موسكو: دعا دميتري روغوزين، نائب رئيس الحكومة الروسية المشرف على قطاع الصناعات العسكرية، إلى اختراع وإنشاء نظام للكشف عن الأجسام الفضائية التي تمثل تهديدا بالنسبة للأرض.

هذا وأحصت السلطات الروسية حجم الأضرار التي أحدثها سقوط الحجارة النيزكية على مقاطعة تشيليابينسك الروسية الواقعة في منطقة جبال الأورال في الساعة 7.23 بتوقيت موسكو من صباح أمس الجمعة.

وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن حصيلة المصابين بلغت 1147 شخصا، بينهم 259 طفلا واستدعت إصابات 51 منهم نقلهم إلى المستشفى. وجاءت الإصابات في الغالب من شظايا الزجاج المحطم التي تطايرت تحت تأثير الموجة الضاربة الناتجة عن تفجر النيزك على ارتفاع 5 آلاف متر تقريبا عن سطح الأرض، إلى جانب سقوط أجزائه الكثيرة على الأرض. فيما بلغ عدد المباني السكنية المتضررة 3724 مبنى بالإضافة إلى أكثر من 670 منشأة صناعية وتعليمية وثقافية وترفيهية مختلفة. وقدرت مساحة الزجاج المحطم بحوالي 200 ألف متر مربع.

ومن المنشآت التي أصيبت في حادث سقوط النيزك، مصنع الزنك والملعب المسقوف للهوكي على الجليد في مدينة تشيليابينسك، وعشرات مكاتب البريد في مقاطعتها، وجامعة جنوب الأورال، وعدد من المباني الإدارية في محطة كهرباء quot;يوجنوأورالسكاياquot;.

وأبلغ مصدر إعلامي في المنظمة الروسية للطاقة النووية quot;روسآتومquot;، وكالة أنباء quot;نوفوستيquot; بأن المنشآت التابعة للمنظمة في منطقة الأورال لم تتأثر بسقوط الحجارة النيزكية وتواصل عملها الطبيعي.

وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية بأن المنشآت العسكرية في المنطقة لم تصب بأية أضرار. كما لم يصب أحد من أفراد القوات المسلحة.

هذا وقدّر الخبير الروسي فاليري شوفالوف وزن ما تبقى من النيزك لحظة سقوط أجزائه على سطح الأرض بعدة أطنان. وقال الخبير في حديث لوكالة quot;نوفوستيquot; إن هذا الجرم المتكوّن، على الأرجح، من الحديد والنيكل تهدم في غلاف الأرض الجوي وسقطت شظاياه فقط على الأرض، مسببة دمارا. ولكن لا توجد لغاية الآن معلومات مؤكدة تشير الى العثور على قطع من هذا الجسم الفضائي على الأرض أو في قيعان الأحواض المائية في المنطقة.

وفي هذه الأثناء توصل خبراء وكالة الفضاء الأمريكية quot;ناساquot; الى استنتاج مفاده أن أبعاد quot;نيزك تشيليابينسكquot; لدى دخوله الغلاف الجوي للأرض كانت تبلغ 17 مترا بدلا من 15 مترا حسب التقييمات الأولية وكتلته 10 آلاف طن (بدلا من 7 آلاف طن بموجب الحسابات السابقة). كما رفع الخبراء، في تقديراتهم، الطاقة التي تحررت لدى انفجار الحجارة النيزكية فوق الأرض من 30 إلى 500 كيلوطن، مشيرين إلى أن قوته فاقت قوة انفجار القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية عام 1945 بـ 30 مرة!

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح يوم أمس في لقاء مع فلاديمير بوتشكوف، وزير الطوارئ الروسي، بأن quot;العامل الفلكي للحادثة التي وقعت في منطقة الأورال يمثل كذلك إهتماما بالنسبة للخبراء والمتخصصين من جهة إمكانية التنبؤ بمثل هذه الحوادث وتنبيه المواطنين بخطرها قبل وقوعها بوقت كافquot;.