كشفت أرقام جديدة أن بريطانيا فقدت نحو 450 طائرة بدون طيار في العراق وأفغانستان. وأظهرت الأرقام التي نشرتها وزارة الدفاع الأميركية للمرة الأولى أن هذه الطائرات تحطمت أو تعطلت أو فُقدت أثناء التحليق خلال تنفيذ عمليات في أفغانستان والعراق في السنوات الخمس الماضية.


تشمل الأرقام أعداد الطائرات التي فُقدت بسبب أخطاء في التوجيه أو أعطال فنية أو عدم استرجاعها بعد سقوطها في مناطق معادية.

وتسلط الأرقام الضوء على اعتماد الجيش البريطاني اعتمادًا متزايدًا على تكنولوجيا تعتبر وسيلة للحدّ من الأخطار التي تواجه الجنود على خطوط الجبهة. ونوّه مسؤولون بريطانيون بأن الطائرات البريطانية بدون طيار عملت آلاف الساعات في تنفيذ عمليات حساسة.

مخاوف مستقبلية
لكن الكشف عن فقدان مئات منها أثار مخاوف بشأن إمكانية الركون إليها. وقال ناشطون إن بعض الطائرات الصغيرة بدون طيار الأكثر تعرّضًا للتحطم والسقوط طائرات مماثلة لتلك التي تُستخدم الآن في المجال الجوي البريطاني.

ونقلت صحيفة الغارديان عن الناشط كريس كول، الذي استحدث موقعًا على الانترنت لمراقبة استخدام الطائرات بدون طيار، quot;إن على مجلس العموم أن يستمر في التعاطي بريبة شديدة مع الخطط الرامية إلى فتح المجال الجوي البريطاني للطائرات بدون طيار، إلا إذا أُدخلت تحسينات كبيرة عليها من حيث إمكانية الركون إليها وسلامتهاquot;.

ونشرت وزارة الدفاع البريطانية تفاصيل ما فقدته من طائرات بدون طيار بالأرقام عملًا بقانون حرية المعلومات، معترفة بأن البعض ينظر إلى عملياتها بتحفظ، وبالتالي quot;هناك مصلحة عامة قوية في ممارسة أكبر قدر من الانفتاح والشفافيةquot; بشأن استخدامها.
تبين الأرقام أن الجيش البريطاني فقد طائرة بدون طيار من طراز ريبر القادرة على حمل صواريخ إلى جانب مهماتها الاستطلاعية والتجسسية. وكلفت الطائرة بريطانيا 10 ملايين جنيه إسترليني من دون الاستعاضة عنها بطائرة بديلة.

كما فقد الجيش البريطاني تسع طائرات بدون طيران من طراز هيرميس 450، ثمانٍ منها في أفغانستان، وواحدة في العراق. وتبلغ كلفة الواحدة من هذه الطائرات مليون جنيه إسترليني.

ديزرت هوك 3 الخسارة الأكبر
لكن الخسائر الأكبر كانت في طائرة ديزرت هوك 3، وهي طائرة بدون طيار صغيرة، تُحمل على الكف، يستخدمها الجيش البريطاني. إذ تحطمت 412 طائرة من هذا النوع أو فُقدت خلال السنوات الخمس الماضية.

واستخدمت القوات البريطانية طائرات صغيرة أخرى بدون طيار، فقدت 25 منها أثناء العمليات في أفغانستان. ومن هذه الطائرة مروحية ميني مجهزة بكاميرا، تبث إلى الجنود اشرطة فيديو حية وصورًا جامدة.

تطوير مستوى التدريب
وفي مواجهة التكاليف الباهظة لتحطم هذه الطائرات، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أنها تحاول رفع معايير الطيران في عدد من المجالات بتطوير مستوى التدريب. ولكن مسؤولين قالوا إن الأعطال والخسائر تكون متوقعة من كثرة استخدام الطائرات بدون طيار في ظروف صعبة.

وقالت وزارة الدفاع إن أسطولها من طائرات هيرميس بدون طيار سجل 75 ألف ساعة طيران، وإن طائرات ديزرت هوك نفذت أكثر من 30 ألف مهمة. ورغم النسبة الكبيرة من الخسائر، فإن وزارة الدفاع تعتقد أن طائرة ديزرت هوك بدون طيار ما زالت توفر معلومات استخباراتية quot;لا غنى عنهاquot; للقوات البرية، وأن ما تقدمه من خدمات يبرر ما ينفق على تصنيعها.

لكن الناشط كول قال إن الأرقام التي نشرتها وزارة الدفاع عن حجم الخسائر تؤكد المخاوف الجدية من التسرع في فتح المجال الجوي المدني للطائرات بدون طيار.

وأضاف quot;إن تحليلاتنا تبين تحطم أكثر من 100 طائرة عسكرية بدون طيار من الحجم الكبير في ما يربو على 20 بلدًا منذ عام 2007quot;. واستعبد كول استخدام الطائرات الخفيفة بدون طيار، التي يقلّ وزنها عن 15 كغ، في المجال الجوي المدني البريطاني، واصفًا تحطم أكثر من 400 طائرة بريطانية بدون طيار في أفغانستان بأنه معلومة quot;مذهلةquot;.