رغم نهج الأخوان المتشدد حيال إسرائيل، إلا أن الرئيس المصري المنتمي للجماعة أكد أنه سيحافظ على اتفاقيات السلام مع الدولة العبرية. ولأول مرة منذ وصول مرسي إلى سدة الرئاسة، تستعد مصر لإرسال وفد أمني إلى إسرائيل ليناقش عدة مواضيع من بينها الهدنة في غزة والمصالح المشتركة بين البلدين.


القاهرة: لأول مرة منذ وصول الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم، تستعد مصر لإرسال وفد أمني إلى إسرائيل عما قريب، في خطوة يتوقع أن تحظى بالاهتمام، خاصة في ظل ما كان معروفاً عن نهج الإخوان المتشدد تجاه إسرائيل.

وأفادت تقارير صحافية عبرية، نقلاً عن القناة العاشرة الإسرائيلية، بأن الوفد سيتطرق لمواضيع عدة من بينها الموقف في غزة وأمور أخرى تمس المصالح المشتركة مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين. وأضافت القناة أنه من المنتظر أن يصل الوفد لإسرائيل في المستقبل القريب، من دون أن تحدد موعداً معيناً لتلك الزيارة.

تعهد مرسي

وبينما سبق للرئيس مرسي أن قال مراراً وتكراراً إنه سيستمر في الحفاظ على السلام مع إسرائيل وسيقدم الدعم للمعاهدات الدولية الموقعة من قبل الإدارات المصرية السابقة، فإنه لم يتعامل بقدر الاهتمام المتوقع مع إسرائيل منذ وصوله للسلطة.

وكان مرسي قد استدعى السفير المصري لدى إسرائيل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، اعتراضاً من جانبه على عملية quot;عامود السحابquot; التي كانت تشنها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي أدت في الأخير إلى سقوط عديد القتلى والمصابين.

ورفضت مصر كذلك في تشرين أول (أكتوبر) الماضي طلباً إسرائيلياً لرفع مستوى العلاقات بين البلدين، بعدما أبدت تل أبيب رغبتها في توسيع نطاق التعاون بين البلدين ورفعه لمستوى محادثات وزارية بين وزير الدفاع ايهود باراك ونظيره المصري.

وذكرت تقارير أن وفداً أمنياً إسرائيلياً مكوناً من أربعة أفراد وصل القاهرة الأسبوع الماضي للمشاركة في محادثات بشأن عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وأشارت بعض التقارير إلى أن الوفد الإسرائيلي وصل لإجراء محادثات غير مباشرة مع حركة حماس بخصوص التفاهمات التي تم التوصل إليها في أعقاب وقف إطلاق النار الذي أنهى عملية quot;دعامة الدفاعquot; في قطاع غزة.

اعتراف علني

وأكدت القناة العاشرة التلفزيونية أن إرسال وفد أمني إلى إسرائيل سيكون المرة الأولى التي يعترف بها علانيةً نظام الرئيس محمد مرسي بالعلاقات والتعاون بين البلدين.

وجدير بالذكر أن مرسي سرعان ما قرر الاستغناء عن خدمات كبار قادة الجيش، بعد وصوله للسلطة بفترة قصيرة، وهو القرار الذي تضمن الاستغناء عن خدمات وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي، الذي كانت تربطه بإسرائيل علاقات قوية وقت نظام حسني مبارك.

وقالت القناة العاشرة إنه وفي والوقت الذي لم يحل فيه محل هؤلاء القادة أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، إلا من جاء مكانهم حصل بالتأكيد على موافقة الجماعة.