شنّ الجيش الصيني مئات الهجمات الالكترونية ضد شركات غربية ومجموعات دفاعية من مبنى يبدو مثل أي مبنى آخر في مدينة شنغهاي، كما أفاد تقرير أكد أن القراصنة الالكترونيين سرقوا كميات ضخمة من المعلومات من الجهات المستهدفة بالهجمات.


قالت شركة quot;مانديانتquot; الأمنية، التي تحقق في هجمات استهدفت مؤسسات غربية منذ ست سنوات، في تقريرها، إن الهجمات كانت تُشنّ من مبنى ذي 12 طبقة يعود إلى قسم في جيش التحرير الشعبي، يُعرف أيضًا باسم الوحدة 61398.

وأشار التقرير إلى وجود شبكة مختصة بالقرصنة الالكترونية تعمل من المجمع الكائن في حي سكني قديم. وجاء في التقرير أنه quot;آن الأوان للاعتراف بأن مصدر التهديد هو الصين، وأردنا أن نسهم بقسطنا لتسليح المحترفين الأمنيين وإعدادهم في مواجهة هذا التهديد مواجهة فاعلةquot;.

وتوقع مراقبون أن يؤدي التقرير إلى تصعيد الحرب الالكترونية بين الحكومات التي استعرت في السنوات الأخيرة عندما استخدمت الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران والصين وبريطانيا الجاسوسية الالكترونية لاستهداف مؤسسات دول غريمة أو جماعات إرهابية.

وقال خبير أمني إن على الشركات ذات الاختصاصات النادرة والمرغوبة أن تتوقع استهدافها واختراقها بهجمات الكترونية وأن تستحدث منظومات تحمي معلوماتها من بعضها البعض الآخر.

قلاع آمنة
ونقلت صحيفة الغارديان عن ريك فيرغسون نائب رئيس الأبحاث الأمنية في شركة تريند مايكرو لأمن المعلومات quot;إن من الضروري تقليل التركيز على بناء قلاع والافتراض بأنها ستكون حصينة، والتركيز أكثر على بناء أقبية أفضل، بحيث لا يجد من يخترقها شيئًا آخر فيهاquot;.

وقالت شركة مانديانت الأمنية في تقريرها إن الوحدة 61398 يمكن أن تضم quot;مئات أو آلافquot; الأشخاص، وان لديها خطوط اتصال عسكرية فائقة السرعة مصنوعة من الألياف البصرية من تشاينا موبايل، أكبر شركة اتصالات في العالم. واضاف التقرير quot;ان الصين تعتبر طبيعة عمل الوحدة 61398 سرًا من أسرار الدولة، ولكننا نعتقد انها تقوم بعمليات الكترونية ضارةquot;.

واشار التقرير الى ان هذه الوحدة تعمل منذ عام 2006، وكانت من انشط المؤسسات المختصة بالقرصنة الالكترونية quot;من حيث نوعية المعلومات التي تُسرقquot; مقدرة كمياتها بمئات التيرابايت، أو ما يكفي لآلاف التصاميم ثلاثية الأبعاد والتصاميم التقليدية.

وجاء في تقرير مانديانت ان الوحدة 61398 واحدة من 20 مجموعة نفذت عشرات الهجمات الالكترونية ضد شركات ومؤسسات في الغرب بينها شركات تعمل في صناعات استراتيجية، مثل محطات الطاقة والماء في الولايات المتحدة.

وتعمل الوحدة بدس برمجية تخفي وجودها عن المستخدم أو الاداري وتشفط المعلومات بصمت الى خادم بعيد في مكان ما على الانترنت بتوجيه من كومبيوتر منفصل يتولى مهمة quot;القيادة والسيطرةquot;.

فوق قومية ومجهولة الهوية

ونفى متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان تكون الحكومة الصينية وراء هذه الهجمات قائلًا quot;ان الهجمات الالكترونية فوق قومية ومجهولة الهوية، وان تحديد منشأها أمر بالغ الصعوبة. ولا نعرف كيف يمكن الدفاع عن الأدلة الواردة في هذا التقرير كما يُسمىquot;. واضاف المتحدث quot;ان الانتقادات الاعتباطية القائمة على معلومات ابتدائية عمل لا مسؤول، وبعيد عن الاحتراف ولا يساعد على حل القضيةquot;.

لكن نائب رئيس الأبحاث الأمنية في شركة تريند مايكرو لأمن المعلومات اريك فيرغسون قال لصحيفة الغارديان quot;انه تقرير قوي الحجة بأدلة جُمعت على امتداد فترة طويلة، وهو يشير بقوة الى دور صيني واضحquot;.

وكانت شركة مانديانت الاميركية صاحبة التقرير حققت في اختراق صحيفة نيويورك تايمز، مشيرة الى احتمال ضلوع مصادر صينية في العملية.

ويعمل الرئيس باراك اوباما على تعزيز امن الولايات المتحدة، معلنًا اصدار أمر تنفيذي في خطاب حالة الاتحاد يتيح للحكومة أن تعمل مع القطاع الخاص في مواجهة القرصنة الالكترونية. ولكن الصيغة النهائية للأمر لن تكون جاهزة لوضعها في حيز التنفيذ قبل شباط/فبراير 2014.

يأتي الكشف عن الهجمات الالكترونية في تقرير مانديانت بعدما قالت صحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست وول ستريت جورنال وشبكات اجتماعية، مثل فايسبوك وتويتر، انها تعرّضت الى اختراقات، ركزت في بعض الحالات على مراسلين يكتبون عن الصين وحكومتها.