بعد فشل مبادرته الأولى في الحوار مع بشار الأسد، طرح الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوري مبادرة جديدة لحل الأزمة الدموية في سوريا، أو ما وصفه بـquot;محددات الحل السياسيquot;، وتتضمن المحددات ثمانية بنود، أهمها دخول قيادات حزب البعث في عملية سياسية، واستبعاد بشار الأسد ورموز نظام حكم ممن تلوثت أيديهم بدماء السوريين من العملية السياسية، وفتح حوار مع روسيا من أجل التخلي عن دعم نظام الأسد، ورعاية أميركا ومجلس الأمن لعملية سياسية جديدة.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال الإئتلاف السوري في بيان تلقت إيلاف نسخة منه، quot;انعقدت الهيئة السياسية المؤقتة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في القاهرة في يوم الخميس بتاريخ ١٤-٢-٢٠١٣ بحضور جميع أعضائها، وذلك لمناقشة آخر المستجدات على الصعيدين الميداني والسياسي. وبحث أعضاء الهيئة المستجدات الداخلية والإقليمية والدولية. وحرصاً من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على رفع المعاناة عن الشعب السوري وحماية وحدته الوطنية وتجنيب بلادنا ويلات الدمار، التي يمعن النظام المجرم في اقترافها، ومنعًا للتدخلات الخارجية ومخاطرها، ترى الهيئة السياسية أن محددات الحل السياسي لابد أن تستند إلى نقاط جوهرية.
وأوضح الإئتلاف أن أولى النقاط: quot;تحقيق أهداف ثورة الشعب السوري في العدالة والحرية والكرامة، وحقن أقصى ما يمكن من دماء السوريين وتجنيب البلاد المزيد من الدمار والخراب والمخاطر الكثيرة التي تحدق بها، والمحافظة على وحدة سوريا الجغرافية والسياسية والمجتمعية بما يحقق الانتقال إلى نظام ديمقراطي مدني يساوي بين السوريين جميعاًquot;.
وأضاف: quot;إن بشار الأسد والقيادة الأمنية ndash; العسكرية المسؤولة عن القرارات التي أوصلت حال البلاد إلى ما هي عليه الآن خارج إطار هذه العملية السياسية، وليسوا جزءًا من أي حل سياسي في سوريا، ولابد من محاسبتهم على ما اقترفوه من جرائمquot;.
لم يستبعد الإئتلاف قيادات حزب البعث ممن لم يتورّطوا في أعمال القتل، وقال: quot;إن الحل السياسي ومستقبل بلادنا المنشود يعني جميع السوريين، بمن فيهم الشرفاء في أجهزة الدولة والبعثيون وسائر القوى السياسية والمدنية والاجتماعية ممن لم يتورطوا في جرائم ضد أبناء الشعب السوري، والذين لا يمكن أن يكون بشار الأسد وأركان نظامه ممثلين لهمquot;، مشيراً إلى أن quot;أية مبادرة تستند إلى هذه المحددات يجب أن يكون لها إطار زمني محدد وهدف واضح معلنquot;.
ودعا الإئتلاف quot;الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وخاصة روسيا والولايات المتحدة الأميركية، إلى أن تؤمّن الرعاية الدولية المناسبة والضمانات الكافية لجعل هذه العملية ممكنة، وأن تتبنى الاتفاق الذي يمكن أن ينتج منها عبر قرار ملزم في مجلس الأمن الدوليquot;.
كما دعا الإئتلاف روسيا إلى الحوار مع من وصفهم بـquot;ممثلين شرعيين وحقيقين للشعب السوريquot;، وقال: quot;ننتظر من روسيا الاتحادية أن تحوّل أقوال مسؤوليها لجهة عدم تمسكهم ببقاء بشار الأسد إلى خطوات عملية، وإن أي تفاهم روسي مع السوريين يجب أن يكون عبر ممثلين شرعيين وحقيقين للشعب السوري، وأن تدرك أن أي تفاهم من هذا النوع لا يمكن أن يجد طريقه إلى التنفيذ على أرض الواقع طالما أن عائلة الأسد وأركان نظامه موجودون على رأس السلطةquot;.
