.

وجددت الجبهة وقتها تمسكها quot;بما ورد في بياناتها العديدة السابقة من إدانة صريحة وواضحة لأعمال العنف والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة والالتزام بالطابع السلمي للمظاهراتquot;، على حد قولها.

في الوقت نفسه، طالبت الجبهة الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين بـquot;تحمّل المسؤولية عن حالة الاحتقان والتوتر التي تسود المجتمع المصري على مدى الشهرين الماضيينquot;، معتبرين أنها تعود إلى quot;إصرار الرئيس وجماعته على تجاهل المطالب المشروعة لغالبية المواطنين المصريينquot;.

من بين تلك المطالب بحسب البيان quot;تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وتشكيل لجنة لتعديل مواد الدستور، وإقالة النائب العام طلعت عبد الله، وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في أحداث العنف التي بدأت منذ 25 يناير/كانون الثاني في مدن القناة ومختلف المدن المصرية، وتقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين، التي تعمل في مصر من دون سند من القانون أو الشرعيةquot;.

يُشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر اعتمدت سياسة البعد عن أماكن تمركز أحداث العنف منذ الذكرى الثانية للثورة، حيث قررت في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، القيام بمليونية خدمية في عدد من المحافظات بعيداً عن ميدان التحرير أو قصر الاتحادية.

وحشدت الجماعة أنصارها في مسجد الرحمن الرحيم، القريب من قصر الاتحادية الرئاسي، في جمعة الخلاص أول الشهر الجاري لكنها لم تقترب من القصر، رغم الاشتباكات التي وقعت أمامه وفي محيطه بين محتجين مناوئين للنظام وقوات الشرطة، وهو ما يعد تغييرًا ملحوظًا في طريقة تعامل الجماعة مع مشاهد العنف.

وكانت الجماعة قد اعتمدت في السابق التدخل عن طريق نزول شبابها لدعم شرعية الرئيس المصري وقراراته، وكان آخرها أمام قصر الاتحادية في مواجهة المعارضين في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ما تسبب في وقوع اشتباكات في محيط القصر بين عناصرها والمعارضين، أسفرت عن سقوط 10 قتلى وإصابة المئات من الجانبين.