عززت السلطات المصرية الأمن أمام قصر الاتحادية ووزارة الداخلية وميدان التحرير ومبان رسمية، استعدادًا لتظاهرات صاخبة في الذكرى الثانية لسقوط مبارك، مع ذلك حاول ملثمو بلاك بلوك اقتحام قصر الرئاسة فتصدت لهم قوات الحرس الجمهوري.


القاهرة: حاول عشرات المحتجين من عناصر بلاك بلوك اقتحام قصر الاتحادية الرئاسي، في حي مصر الجديدة شرق العاصمة المصرية القاهرة، مساء اليوم الإثنين، فيما تصدت لهم قوات الحرس الجمهوري بخراطيم المياه.

وانطلق المئات بمسيرات من أمام مسجدي النور ورابعة العدوية في حيي العباسية ومدينة نصر (شرق القاهرة) صوب القصر الرئاسي، الذي وصلوه مساءً، حيث هتفوا بمسيراتهم وعقب وصولهم ضد الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.

وأزال عشرات من الملثمين، عقب وصول المسيرات، الأسلاك الشائكة المحيطة بالقصر الرئاسي، وقذفوا أسواره بزجاجات حارقة وحاولوا اعتلاءها، كما سعوا أيضًا إلى اقتحام إحدى بواباته. وناشدت قوات الحرس الجمهوري، التي تتولى تأمين القصر، المحتجين، عبر مكبرات الصوت، عدم إزالة الأسلاك والابتعاد عن الأسوار، كي quot;لا يهدد ذلك سلمية التظاهراتquot;، على حد تعبير قوات الحرس، التي بدأت بعدها بتفريق المحتجين عبر خراطيم المياه.

وتدخلت قوات الشرطة عقب ذلك بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين طاردتهم إلى الشوارع الجانبية المحيطة بالقصر وفرّقتهم من أمامه.

وكان محتجون حاولوا اقتحام القصر الرئاسي المصري مساء أول أيام شهر فبراير/شباط الجاري، وقذفوه بالزجاجات الحارقة، قبل أن تتصدى لهم قوات الحرس الجمهوري والشرطة بالمياه وقنابل الغاز، واندلعت اشتباكات بين الشرطة والمحتجين الذين سقط قتيل من بينهم بخلاف عشرات المصابين من الجانبين.

وكان المتظاهرون المعارضون في ميدان التحرير طالبوا برحيل الرئيس الإخواني محمد مرسي، وردد المتظاهرون الذين تجمعوا لإحياء الذكرى الثانية لرحيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك العديد من الهتافات المناهضة للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين عبر مكبرات الصوت.

يأتي ذلك فيما يواصل معتصمون في ميدان التحرير إغلاق البوابات الرئيسة لمجمع التحرير، منذ صباح الاثنين، لليوم الثاني على التوالي، للمطالبة بالإفراج عن المتهمين بالأحداث الأخيرة خلال المواجهات مع قوات الأمن.

تأهب أمني

ووضعت قوى الأمن المصرية في حالة تأهب استعدادًا للتظاهرات المتوقعة عصر اليوم للمطالبة بالديمقراطية في الذكرى الثانية لسقوط مبارك على ما أعلن مسؤول في الشرطة. وعززت السلطات الأمن حول القصر الرئاسي ووزارة الداخلية وميدان التحرير وعدد من المباني الرسمية.

وانطلقت المسيرات في الساعة 17:00 (15:00 ت غ) في عدد من أحياء القاهرة باتجاه ميدان التحرير الذي كان مركز التظاهرات التي أجبرت مبارك على التنحي في 11 شباط (فبراير) 2011 وايضا باتجاه القصر الرئاسي الذي شهد تجمعات احتجاج على الرئيس الاسلامي محمد مرسي تخللتها احيانا اعمال عنف دامية.

واستخدمت الشرطة المصرية مساء الاثنين خراطيم المياه ضد المتظاهرين الذين كانوا يرشقون قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة بمقذوفات كما اظهرت لقطات مباشرة بثها التلفزيون الرسمي.

وكانت مسيرة من مئات المتظاهرين توجهت الى قصر الاتحادية في ضاحية مصر الجديدة للتنديد بالنظام والمطالبة باصلاحات سياسية واجتماعية في الذكرى الثانية لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك.

استئناف حركة مترو الأنفاق في القاهرة

وقال المسؤول في الشرطة quot;سيتم ايضا تعزيز الأمن حول محطات مترو الانفاق الرئيسة بعد تهديد مجموعات باغلاق السككquot;. ومن جهة أخرى، استؤنفت حركة مترو الانفاق في القاهرة في الخطين الأول والثاني بعد أن ترك الملثمون من مجموعة بلاك بلوك ومتظاهرون مكشوفو الوجوه المحطة بعد اشتباكات مع رواد المترو.

ويأتي هذا فيما أغلقت قوات الأمن الخاصة بتأمين المتحف المصري البوابة الرئيسة بالحواجز الحديدية خوفا من تعرضه لأي اقتحام من قبل المتظاهرين وأعضاء بلاك بلوك أثناء توجههم إلى كوبري 6 أكتوبر، في إطار تصعيدهم لإسقاط النظام.

وكان شباب بلاك بلوك قطعوا حركة المترو بالخط الأول والثاني بالتحرير وسط حالة من الذعر والخوف بين الركاب الذين نشبت مشادات معهم. واختفت قوات الأمن تماما من المحطة، ولم تتدخل لوقف الاشتباكات أو التصدي للمجهولين.

يأتي هذا فيما توجهت مجموعة أخرى من بلاك بلوك ومتظاهرين إلى كوبري 6 أكتوبر المحوري والقريب من التحرير. ومن المحتمل أن يقوموا بقطعه كما أعلنوا عن ذلك الأحد.

أهداف الثورة

ودعت حركات وأحزاب معارضة الى التظاهر لمطالبة مرسي المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين بتنفيذ أهداف الثورة الشعبية التي اتاحت وصوله الى السلطة. وقبل عامين، نزل مئات آلاف المصريين الى الشارع احتفالا باستقالة مبارك مقتنعين بان التغيير الديمقراطي وشيك.

واليوم يعرب الكثيرون عن غضبهم من عدم تحقيق الاهداف الرئيسة للانتفاضة وهي الحرية والعدالة الاجتماعية ومن انقسام البلاد بين أنصار مرسي الاسلاميين وبين معارضة متنوعة اغلبها ليبرالي ويساري.

وتهدف تظاهرات الاثنين كذلك الى المطالبة بحكومة وحدة وطنية جديدة وبتعديل الدستور الذي صاغته لجنة يهيمن عليها الاسلاميون واقالة النائب العام الذي عيّنه مرسي. والى جانب الازمة السياسية تشهد البلاد ازمة اقتصادية حادة بسبب انهيار الاستثمارات الاجنبية وتدهور السياحة.

اما مبارك المريض البالغ من العمر 84 عاما والمحكوم عليه بالسجن مدى الحياة فينتظر محاكمة جديدة وسط لامبالاة جزء كبير من الشعب الذي بات يعتبره من الماضي.