وحذر إيران من حرب طائفية تشمل المنطقة كلها، وقال: quot;على القيادة الإيرانية أن تدرك أن سياستها بدعم بشار الأسد تحمل مخاطر اندلاع صراع طائفي في المنطقة، وذلك لن يكون في مصلحة أي طرف من الأطراف. على إيران أن تدرك أن بشار الأسد ونظامه لم يعد لهما أي حظ بالبقاء، ومن المحال أن ينتصرا على إرادة الشعبquot;.
وطالب الإئتلاف من وصفهم بـquot;أصدقائنا وأشقائناquot;، بتزويد المعارضة بالسلاح، وقالquot; المطلوب من أصدقائنا وأشقائنا أن يدركوا أن باب الحل السياسي، الذي يضمن حقن الدماء والاستقرار والحفاظ على مؤسسات الدولة، لن يفتح إلا عبر تغيير موازين القوى على الأرض، بما يعني ذلك من إمداد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهيئة الأركان العسكرية المشتركة بكل أسباب القوةquot;.
الشوفي: نعم للبعثيين ولا للأسد وروسيا
من جهته، قال عضو المجلس الوطني السوري المعارض، جبر الشوفي، إن الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السوري، يؤكد على ثوابت اللاحوار مع نظام حكم بشار الأسد. وأضاف لـquot;إيلافquot; أنه ليست هناك أية مبادرات جديدة، مشيراً إلى أن المعارضة السورية تدعو البعثيين وقيادات الجيش السوري الشرفاء إلى الإنضمام إلى صفوف الثورة.
ولفت إلى أن هؤلاء لم تتلوث أيديهم بالدماء أو الفساد، منوهاً بأن أعدادهم تقدر بعشرات الآلاف، ولا يمكن إستبعادهم من العملية السياسية أو مرحلة ما بعد بشار الأسد. وأوضح أن المعارضة السورية تعلمت الدرس من العراق، ولن تكرر خطأ ساسته في عزل البعثيين، مضيفاً أن الثورة السورية ليست ثورة طائفية، ولن تعمل على إقصاء أي فصيل سياسي أو إجتماعي من تحديد مستقبل البلاد.
ودعا الشوفي البعثيين والقيادات العسكرية في الجيش السوري إلى الانخراط في الثورة، والوقوف إلى جانب الشعب، مشيراً إلى أن النظام quot;يلعب في الوقت الضائعquot;، وأنه سوف يزول حتماً عاجلاً أو آجلاً.
حول الحوار مع روسيا، قال الشوفي، إن المعارضة السورية ليس لديها توجّه نحو الروس، مشيراً إلى أن مواقف روسيا لابد أن تتحول من دعم بشار الأسد إلى دعم الشعب السوري أولاً، قبل الدخول معها في أية حوارات. ونفى أن يكون هناك أي تنسيق أو لقاءات مع مسؤولين روس في المرحلة الراهنة.
في ما يخص مستقبل الثورة السورية، قال الشوفي، إن هناك خيارين أمام الثورة لا ثالث لهما، وأوضح أن الخيار الأول يتمثل في أن يقوم المجتمع الدولي بدعم الشعب السوري، عبر تدخل عسكري أو سياسي حاسم، لإيقاف أعمال القتل والتدمير. ولفت إلى أن الخيار الثاني يتمثل في تسليح الجيش السوري الحر، مشيراً إلى أن كلا الخيارين بعيد المنال في الوقت الراهن، في ظل عدم رغبة أميركا والمجتمع الغربي في التدخل بقوة لمصلحة إسقاط الأسد، أو دعم الجيش الحر بالمال والسلاح. وأضاف أن شباب سوريا والقوى الثورية مصممون على القتال حتى إسقاط النظام، سواء حصلوا على دعم خارجي أم لا.
التعليقات