تلقى زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران جدلاً كبيرًا في الداخل والخارج ما بين المؤيد والمعارض لتلك الزيارة، ومدى تأثيرها على العلاقات المصرية بدول الخليج والولايات المتحدة الأميركية.


محمد مرسي

أحمد حسن من القاهرة: جدل كبير في الأوساط السياسية والشعبيةحول زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران، حيث يرى البعض أن تأثيرها سوف يكون كبيرًا على العلاقات بين مصر ودول الخليج، سواء من الجانب الاقتصادي أو السياسي.

وأكد الخبراء السياسيون أن هناك تحديات وخطوطًا حمراء أمام القاهرة قد تحول دون فتح علاقات مباشرة مع إيران في الوقت الحالي، ولعل من أهمها أمن دول الخليج ورفض الولايات المتحدة الأميركية إقامة تلك العلاقات في الوقت الحالي.

حول تداعيات زيارة مرسي لإيران، أكد الدكتور عبد السلام نوير رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة أسيوط لـquot;إيلافquot;، أن زيارة الرئيس محمد مرسي لن تخرج عن كونها زيارة برتوكولية بدليل اقتصار الزيارة على quot;5quot;ساعات فقط، مستبعدًا قيام الرئيس بفتح أي حوارات مع الرئيس الإيراني أحمدي نجادي حول العلاقات بين مصر وإيران، حيث إن الرئيس يعلم جيدًا وجود تحديات وخطوط حمراء لا يجوز تجاوزها في الوقت الراهن بشأن عودة العلاقات بين البلدين.

ويضيف: من بين هذه التحديات أن علاقة مصر بإيران لن تكون على حساب أمن دول الخليج وحرص القاهرة على إقامة علاقات طيبة بتلك الدول، وعلى رأسها السعودية والبحرين والإمارات وقطر والكويت، كما تدخل ضمن التحديات العلاقات المصرية الأميركية ورفضها فتح علاقات بين مصر وإيران، لئلا تكون على حساب إسرائيل، رغم أن وزيرة الخارجية الأميركية قد صرحت من قبل بأن الإدارة الأميركية لا تتدخل في شأن العلاقات بين القاهرة وإيران.

مشيرًا إلى أن إيران من مصلحتها الآن فتح علاقات مع مصر بحثًا عن حليف قوي في المنطقة في ظل العزلة الدولية التي تعانيها بسبب برنامجها النووي؛ لذلك هي على استعداد لعمل أي شيء في سبيل عودة العلاقات، حتى لو كانت بشكل جزئي، ومن أجل ذلك أبدت إيران مساندتها لدعوة الرئيس محمد مرسي باجتماع رباعي بين مصر وإيران وتركيا والسعودية لحل الأزمة السورية، كما أبدت الخارجية الإيرانية موافقتها على إلغاء اسم خالد الإسلامبولي قاتل السادات من أحد شوارع طهران.

وقال الدكتور النويري: إن تلميح الرئيس مرسي بالسعي نحو علاقات جيدة مع إيران من خلال تلك الزيارة ورقة ضغط قوي في يد مصر ضد الولايات المتحدة ودول الخليج عبر إرسال رسالة مهمة مفادها أن مصر دولة كبرى، مما قد ينتجعن ذلك تقديم مساعدات مالية إلى القاهرة والعمل على فعل أي شيء في سبيل وقف أي علاقات بين مصر وإيران.

واستبعد الدكتور عبد السلام أن يترتب على زيارة الرئيس محمد مرسي لطهران تقدم في العلاقات التجارية بين البلدين، ولكن ستكون في إطار العلاقات المحدودة كما كانت في عهد النظام السابق، حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى إيران 126 مليون دولار في عام 2011 بنسبة نصف في المئة من قيمة الصادرات المصرية إلى دول العالم، التي بلغت 26.4 مليار دولار في العام نفسه.

من جانبه، أكد السفير صلاح فهمي مساعد وزير الخارجية السابق لـquot;إيلافquot; أن زيارة الرئيس محمد مرسي لإيران تصنّف على كونها زيارةدبلوماسية في إطار نقل رئاسة مصر لقمة عدم الانحياز إلى إيران فقط.

ويرى أن مصر الآن في مرحلة العودة نحو إثبات الوجود الدولي، وبالتالي ليست على استعداد لخسارة كل شيء قد تترتب على فتح العلاقات مع إيران، فالمكاسب قد تكون قليلة في مقابل الخسائر المترتبة في حالة توتر العلاقات بين مصر ودول الخليج، فالرئيس محمد مرسي مضطر إلى إقامة علاقات طيبة مع دول الخليج في سبيل تحقيق مصالح اقتصادية وسياسية بعودة القاهرة إلى زعامة دول المنطقة.

كما أكد على أن الإدارة الأميركية لن تسمح بفتح حوار مباشر بين القاهرة وطهران، وسوف تعمل بشتى الطرق على وقف أي علاقات عن طريق استعمال وسائل ضغط على مصر.

ويرى السفير عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية لـquot;إيلافquot; أن العلاقات مع إيران مطلوبة، ولكن الأمر يحتاج إعادة النظر في العلاقات بين القاهرة ودول الخليج والولايات المتحدة الأميركية، على أن يتم حساب الخسائر والمكاسب من عودة تلك العلاقات بشكل كبير، ولكن الوقت الراهن يحتاج من الرئيس الدكتور محمد مرسي ترتيب البيت من الداخل أولاً، بعد ذلك يكون النظر في شكل السياسة الخارجية لمصر.

مستبعدًا في الوقت الراهن فتح علاقات مع إيران، ولكن قد تكون زيارة الرئيس لطهران البداية الحقيقية لعودة العلاقات والحوار الذي كان مغلقاً على مدار الـ quot;40quot;عامًا الماضية، الأمر الآخر أن إيران مطالبة بالبعد عن سعيها إلى نشر التشيّع في مصر والدول العربية، والبعد أيضًا عن فكرة تكوين إمبراطورية في المنطقة.

متوقعًا استمرار العلاقات الاقتصادية والتمثيل الدبلوماسي المحدود بين البلدين خلال الفترة المقبلة، حيث توجد تحديات أمام الرئيس تحول دون تقدم هذا الملف رغم استعداد إيران لتقديم مساعدات مالية وأسلحة الى مصر، ولكن ذلك سيكون على حساب تحقيق خسائر كبيرة سياسية للرئيس محمد مرسي في الداخل والخارج.