أوقع انفجار سيارة مفخخة على الحدود بين سوريا وتركيا أكثر من عشرة قتلى إلى جانب عشرات المصابين، واعتبر التفجير الأكثر خطورة منذ سقوط قذيفة في بداية شهر تشرين الاول.


ريحانلي: قتل ثلاثة عشر شخصا على الاقل منهم ثلاثة اتراك، وأصيب نحو ثلاثين اخرين بعد ظهر الاثنين في انفجار سيارة مفخخة على ما يبدو عند مركز حدودي بين تركيا وسوريا، بحسب حصيلة جديدة أوردها بيان رسمي تركي.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في خطاب ألقاه في انقرة quot;خسرنا ويا للأسف 13 شخصا، ثلاثة منهم اتراك، والاخرون سوريونquot;. واضاف ان 27 شخصا اصيبوا بجروح خطرة.

واضاف إردوغان ان quot;هذا الحادث يؤكد كم كنا على حق لأن نتنبّه من الارهاب ومن النزاع في سوريا. ولن نقدم اي تنازل حول اي من هذين الموضوعينquot;.

وامتنع احد نواب رئيس الوزراء بولنت ارينج عن اعطاء تفاصيل حول سبب الانفجار وقال في الاجتماع الاسبوعي للحكومة ان quot;كل الفرضيات مطروحةquot;. واكتفى بالقول للصحافة ان quot;الانفجار اصاب حافلة صغيرة تحمل لوحة تسجيل سورية وآتية من سورياquot;.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية لوكالة فرانس برس ان هذا الانفجار ناجم عن سيارة تحمل لوحة تسجيل سورية، متحدثا عن احتمال ان يكون الانفجار نجم عن اعتداء بسيارة مفخخة.

واعلن هذا المسؤول الذي لم يشأ كشف هويته quot;هناك احتمال بنسبة 51 بالمئة ان يكون هذا الانفجار هجوما ارهابياquot;.

وبحسب الشهادات الاولية، فان السيارة التي انفجرت كانت متوقفة على بعد نحو اربعين مترا من المركز الحدودي في جيلويز اوغلو، في المنطقة العازلة التي تفصله عن مركز باب الهوا الحدودي السوري.

ودمرت خمس عشرة سيارة جرّاء الانفجار، كما يتبين من الصور التي بثتها شبكات التلفزيون التركية.

وهرعت عشرات من سيارات الاسعاف الى مكان الانفجار آتية من بلدة ريحانلي المجاورة في محافظة هاتاي التركية لتقديم الاسعافات للضحايا. وسارعت الشرطة الى حظر وصول الصحافيين الى المركز الحدودي الذي تطاير سياجه.

واستبعد متحدث باسم الخارجية التركية فرضية اطلاق قذيفة هاون او قذيفة صاروخية لتوضيح الانفجار وتطرق الى فرضية انتحاري، من دون مزيد من التفاصيل.

وقال لوكالة فرانس برس رافضا كشف هويته quot;من المبكر جدا التوصل الى اي نتيجة، فالتحقيق لا يزال جارياquot;.

من جهته، قال عبد الباسط سيدا الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض الاثنين لفرانس برس ان التفجير تزامن مع موعد مقرر لعبور موكب وفد من المجلس كان متجها للاجتماع مع قادة عسكريين معارضين في سوريا.

واورد سيدا quot;كان لدينا اجتماع في الداخل مع قيادة الاركان المشتركةquot; لقوات المعارضة. واضاف quot;ساعة وقوع الانفجار كان من المفترض ان نكون هناكquot;، في اشارة الى النقطة الحدودية.

وتدارك quot;لكن لاسباب تتعلق بالعمل تأخرنا عن الموعد وكان الانفجار قبل وصولنا، لكننا تابعنا طريقنا والتقينا مع القيادة في الداخلquot;.

ونقطة جلويز اوغلو الحدودية، نقطة عبور مهمة بين البلدين، ويسلكها عدد كبير من الشاحنات. وقال المدير الاقليمي للجمارك التركية عدنان قرقماز في تصريح لوكالة انباء الاناضول ان quot;القطاع الذي اصابه الانفجار تستخدمه المنظمات الانسانية لنقل حمولاتها من آلية الى اخرىquot;.

وهذا الانفجار هو الحادث الاكثر خطورة على الحدود بين سوريا وتركيا منذ سقوط قذيفة في بداية شهر تشرين الاول/اكتوبر الماضي اطلقها الجيش السوري الموالي للرئيس بشار الاسد، على قرية اكجاكالي الحدودية التركية الى الشرق. وأسفر هذا الحادث عن مقتل خمسة مدنيين أتراك.

وعلى أثر هذا الحادث، رد الجيش التركي مرات عدة على إطلاق قذائف استهدفت أراضيه بإطلاق النار على مواقع الجيش السوري ما اثار مخاوف من اشتعال المنطقة. ومنذ ذلك الحين، تراجعت حدة التوتر على الحدود بين البلدين التي باتت تسيطر على الجانب السوري منها وحدات من الجيش السوري الحر.

ويأتي انفجار الاثنين ايضا بعد عشرة ايام على اعتداء انتحاري استهدف السفارة الاميركية في انقرة وأسفر عن مقتل الانتحاري وعنصر من جهاز الامن التركي. وتبنت مسؤولية هذا الاعتداء مجموعة تركية يسارية محظورة متطرفة هي حزب الجبهة الثورية الشعبية للتحرير.

ونشرت الولايات المتحدة والمانيا وهولندا الشهر الماضي على الاراضي التركية، ست بطاريات صواريخ ارض-جو من طراز باتريوت لحماية تركيا من هجوم سوري محتمل.

وقد تخلت تركيا عن نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي دعمته فترة طويلة، وطالبته اكثر من مرة بالتنحي. وتستضيف السلطات التركية اليوم حوالى 200 الف لاجئ سوري هربوا من المعارك المستمرة في بلادهم منذ اكثر من سنتين.