ناشد المهندس محمد علي العموري وهو ناشط أهوازي قضت طهران بإعدامه بسبب نشاطه وآخرين في مؤسسة ثقافية، العالم عبر إيلاف لمنع تنفيذ حكم الاعدام فيه، نافيا صحة التهم التي وجهت اليه.
أسامة مهدي من لندن: ناشد الناشط الثقافي الاهوازي المحكوم بالاعدام المهندس محمد علي العموري العالم من سجن كارون الاهواز للتدخل لمنع تنفيذ الإعدام به وزملائه الذين صادقت المحكمة العليا في طهران على حكم الإعدام الصادر ضدهم في التاسع من الشهر الماضي 2013 بسب نشاطاتهم في مؤسسة الحوار الثقافية.
واعتبرت الاجهزة الامنية والقضاء الايرانيين نشاطات هذه المؤسسة الثقافية بانها معادية للامن القومي وعمل دعائي ضد نظام طهران، وأرغمت الاستخبارات الايرانية الناشطين الخمسة بالاعتراف تحت التعذيب بافعال لم يرتكبوها وأدانتهم بتهم quot;محاربة الله والرسول والإفساد في الارضquot; وحكمت عليهم بالاعدام شنقا وهم معرضون لتنفيذ حكم الاعدام الوشيك.
وزملاء العموري المحكومين بالاعدام هم: محمد علي العموري وهادي راشدي، وهاشم شعباني، وجابر آلبوشوكة، ومختار آلبوشوكة.
يذكر أن كاترين أشتون منسقة السياسة الخارجية في الإتحاد الاوروبي وأربعة مقررين من مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة وحكومتي بريطانيا والمانيا وكذلك منظمتي العفو الدولية وهيومان رايتس واتش، أدانوا أحكام الإعدام هذه وطالبوا السلطات الايرانية بإلغائها وإعادة محاكمة هولاء الناشطين.
كما أن 33 منظمة حقوقية ايرانية وعربية ودولية وشخصيات حقوقية على رأسهم شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام أصدرت بيانا مشتركا طالبت بعدم تنفيذ حكم الاعدام بحق هولاء الناشطين الخمسة واعادة تشكيل محاكمة عادلة لهم وفق القوانين والاعراف والمواثيق الانسانية والدولية.
ووجّه المهندس محمد علي العموري وهو من مؤسسي مؤسسة الحوار الثقافية رسالة من سجن كارون الى العالم حصلت quot;إيلافquot; على نصها يرفض فيها التهم الموجهة له ومطالبا منظمات حقوق الانسان في العالم والضمائر الحية بالتحرك لمنع حدوث جريمة ضد هولاء الناشطين الابرياء الذين ينشدون السلام والحرية.
وفي ما يلي نصّ الرسالة كاملةً
سلام ٌوتحية طيبة
أبدأ الرسالة بمفردة باتت بعيدة كل البعد عن واقعنا المرير، فقدت مصداقيتها و أمست لا نجدها إلّا في جعبة المفاهيم التي لا تشير إلى أي دلالة تنبثق من أثنائها رائحة الوجود ألا وهي مفردة quot; السلام quot;.
quot;السلامquot; عنوان مدونتي في الشبكة العالمية التي تحمل معها السلم والحب كمبدأ لأي عمل إنساني في المجتمع.
ومن ثم بعد تخرجي من الجامعة انتقلنا أنا والبعض من النشطاء الثقافيين في مدينة الخلفية (جنوب ايران ) إلى تأسيس مؤسسة غير حكومية (NGO) تحت رعاية منظمة الشباب التابعة لرئاسة الجمهورية في زمن الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي تحت عنوان quot;مؤسسة الحوارquot; التي تعمل في مجال التنمية الإنسانية وتقوية البنية العلمية لتلاميذ منطقتنا النائية التي تتميز بفقرها وحرمانها من أدنى مستويات التعليم و التي تعاني أعلى مستويات البطالة وإدمان المخدرات.
quot;السلامquot; وquot;الحوارquot; الحلم الذي راودني عقدا من العمر و زجّ بي من سجن في العراق إلى سجن في ايران وجعلني سجينا بلا حدود.
ربما لم ارتكب ذنبا سوى كلمة quot;اللاquot; بوجه كل من يقفون هاجسا امام تكوين مجتمع حر يستطيع من خلاله أن يرتقي الانسان الى معارج الفكر ويزيح عن نفسه جميع الإطارات التي تعيق تنمية الإنسان.
بدأت رحلتي محاولا إزاحة جميع الجدران التي تقطع الاتصال بين الثقافات و تعيق العلاقات البشرية ، جدران تفرض روعتها الكاذبة بطلائها المخادع عبر مفاهيم لا توحي سوى البغضاء بين آحاد الأمم و تبذل قصارى جهدها كي تزيل المفردات التي تنشر الحب و السلام بين الأنام.
تم اعتقالي في العراق في كانون الاول (دسمبر) عام 2007 عندما كنت في طريقي إلى مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين هناك و تم الحكم عليّ و اثنين من أصدقائي بخمس سنوات من السجن كعقوبة لاجتياح الحدود العراقية و دخول العراق بشكل غير شرعي تكبدنا من خلالها الكثير من المآسي التي تعجز عن وصف مرارتها الكلمات.
وفقدنا أحد أصدقائنا في سجن العمارة المركزي جنوب بغداد إثر تعرضه لجلطة قلبية وعدم توفر الإمكانات الطبية هناك.
لكن أصدقاءنا في منظمات حقوق الإنسان العالمية لم يتخلوا عنا و قد تلقينا منهم بعض المساندات و رسائل عديدة، و من خلال هذه المراسلات تم الموافقة على لجوئي بمفوضية شؤون اللاجئين ، لكن بعد ثلاث سنوات ونيف من سجني تم تهجيري بشكل قسري و تسليمي إلى السلطات الإيرانية من قبل السلطات العراقية بكل دهشة و بشكل مناوئ لكل المواثيق الدولية.
وفي ايران بعد قضاء ستة أشهر في زنزانات المخابرات الإيرانية حيث تعرضت إلى شتى أنواع التعذيب الجسدي و النفسي تم نقلي إلى سجن كارون المركزي في مدينة الأهواز و بعد سنتين تم الحكم عليّ بالإعدام بمحكمة شكلية و غير عادلة و إلى هذه الآونة أبحث عن السبب quot; لماذا يريدون قتلي؟'
فهذه مناشدة عاجلة إليكم وإلى كل من يهتم بالشأن الإنساني للتحرك عبر جميع القنوات التي ترونها مجدية على صعيد إنقاذ حياة الأبرياء والوقوف حاجزا أمام بلورة جريمة بحق من يرفعون شعار الإنسانية والحرية والسلام ويلتزمون بها كمبدأ رئيس في حياتهم الاجتماعية و السياسية.
ربما لا تتحقق الأحلام ولكن بوسعنا أن نزرع بذور الأمل في قلوب الأجيال التي تطمح إلى تحقيقها بين العصور.
من السلام بدأت وللسلام عشت وquot;السلام عليكمquot;.
التعليقات